نبيل شرف الدين من القاهرة :أفادت أنباء أن ترتيبات تجري حاليًا لعقد قمة ثلاثية مصرية فلسطينية إسرائيلية في منتجع "شرم الشيخ" المصري ترعاها وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة كوندوليزا رايس.

وقبيل توجهه اليوم إلى العاصمة النيجيرية أبوجا للمشاركة في القمة الرابعة للاتحاد الأفريقي، عقد الرئيس المصري حسني مبارك جلسة محادثات سريعة مع وفد فلسطيني رفيع المستوى، يقوده رئيس السلطة الفلسطينية الجديد محمود عباس (أبو مازن)، الذي أدلى بتصريحات صحافية عقب اللقاء قال فيها إنه أطلع الرئيس مبارك على نتائج جولات الحوار الذي تجريه (فتح) مع الفصائل، و الخطوات التي تم اتخاذها على كافة الأصعدة، فضلاً عن بحث القضايا السياسية واستشراف آفاق المستقبل، والخطوات المطلوب اتخاذها على الساحة الداخلية الفلسطينية، والإقليمية عمومًا.

من جانبه قال مصدر دبلوماسي مصري إن المحادثات بين مبارك وأبو مازن تطرقت إلى نتائج الحوار الذي أجرته السلطة مع الفصائل، والاتصالات الفلسطينية مع كل من الجانبين الإسرائيلي والأميركي، والدعم السياسي والاقتصادي والأمني المطلوب لتهدئة الأوضاع، تمهيداً للعودة إلى مائدة المفاوضات لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب وقت ممكن .

وتعد زيارة أبو مازن والوفد المرافق له إلى مصر الأولى له بعد انتخابه رئيساً للسلطة مطلع الشهر الحالي، وتأتي في إطار جولة خارجية تشمل الأردن وروسيا ‏وتركيا، وإن كانت الجهود التي تبذلها مصر ووساطتها في الاتصالات الجارية ‏بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تكتسب أهمية خاصة لاعتبارات عدة، أهمها العلاقات الخاصة التي تربط مصر بكلا الجانبين .

وفي ما اعتبره المراقبون أبرز إشارة من نوعها على حدوث تغيير في عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية بعد الهدوء الذي تحقق على يد محمود عباس (أبو مازن)، أعلن أمس الجيش الإسرائيلي أنه سيقلص عملياته في غزة في أعقاب نشر قوات الأمن الفلسطينية في القطاع وأنه سيحد من هجماته على الناشطين الفلسطينيين في الضفة الغربية أيضاً .

ولا ينكر أبو مازن رغبته ومساعيه في التوصل إلى هدنة بين الفلسطينيين وإسرائيل، من أجل استئناف محادثات السلام مجددًا بعد الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت قبل ما يزيد على أربعة أعوام مضت، وتساعده في ذلك جهود أميركية وأوروبية ومصرية وسعودية وغيرها

دبلوماسية القطارات

وتواصل مصر خلال الأعوام الأخيرة اتصالاتها الحثيثة والمكثفة مع إسرائيل من أجل إقناعها بأهمية التخلي عن سياسة الحملات العسكرية ‏الموجهة ضد الشعب الفلسطيني، وأن تبدأ مرحلة جديدة للتحرك نحو التسوية السلمية تحت ‏شعار التنمية والسلام يعمل من خلالها الطرفان علي تعظيم ثقافة البناء بدلا من ثقافة العنف والحرب السائدة في المنطقة .

وكشفت مصادر فلسطينية في القاهرة عن أهداف اللقاء الإسرائيلي الفلسطيني الأخير، قائلة إنه "‏استهدف الإعداد للقاء القمة بين شارون وأبومازن وبحث مطالب رئيس السلطة ‏‏الفلسطينية في إطار الاتفاق على صيغة الإعلان المتبادل لوقف النار، واستئناف مفاوضات ‏السلام، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الافراج عن المسجونين ووقف تصفية الكوادر ‏‏الفلسطينية يأتيان على رأس اهتمامات أبومازن متوقعة أن تتبع انسحاب القوات ‏الإسرائيلية من قطاع غزة انسحابات أخرى في الضفة الغربية بما يتوافق واستقرار وقف ‏النار في اطار ما جاء في خطة "خريطة الطريق" ‏.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة المصرية كان اتفق مع الإسرائيليين على مشروع لربط الضفة ‏الغربية بقطاع غزة من خلال تسيير قطار يتمتع فيه ركابه الفلسطينيون بالحصانة ‏والتأمين الكاملين بما يحقق ربط الأراضي الفلسطينية ويدعم قيام الدولة ‏الفلسطينية المستقلة واعتبر دبلوماسي غربي رفيع في القاهرة أن محمود عباس (أبو مازن) "يقوم بالشيء الصحيح"، قائلاً إنه "خلافاً لسلوك سلفه عرفات، يصر عباس على التحدث ضد العنف، والعمل لوقفه، فقد أمر قواته بالانتشار في شمال غزة لمنع المسلحين من إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية" باعتبار تلك الهجمات عديمة الفائدة، وطالب الفلسطينيين بإيقاف انتفاضتهم ضد إسرائيل، التي يعرف كل عاقل أنها أضرت بالفلسطينيين أكثر مما أضرت بإسرائيل" على حد تعبير الدبلوماسي الغربي الذي تحدثت معه (إيلاف) في هذا السياق .