فداء عيتاني من بيروت: اكد مصدر في التيار الوطني الحر ان معركة الانتخابات النيابية في لبنان هي معركة وصول المعارضة إلى كل المجلس وليست معركة حصول المعارضة على بضعة مقاعد فيه، منتقدا المعارضين الذين يسعون لاحتلال بضعة مقاعد وتقاسم حصص ضيقة، مشيرا إلى ان ميشال عون المبعد في باريس سبق ان دافع عن حزب الله اللبناني من حيث هو حركة سياسية داخلية، ورفض الإجابة على ثلاثة أسئلة طرحت عليه في الكونغرس الأميركي حول هذا الحزب، مصرا على ان الحزب هو حركة سياسية لبنانية. مستدركا ان التدخل السوري في الانتخابات الحالية ما زال فاعلا.

وقال المصدر لـ"إيلاف" ان مجموعة من المرشحين غير المعلنين حاليا وكوادر من الماكينة الانتخابية للتيار الوطني (الذي يتبع قائد الجيش الاسبق ميشال عون) ستزور هذا الاخير في مقر اقامته في باريس خلال الايام القليلة المقبلة حيث سيتم وضع الاسس النهائية لخوض المعركة الانتخابية.

ونفى هذا المصدر بشدة ما اوردته وسائل الاعلام ، وتحديدا وكالة الثحافة الفرنسية عن وجود قسم او مجموعة من داخل التيار ترفض خوض الانتخابات النيابية قبل جلاء القوات السورية من لبنان، مشددا على ان كل قواعد التيار وقياداته تعمل حاليا على الدخول الكامل في المعركة الانتخابية.

وقال المصدر المطلع على ما دار بين عون وموفد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي إلى باريس، ان الموفد وائل ابو فاعور حمل إلى عون عناوين التقاسم الانتخابي للمقاعد، وانه تم التحدث بشكل عام حول الاسس التي ستشكل لوائح المرشحين في مناطق الجبل وغيرها من مناطق لبنان.

وتابع موضحا ان ما أوردته وسائل الإعلام لناحية البحث بين الطرفين في المواضيع السياسية صحيح الا انه أيضا تم التطرق إلى المواضيع الانتخابية، وان عون سيبحث في التفاصيل مع زواره المرشحين والكوادر في الماكينة الانتخابية، رافضا تسمية أي مرشح لترك المجال حاليا مفتوحا أمام التفاوض مع القوى الاخرى.

وقال المصدر ان المشكلة حاليا هي في الاتفاق مع باقي المعارضين على صيغة مشاركة في المعركة الانتخابية، حيث يطلب التيار المشاركة في اختيار المرشحين وتقاسم المقاعد، بينما يفضل ربما الاخرون صيغة التحالفات الانتخابية، وهو ما يعني امكانية الطلب من التيار دعم مرشحين لا يوافق عليهم، او يشك في عمق قناعاتهم السياسية او حتى يرى ان معارضتهم هي فقط بسبب عدم حصولهم على دور سياسي في المرحلة الحالية، بينما يفضل التيار دعم "مناضلين" لديهم مواقف ثابتة من الوجود السوري في لبنان ومن مجمل القضايا الوطنية المطروحة حاليا. ويضيف المصدر انه وبهذا المعنى فلم يتم التوصل إلى اتفاق ولو ضمني مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، الذي يعتبر معارضا بالواسطة، عبر تحالفه مع وليد جنبلاط، من دون ان يعلن موقفا واضحا في مسألة المعارضة وشعاراتها السياسية.

ويقول المصدر ان اللقاءات غير المعلنة بين ممثلي التيار والحريري لم تصل إلى مكان حيث يدور نقاش في حلقات مفرغة، عكس ما يحصل مع حزب الله، حيث يتم التوصل إلى فهم كل جهة لموقف الاخرى، مشيرا إلى ان حزب الله بهذا المعنى منفتح، ونافيا ان يكون الحزب يتهم التيار العوني بالخيانة.

ويضيف المصدر ان حزب الله يعلم أكثر من غيره ما كان موقف عون حين طرح عليه في الكونغرس اسئلة تمس حزب الله، وكيف رفض الإجابة عليها، وان الحزب لا يعترض عمل التيار في مناطق نفوذه، وان الخوف الذي ربما يشعر به البعض هناك نتيجة طبيعية لوجود السلاح وان كان الحزب لم يشتغل سلاحه في الشأن الداخلي، مشيرا إلى ان هناك قوة اخرى في المناطق الشيعية تمثل خوفا اكبر لدى المواطنين الا وهي حركة امل التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

ويؤكد المصدر ان التيار سيخوض معركة الانتخابات على كل الاراضي اللبنانية، وليس فقط في مناطق الكثافة المسيحية، وانه يصر على التوجه إلى البقاع اللبناني حيث ثقل الوجود العسكري السوري، موضحا ان التدخل السوري في الانتخابات لا يزال فاعلا بعكس ما يشار في الاعلام، حيث اقرار القانون الحالي للانتخابات اتى بفعل تدخل سوري، وحيث سنشهد تدخلات لاحقة.

ويعيد المصدر التأكيد على ضرورة خوض الانتخابات الحالية للوصول إلى المجلس ككل، وحصد اكبر عدد ممكن من المقاعد بدل خوضها من اجل بضعة مقاعد، مضيفا ان للتيار مرشحين في بيروت وفي جبل لنان وفي الشمال والبقاع وغيرها من المناطق، وانه يبحث جديا في الأسماء حاليا.

العماد ميشال عون يعلن عودته الى لبنان "قبل الانتخابات"

ومن ناحية اخرى اعلن العماد اللبناني ميشال عون السبت من باريس التي يقيم فيها منفيا منذ 14 عاما، انه ينوي العودة الى لبنان "قبل الانتخابات" النيابية التي ستجرى في الربيع.

وبعد لقائه مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الذي يتزعم المعارضة لسوريا في لبنان، قال عون في تصريح صحافي "انني عائد الى لبنان وقبل الانتخابات"، ولم يحدد موعدا لهذه العودة.

واضاف عون الذي يلاحقه القضاء في بيروت ان "ضمانتي الوحيدة هي الشعب اللبناني".

واوضح عون الذي نقلت تصريحاته وسائل الاعلام اللبنانية، ان "وجهات النظر مع البطريرك صفير وصلت الى النقطة الاخيرة في مسار تحرير لبنان ولم يتبق الا التنفيذ".

واشار الى ان "اي اسلوب هادىء يوصلنا الى تنفيذ القرار 1559 يكون هو الاسلوب المعتمد".

واعلن عون من جهة اخرى عن لقاء قريب مع النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، "لتتويج المواضيع التي بحثت وانتهينا منها". بحسب ما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان العماد عون الذي ترأس حكومة العسكريين المسيحيين قبل اطاحته في 1990 خلال هجوم سوري-لبناني، اعلن في 18 كانون الثاني/يناير انه بعث موفدا الى دمشق حاملا دعوة الى مؤتمر يرمي الى ايجاد "مخرج مشرف" للانسحاب السوري من لبنان.

ودعا في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 الى عقد طاولة مستديرة من اجل هذه الغاية يشارك فيها جميع الاطراف اللبنانية بالاضافة الى سوريا.