نبيل شرف الدين من القاهرة: عقب اجتماعها اليوم الأربعاء مع أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، التقت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والرئيس الحالي للمعهد الوطني للديمقراطية في الولايات المتحدة، مع الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، حيث صرحت أولبرايت بأنها ناقشت مع الناشط الحقوقي الذي يحمل الجنسيتين المصرية والأميركية، عدة قضايا تتعلق بمسألة الديمقراطية في المنطقة ومصر، لافتة إلى أن زيارتها الراهنة إلى مصر، تتضمن العديد من المقابلات مع مسؤولين في الحزب الوطني الحاكم، وممثلي أحزاب المعارضة، وجمعيات رجال الأعمال .
وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة عن قناعتها بأن إدارة الرئيس جورج بوش قد تفهمت انه لا يمكن لواشنطن أن تعمل وحدها، إنما ينبغي التعاون مع كافة دول العالم، متوقعة أن يكون هذا هو ما ستشهده الفترة الثانية لولاية الرئيس بوش، موضحة أهمية أن تقوم الأمم المتحدة بدور كبير لإحلال السلام في العراق، كما دعت أيضاً إلى "عدم تدمير الأمم المتحدة، بل تقويتها لإجراء تحالفات تساعد على إحلال السلام هناك"، على حد تعبيرها
وفي الشأن الفلسطيني قالت أولبرايت إن رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات أضاع فرصة تاريخية على شعبه، موضحة أنه "رفض أفضل صفقة للسلام كان يمكن للشعب الفلسطيني أن يحصل عليها" حسب تعبيرها، لافتة إلى أن انتخاب محمود عباس (أبو مازن) رئيساً للسلطة الفلسطينية يعد من عوامل التفاؤل في ما يتعلق بإمكانية إحراز تقدم في عملية السلام بالمنطقة .

نموذج الديمقراطية
وخلال لقائها اليوم مع أعضاء الغرفة التجارية الأميركية بمصر، وصفت أولبرايت العلاقات المصرية الأميركية بأنها "أساسية وجوهرية"، ليس فقط بالنسبة لمصر، بل أيضا للولايات المتحدة حيث يوجد احترام كبير في واشنطن للدور الذي تقوم به مصر في حل الصراع العربي الإسرائيلي والتعامل مع كافة المتغيرات في المنطقة .
ومضت أولبرايت قائلة إنه "لا يمكن فرض الديمقراطية من الخارج على أي دولة أخرى، إنما ينبغي أن تختار كل دولة نموذج الديمقراطية الذي يناسبها بكل حرية، وليس عن طريق فرض الأمر بواسطة التدخل العسكري"، مشيرة في هذا الصدد إلى أهمية أن يمضي الإصلاح السياسي جنبا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي .
وأوضحت أولبرايت أن الفترة المقبلة ستشهد سلسة من الزيارات من جانب كبار المسؤولين المصريين في مقدمتهم الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية، للإعداد لزيارة الرئيس المصري حسني مبارك المرتقبة إلى الولايات المتحدة .
واختتمت أولبرايت تصريحاتها بالقول إن المباحثات المطولة التي أجرتها مع المسؤولين والشخصيات العامة في مصر منذ بداية زيارتها للقاهرة، أكدت رسالة مؤداها انه لا يمكن دعم الممارسة الديمقراطية في العالم العربي من دون حل القضية الفلسطينية، لافتة إلى أنها ستقوم بنقل هذه الرسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش فور عودتها إلى واشنطن .
أما أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري فقد أعلن أن الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة خلال شهر آذار (مارس) القادم، ويشارك فيه وزراء خارجية دول الجامعة العربية ودول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى سوف يبحث ويناقش سبل التعجيل بعملية التحديث والتطوير في كافة دول المنطقة .
من جانبه أكد فين ويبر، رئيس المعهد الوطني الأميركي للديمقراطية أن تقوية العلاقات مع مصر سوف تمثل أولوية كبيرة للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن هناك مجالات كبيرة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في ضوء الاصلاحات الاقتصادية واسعة النطاق التي تشهدها مصر حالياً، معرباً عن أمله في التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والولايات المتحدة قريباً.