عصام المجالي من عمّان: في أول تلميح للأزمة السياسية المتصاعدة بين الحكومة والنقابات المهنية في البلاد، قال الملك عبد الله الثاني إن التنمية السياسية هي المدخل لمشاركة مختلف الفعاليات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني في سائر جوانب عملية التنمية، وإن عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري تبدأ من القواعد الشعبية صعودا إلى مراكز صنع القرار وليس العكس.

في الوقت ذاته ألغى فيصل الفايز رئيس الوزراء لقاءه المرتقب بالنقباء المهنيين على خلفية موقفهم من الاجراءات القانونية التي تقوم بها وزارة الداخلية. ونقلت مصادر سياسية موثوقة لـ إيلاف أن الفايز اتهم النقابات المهنية بأنه لا تؤمن بالولاء للقيادة الهاشمية ، مطالبا النقباء إصدار بيان يعلنوا فيه ولاءهم للملك.

إلا أن عزام الهنيدي رئيس الكتلة الإسلامية في البرلمان أكد أن النقابات المهنية على مدى تاريخها لم تمس القيادة الهاشمية بأي سوء، وأن القيادة الهاشمية التي كانت وستبقى موقع إجماع الجميع،ولا ينبغي ان يزج بالولاء لها في هكذا موضوع.

وقالت أسمى خضر المتحدثة باسم الحكومة الأردنية إن موقف المهندس سمير الحباشنة وزير الداخلية منسجم تماما مع موقف الحكومة ورئيسها من ضرورة التزام الجميع بسيادة القانون.

وأشارت إلى أن ما ينظم اي نشاط سياسي او غير مهني تقوم به النقابات المهنية هو قانون الاجتماعات العامة الذي جرى إقراره من مجلس الأمة.وطالبت النقابات الالتزام بهذا القانون في نشاط يخرج عن إطار العمل المهني.
وكانت قوات من الأمن قد طوقت أمس مبنى مجمع النقابات المهنية في منطقة الشميساني أمس ومنعت تنظيم مهرجان تضامني دعا إليه ناشطون سياسيون.

وزعم النقباء في بيان صدر عنهم أن القوات الأمنية منعت المواطنين من دخول المجمع معتدية عليهم بالضرب ،ومن الذين تعرضوا للضرب والدفع أعضاء البرلمان عزام الهنيدي وزهير أبو الراغب وعلي أبو السكر ،وميسرة ملص رئيس لجنة الحريات، وبادي الرفايعة رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية.