محمد الخامري من صنعاء: علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة في محافظة صعده ان السلطات الحكومية والأمنية في المحافظة تعمل حالياً على تخليص مواطن سعودي اختطف من قبل احد الأشخاص الذين ينتمون إلى قرية صفوان التابعة لقبيلة سحار بمحافظة صعده الحدودية مع المملكة العربية السعودية (250 كيلو متر شمال العاصمة صنعاء) .

واختطف احد أفراد القبيلة مواطن سعودي يدعى الحصين الوادعى مطلع الأسبوع الماضي بسبب نزاع حول مبلغ مالي يبلغ 400 ألف ريال سعودي (20 مليون ريال يمني) كانت بذمة احد أقرباء المواطن السعودي المختطف بينهما نتيجة معاملات تجارية لم يتم التعرف على نوعيتها ، بيد ان شائعات تقول إنها تعود لتجارة سلاح.

وأضافت المصادر ان المواطن السعودي الذي يعاني عدة أمراض كان جاء إلى اليمن مع زوجته لسياحة و العلاج ، واختطف بعد أن تعرضت له مجموعة من قبائل سحار واشهروا في وجهه السلاح في طريق عودته إلى المملكة وافرج عن زوجته التي لجأت إلى احد مشائخ القبائل اليمنية الذي أوصلها بدوره إلى مسكنها في مدينة كتام جنوب السعودية ، واقتادت المواطن وسيارته إلى مضارب القبيلة حيث لا يزال محتجزاً.

مصادر صحافية يمنية نفت أن تكون هناك تجارة من أي نوع تربط بين الخاطف وذوي المختطف ، مشيرة إلى أن عملية الاحتجاز جاءت لاسترجاع حقوق مالية عند قريب المواطن السعودي ويدعى ابن مغيضة الوادعي لأحد رجال القبيلة الذي سلمه مبلغ 400 ألف ريال سعودي في السعودية كي يحولها إلى اليمن لكن الوادعي لم يحولها وماطل في تسليمها رغم مرور فترة من متابعته والتواصل معه من قبل قبائل سحار مما دفع القبيلة الوقوف مع صاحب المبلغ واحتجاز المواطن السعودي .

ورفضت مصادر محلية في القبيلة وصغ هذا الإجراء المخالف للقانون بالاختطاف أو مقارنته بما تنفذه جماعات من اختطاف السياح الأجانب والإضرار بالمصالح الاستثمارية لليمن، واكتفت بالقول أنه محاولة لاسترجاع حق ضائع فقط.

من جانبها اتصلت "إيلاف" بأحد مشائخ قبيلة سحار الشام التابعة لقبيلة همدان بمحافظة صعده الذي نفى وجود مختطف سعودي لديهم ، مشيرا إلى أن مجموعة من مشائخ القبيلة التقوا بمحافظ المحافظة الذي أرسل حملة عسكرية إلى المنطقة في وقت سابق ونفوا القضية جملة وتفصيلا ، كما طالبوه بإثبات اختطافهم للمواطن السعودي ، مؤكدين أن الموضوع لا يعدوا أن يكون خلافا ماليا بين شخصين (يمني وسعودي) منذ أكثر من شهرين ، وسيحل الخلاف بعد تدخل الشيخ فيصل مناع رئيس المجلس المحلي وأحد أكبر مشائخ محافظة صعده ، وان " السعودي يقيم بينهم معززا مكرما وضيفا عزيزا "حسب تعبيره.
متابعة سعودية

مصادر صحافية سعودية تابعت القضية من جانبها وأكدت استدعاء إمارة عسير لأسرة الشخص المختطف لمعرفة التفاصيل حول ما حدث ، وتوسيط الجهات ذات العلاقة لحل القضية ومحاولة التواصل مع السلطات اليمنية للإفراج عن المواطن السعودي الوادعي الذي تعيش أسرته في حالة قلق عليه.

وأشارت المصادر السعودية إلى أن عدد من مشائخ سحار الشام فى اليمن وعدد من مشائخ وأعيان محافظة ظهران الجنوب السعودية اجتمعوا قبل عملية اختطاف المواطن السعودى لحل مشكلة مطالبة القبيلة والخاطف لمبلغ 400 ألف ريال ، لكن الاجتماع انتهى بالفشل دون الوصول الى حل يرضي الطرفين ، وحينما لم يتم الصلح عاد وفد القبيلة اليمنية لليمن ومن ثم جرت عملية اختطاف الرهينة الوادعى الذي ليس له علاقة بالمبلغ وإنما هناك شخص سعودى آخر لم يدفع المبلغ.

ونقلت عن عدد من أقاربه أن ما يخفف من وطأة القلق ثقتهم الكبيرة فى حل المشكلة من قبل السلطات السعودية ، وقال إبن المختطف أنه لا علاقة لوالده بالمبلغ الذى طلبته القبيلة اليمنية و لا عن صفقات أسلحة أو خلافه ، و القصة بدأت حينما كان والده (70 عاما ) ووالدته (60 عاما ) فى رحلة للعلاج والسياحة فى اليمن وحين عودته مع زوجته اعترضهم أشخاص يمنيون يصل عددهم إلى قرابة الثلاثين شخصاَ واحتجزوا والده وتركوا والدته في عرض الشارع ، كما أوضح أحد أبناء المختطف أن القضية لدى الجهات السعودية المختصة ولا صحة لمحاولات للقيام بالانتقام من تلك القبيلة بأسلحة أو خلافه على الحدود وأعرب عن ثقته الكبيرة فى قدرة السلطات السعودية حل المشكلة وإعادة والدهم إليهم ، و نقلت مصادر صحافية سعودية عن مصادر رسمية فى ظهران الجنوب نفيها القاطع لأي محاولات من أبناء المختطف للانتقام لوالدهم ، مؤكدة ان هناك اتصالات مستمرة مع السلطات اليمنية والسفارة السعودية بصنعاء.