بغداد : أعرب حزب شيعي يتمتع بنفوذ كبير عن رغبته في ان يتولى وزير المالية العراقي عادل عبد المهدي قيادة العراق بعد انتخابات الاحد مما يمهد الساحة امام مواجهة محتملة مع رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال مسؤول كبير في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان عبد المهدي مرشح لرئاسة الوزراء حيث يتمتع بعلاقات طيبة مع رجل الدين الشيعي البارز اية الله على السيستاني ومع واشنطن. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "تشكيل الائتلاف جار بالفعل. المهدي هو خيارنا لمنصب رئيس الوزراء فهو يتمتع بعلاقات طيبة مع السيستاني والامم المتحدة والامريكيين" واضاف "لن يكون سهل الانقياد فيما يتعلق بالامريكيين. تشمل مبادئه الانصياع لارادة القيادة الروحية التي يجسدها السيستاني." واذا اختار البرلمان الذي سينتخب الاحد عبد المهدي فانه سيقدم للعراق قائدا له ميول اسلامية معتدلة ولديه الاستعداد لتعزيز العلاقات مع ايران لكنه لا يعارض فتح الاقتصاد بما في ذلك موارده النفطية امام الاستثمار الاجنبي.
وينتمي عبد المهدي الى المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي اسسه عراقيون اسلاميون في المنفى بطهران عام 1982 وتباينت اتجاهاته على مدى اربعة عقود من العمل السياسي حيث تحول من البعثية الى الماوية الشيوعية ثم الى التيار الاسلامي والليبرالية الاقتصادية. ويصف الوزير الذي تلقى تعليمه في فرنسا نفسه بانه مرشح مستقل رغم انه عضو في مجلس قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. ويأتي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي نفى مزاعم الولايات المتحدة بان ايران تتدخل في الانتخابات العراقية على قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي شكلت بمباركة السيستاني. ويأتي عبد المهدي في المركز الثاني بالقائمة بعد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس.
وخلال المداولات التي جرت قبل ان يصبح علاوي رئيسا للحكومة المؤقتة في يوليو تموز كان عبد المهدي واحدا من بين اربعة اسماء وافق السيستاني على توليها منصب رئيس الوزراء حسب ما صرحت مصادر على صلة بهذا الامر. وكان الاخران هما ابراهيم الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامية واحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي المرشحان ايضا على قائمة الائتلاف العراقي الموحد مع عبد المهدي. وقال مسؤول اخر بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية "لم يكن الامريكيون سيؤيدون علاوي بقوة ما لم يحظ بموافقة السيستاني. ودعونا نواجه حقيقة ما.. فالامريكيون على درجة من الفطنة تجعلهم يدركون انه لن يمكنهم الحصول على كل شيء يريدونه هذه المرة. انهم ايضا معجبون ببراعة عبد المهدي في الشؤون الادارية."
والمهدي وعلاوي والجلبي والجعفري هم المرشحون الرئيسيون لتولي قيادة العراق بعد الانتخابات ولكن احدا منهم لا يضمن ذلك. وفي تصريحات قال الجعفري والابتسامة تعلو وجهه "الاجماع المطلوب يعني انه ستكون هناك مفاجات." وعلى خلاف النهج الذي اتبعه منافسوه الثلاثة لم يلتق علاوي قط مع السيستاني الذي رفض ايضا الاجتماع مع اي مسؤول امريكي.
ومن المؤكد بدرجة كبيرة ان يصبح الائتلاف العراقي الموحد الكتلة الاكبر في المجلس الذي سيضم 275 عضوا حتى لو لم يفز بنصف المقاعد كما يتوقع بعض حلفائه السياسيين. وقد تتسبب علاقات المجلس الاعلى للثورة الاسلامية مع ايران التي وصفها الرئيس الامريكي جورج بوش بانها جزء من "محور الشر" في تقليص فرص عبد المهدي.
وكان عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس ايد مطالب ايران للحصول على تعويضات من العراق عن الحرب التي دارت بين الجانبين في الثمانينات وهو موقف لا يلقى تأييدا لدى كثير من العراقيين الذين لديهم ذكريات مؤلمة عن الحرب التي اشتعلت في الفترة ما بين 1980 الى 1988. وقال ميشان الجبوري وهو مرشح مستقل من السنة "بدأ المهدي مؤخرا يتصرف بدرجة اكبر على انه رجل دولة ولكن اذا كان هناك مشروع ايراني للعراق فان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية سيكون الاداة لمثل هذا المشروع." وتابع "اذا تم انتخابي فسوف ادعم علاوي."