خديجة العامودي من الرباط: شهدت اليوم (السبت) صحيفة التجديد المغربية القريبة من حزب العدالة والتنمية (أصولي معتدل) أمام مقرها مواجهة غير مسبوقة بين مجموعة من الهيئات ومنظمات المجتمع المدني التي تظاهرت احتجاجا على مقال نشر أخيرا في الصحيفة وبين إسلاميين وقياديين من حزب العدالة والتنمية الذين ظاهروا ردا على الاحتجاج.
استمرت المواجهة التي حضرها عدد كبير من المؤازرين للصحيفة تجاوز حسب تقديرات أجهزة الأمن أربعة آلاف قرابة الساعتين تبادل الطرفان خلالها اتهامات بالإرهاب ورفعا شعارات تكاد تكون موحدة.
ونظمت مظاهرة الاحتجاج الأولى بدعوة من المنظمة المغربية لمناهضة الحقد والكراهية احتجاجا على مقال نشرته الصحيفة أخيرا بعنوان "إنذار مبكر لمغرب قبل فوات الأوان...السياحة الجنسية وزلزال توسانامي"، ووصف بكونه "يذكي الكراهية ويدعو إلى تكفير المجتمع"، كما اعتبر مضمونه الذي أشار فيه كاتبه إلى أن زلزال تسونامي هو "بمثابة عقاب إلهي و"تحذير خطير للمغرب" ينطوي على العديد من " المغالطات الهادفة إلى تكفير المجتمع المغربي ونشر البلبلة في صفوف المغاربة". وردد خلالها المشاركون الذين قدر عددهم بأقل من ألف مشارك شعارات تقول "الجرائد الظلامية في المزابل مرمية""حرية التعبير: لا إرهاب لا تكفير"، و"طوروا التقنيات بركة من الخروقات".
بالمقابل، نظمت فعاليات سياسية ومدنية مظاهرة تضامنية مع صحيفة التجديد بحضور قياديي حزب العدالة والتنمية من بينهم عبد الإله بن كيران ومصطفى الرميد وغيرهم تحت شعار "لا للإرهاب الفكري لا لمصادرة حقنا في التعبير" اعتبرت المظاهرة محاولة لتكميم الأفواه ومصادرة الحق في التفكير والتعبير. ورفعوا شعارات تقول "كلنا فدا فدا للتجديد الصامدة" "ديني هو راس المال بلا تطرف بلا انحلال" "تحية إسلامية للصحافة الوطنية لا إرهاب لا احتكار لا تحامل في الأخبار".
كما ندد المشاركون بما وصفوه "التحيز السافر" للقناة التلفزيونية الثانية "دوزيم" لأطراف دون أخرى في إشارة للخلاف الذي أثير حول روبورتاج تلفزيوني أعدته القناة حول الموضوع، وأعابت عليها التجديد مدة البث القصيرة التي خصصت لرئيس تحريرها حسن السرات الذي كتب المقال الزوبعة مقارنة مع الطرف الآخر.
وعرفت التظاهرتن مناوشات خفيفة بين المناوئين للصحيفة والموالين لها بيد أن رجال الأمن حالوا دون وقوع اشتباكات.
وأعلن عبد الإله بن كيران أن الهيئات والجمعيات المشاركة في المظاهرة قررت تأسيس نسيج جمعوي وطني للدفاع عن حرية التعبير ومناهضة الاستئصال والإرهاب، معتبرا أن " المقال الذي أثار هذه الزوبعة لا ندعي أننا نتبناه فهو مقال رأي ولكننا ندافع عن حق صاحبه في أن يقول مايؤمن به وما يعتقده" واعتبر "هذه الحملة هي سياسوية وهي ضدنا وليس ضد المقال وليست ضد أي شيء ...ولكن أي فرصة كبيرة كانت أم صغيرة تتخذ وسيلة للتشهير بنا والتحريض علينا".
فيما اعتبر جمال براوي رئيس المنظمة المغربية لمناهضة الحقد والكراهية أن المظاهرة ضد الصحيفة "تعبر عن رفض المجتمع المدني لفكر يريد إدخال الفتنة إلى المغرب تحت لباس الدين.. وهي ليست استعراضا للقوة بل إنذارا حقيقيا للمجتمع المغربي بأن هناك فكرا ينخر المجتمع ويهيء لنا حربا أهلية".