نصر المجالي من لندن: .. قاتل القوات الأميركية في غرب العراق من بعد سقوط بغداد وحل الجيش، ونفذ مع مئات الضباط من الجيش المنحل عمليات عديدة ضد القوات الأميركية، حيث هؤلاء كانت لديهم الرغبة في الثأر من خلال تنظيم عمليات مقاومة مسلحة تعيد لهم سمعتهم وكبرياءهم، فالجنرال عبد الله حسين الذي كان قائدا لإحدى فرق قوات صدام حسين، وجد نفسه في أحضان الأميركيين مرة أخرى، ليس مقاتلا هذه المرةبل مرشح للانتخابات التي ترعاها الولايات المتحدة، بهذا قدمت صحيفة (التايمز) البريطانية الجنرال حسين الذي ينتمي إلى تكريت مسقط رأس الرئيس السابق، قائلة إنه سيخوض معركة من نوع آخر هي المعركة الانتخابية يوم الأحد المقبل لانتخاب مجلس وطني يضع دستور البلاد.

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الجنرال حسين (48 عاما) يبدو "سيشكل دعما للسياسة الأميركية، بدل معاداتها"، وتنقل عنه تأكيده أن 40 % في المئة من أبناء محافظة صلاح الدين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع، حيث هو يمثل اتجاه الوطنيين الديمقراطي الذي ترشح ضمن قائمتها، وهي تأمل في أن تشكل تيارا سياسيا ناهضا في قلب المنطقة السنية المتمردة التي تعمها الفوضى، وحال المقاومة المستمرة ضد الاحتلال الأجنبي.

وفي خطوة منه تدل على رضاه عن استمرار الوجود الأميركي حاليا، فإن الضابط السابق أبلغ قادة عسكريين أميركيين التقاهم في قصر صدام السابق في مدينة تكريت قوله "في الوقت الذي نجد فيه أننا لسنا بحاجة للقوات المتعددة، فسأكون أول من يدعو إلى خروجها، وإذا لم يغادروا، فسأكون أول من يقاتلها لإرغامها على الخروج"

ويرى الجنرال حسين مع عدد آخر من الضباط السابقين أنه خلال 18 شهرا مضى، فإن رجال المقاومة السنة لم يستطيعوا طرد القوات الأميركية الضخمة (150 ألف عسكري) أنه حان الوقت لاتخاذ مبادرة لمواجهة التعنت في المنطقة السنية وصولا إلى الحالة الديمقراطية المطلوبة.

وقال الجنرال إنه تلقى رسائل اتهام من أنصاره السابقين في المقاومة تتهمه بالردة وبالجاسوسية للأميركيين "ولكنني لست بالضابط الجبان، ولذلك وصلت إلى هذه الرتبة الكبيرة في الجيش العراقي، فأنا مستعد لمواجهة المتشددين الإسلاميين، سواء بسواء مع الأميركيين وآمل أن أستطيع هزيمة رجال العصابات كذلك".

وأضاف " كنت أفضل أن تجري الانتخابات من دون وجود قوات أجنبية، ولكنني اعتقد أن علينا أن نعطي الناس حقوقهم، وما نحن فاعلون غير ذلك، حتى رجال الدين متفقون على حقيقة رفض تهديد المسلحين للناس إن هم ذهبوا لصناديق الاقتراع"، وتقول الصحيفة البريطانية "يبدو أن الجنرال حسين ليس خائفا من أي جهة ليقول ما عنده من كلام بصراحة"، فهو كان يتحدث واقفا إلى جانب الميجر ـ جنرال الأميركي جون باتستي قائد فرقة المشاة الأولى، حيث أعلن أمامه "لا يشرف أي عراقي وجود القوات الأجنبية على أرض بلادنا"، وقالت (التايمز)إنه ما كان من الضابط الأميركي الكبير إلا أن هز رأسه لمرات معترفا بما ورد على لسان الجنرال حسين.

اعترف الجنرال حسين أن الحرب الأخيرة قادت إلى الفوضى التي لم تكن تجعل الأمور سهلة لتساعد العراق للوقوف على قدميه ثانية "وحين عدت إلى منزلي بعد الحرب رأيت الفوضى والنهب والسلب، وبدأت استقبال ضباط كثيرين حيث بحثنا في الخطط الكفيلة التي تخدم مصالح بلدنا، وكان يتعين علينا إما ان نعمل كتفا إلى كتف، أو نغادره غارقا في الفوضى"، وأضاف أن اجتماعا لزعماء محللين قرر الموافقة على بقاء الأميركيين للمساهمة في إعادة إعمار البلاد، ساعتها قرر الجنرال حسين مع عدد من الضباط السابقين التعاون مع أعداء الأمس الأميركيين، وقال ضاحكا "كانت أول دعوة لي منهم تمت في قصر من قصور صدام الباذخة على ضفة دجلة، حيث أمضيت نصف ساعة من التجوال في ردهات القصر ".

وأخيرا، قال حسين إنه صوت لمصلحة صدام حسين في الاستفتاء الذي جرى في تشرين الأول (أكتوبر) 2002 ، وكنا نتجهز للتصويت مرة ثانية لولا الذي حدث .. وحين أظهر لمن كان من الحضور مسدسه الذي كان يخفيه على خاصرته، قال "أعرف أن قدر أي شخص مكتوب ولا يستطيع تجاوزه، لكن علينا أن نتخذ الاحتياطات اللازمة، وسأحمل هذا المسدس خلال تجوالي على مراكز الاقتراع".