واشنطن: أفاد مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان دوغلاس فيث نائب مساعد وزير الدفاع الذي ساعد في وضع سياسة الحرب الوقائية التي أدت إلى الغزو الأميركي للعراق قرر الاستقالة بعدما خدم في منصبه اربع سنوات.

واوضح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان فيث ابلغه بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر انه ينوي التخلي عن منصبه الصيف المقبل. وقال للصحافيين "آمل ان يبقى في منصبه حتى نجد خلفا مناسبا له ولم نبدأ بالبحث بعد".

وكان فيث وهو محام ويتمتع بنفوذ كبير بين حلقة المستشارين الصغيرة التي تحيط برامسفلد خلال قيادته الولايات المتحدة إلى الحرب في افغانستان والعراق بينما كان يشن حملة واسعة على المتطرفين الاسلاميين.

وقد ترك بصماته على سياسات دفاعية مثيرة للجدل خلال السنوات الاربع الاخيرة. ومن بين هذه السياسات الانسحاب من اتفاق الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية (ايه بي ام) الموقعة في 1972 وسياسة جديدة حول القوات النووية والضربات الوقائية لحماية الولايات المتحدة من هجمات تستخدم فيها اسلحة دمار شامل والتخطيط للحرب على العراق التي اثارت انتقادات كثيرة.

في الفترة الاخيرة تولى التخطيط لمراجعة شاملة لانتشار القوات الاميركية في الخارح. وتنص هذه الخطة على تخفيض الوجود العسكري الاميركي في اوروبا الغربية ونقلها شرقا نحو آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا.
وتعرض فيث لانتقادات كثيرة داخل الحكومة وخارجها.

فقد قال تومي فرانكس الذي قاد الاجتياح الاميركي لافغانستان والعراق في مذكراته ان "فيث رجل نظريات غالبا ما تكون افكاره غير قابلة للتطبيق عمليا".

واعتبر لورانس ديريتا الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان تعليقات فرانكس ناجمة عن التوتر الطبيعي بين قائد ميداني وواضع سياسات مدني. واوضح "ليس هناك قائد يرغب ان يقول له اي شخص في البنتاغون ما عليه القيام به باستثناء وزير الدفاع". واضاف ان "فيث كان مسؤولا عن الاشراف على سياسات واساسيا في عمله".

وقال دي ريتا ان فيث اعتبر ان مكافحة الارهاب لا يمكن ان تتم بالحلول العسكرية فقط موضحا انه "امضى وقتا طويلا يتحادث مع كل الوكالات للتفكير بطرق اخرى".