دافوس : ايد المستشار الالماني غيرهارد شرودر المقترحات البريطانية بشأن زيادة المساعدات الى الدول الفقيرة مع تنامي التحرك لحض الدول الغنية على محاربة الفقر خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وقال شرودر في مداخلة اعقبت مداخلتي رئيس وزراء بريطانيا توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك في المنتجع الجبلي، ان بريطانيا قدمت "اقتراحا ملائما" بالدعوة الى جمع 50 مليار دولار سنويا في اطار "التسهيلات المالية الدولية".
ودعا شرودر الى اعتماد خطة متعددة الاوجه، مع التشديد على ضرورة تمويل التسهيلات المالية من خلال فرض ضريبة على "المضاربات" المالية وعبر حض كافة الدول بما فيها دول الاتحاد الاوروبي المتشككة، على الغاء الدعم على الصادرات.
والهدف من "التسهيلات المالية الدولية" جمع مزيد من الاموال في الاسواق الراسمالية الدولية عبر اصدار السندات. واطلقت بريطانيا في 2003 فكرة "التسهيلات المالية الدولية"، لكنها اعتبرت قبل فترة قريبة جزءا من "خطة مارشال" منسقة لمساعدة افريقيا.
وقال بلير انه سيتم تخصيص نصف هذه التسهيلات لافريقيا ولتنفيذ الخطط المتباطئة للامم المتحدة لمكافحة الفقر والجوع وتحسين الاوضاع الصحية. وقال شرورد لرجال الاعمال والقادة السياسيين المجتمعين في دافوس "اعتقد ان مقترحات الحكومة البريطانية مقترحات جيدة". وتزّعم بلير وشيراك الحض على تعزيز مكافحة الفقر في اليوم الاول لمنتدى دافوس. لكن كلا منهما قدم خطة مختلفة.
وقال شرودر انه يأمل في ان يتم اعتماد بعض المقترحات خلال قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني في تموز(يوليو) في غلين ايغلز في سكوتلندا. وتتولى بريطانيا رئاسة المجموعة لهذه السنة.
وابدى شرودر حماسا فاترا لمقترحات شيراك بفرض ضريبة دولية، محذرا من كثرة المقترحات التي قد تعرقل التوصل الى اتفاق. وقال "اعتقد ان تعدد المقترحات لن يكون مفيدا هنا"، مضيفا انه لا يستبعد مقترحات شيراك بصورة كلية. وقال متوجها الى رجال الاعمال ومن بينهم رئيس بورصة نيويورك ان "المضاربات" تتلاعب بالاسواق الراسمالية الدولية ومواجهتها تستلزم فرض ضريبة.
واضاف بعد لقائه رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي "علينا ان نفرض ضريبة على مثل هذه المضاربات المالية الصرفة". ويؤيد شيراك فرض ضريبة دولية على انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون والتحويلات المالية والشحن وتذاكر الطائرات وعمليات الشراء باستخدام بطاقات الائتمان، من اجل جمع المبلغ المطلوب لخفض نسبة الفقر في العالم. ودعا شرودر كذلك الى تشجيع التجارة وفتح اسواق الدول الغنية امام الدول الفقيرة.
وقال "ينبغي ان يكون ذلك على رأس اولويات التحرك الدولي. هذا يتعلق بالطبع بالزراعة".
واضاف "آمل ان تبدي كافة الدول المعنية بمسألة استقرار وتعزيز مساعدات التنمية، الالتزام نفسه ازاء قطاع الزراعة"، دون ان يسمي تلك الدول.
وتعارض فرنسا، مع دول اوروبية اخرى تعتمد بصورة كبيرة على الزراعة المدعومة، الغاء الدعم في اطار الاتحاد الاوروبي الموسع كجزء من الاصلاحات الاوروبية.
ويتوقع ان يحض مدير منظمة التجارة العالمية سوباشاي بانيتشباكدي غدا السبت الوزراء على تسريع مفاوضات التجارة العالمية خلال اجتماع غير رسمي في دافوس تمهيدا للتوصل الى اتفاق في 2006.
وتتركز المفاوضات على المتاجرة بالمنتجات الزراعية ومن ضمنها دعم الصادرات، كما تسعى الى جعل الدول النامية قادرة على الافادة من منافع التجارة الحرة.