عمان: وجهوزير ثقافة سابق وشاعر معروف قصيدة الى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ينتقد فيها اداء حكومة رئيس الوزراء فيصل الفايز في التعامل مع ملفات رئيسية، وعلى راسها التنمية السياسية التي ترفعها شعارا لها، ما اثار جدلا واسعا في البلاد.

وقد وجه وزير الثقافة السابق والشاعر المعروف حيدر محمود قصيدة الى "المقام السامي" ضمنها شكواه حول ما اعتبره سوء ادارة لحكومة فيصل الفايز مناشدا الملك التدخل من اجل تصويب الامور.
وجاء في القصيدة تحت عنوان (السرايا)

"يا سرايا نشكو اليك السرايا وننايدك باسم كل القرايا
لقد اخطأت كثيرا (الحكومة)كثيرا لتصير الاخطاء فيها خطايا
مر عام وبعض عام وما في فمها ما تقول غير النوايا
طوبت باسمها البلاد واضحت بهلوانتها تسوس البرايا".
ويقول وزير الثقافة السابق عن قصيدته التي نشرت اسبوعية محلية واحدة مقتطفات منها في حين امتنع الاخرون عن نشرها "اردت ان اقول ان الامور متدهورة في البلد وهناك احتقان جماهيري على المستويات المختلفة منها الاقتصادي والسياسي وهذا كله مربوط بالعطايا والهدايا للصحافيين للاصطفاف مع الحكومة".

ويضيف "قصدت ان الحكومة اولا لم تكن على المستوى الذي اراده جلالة الملك ولم تستطع ان تحقق ايا من طموحاته الكبيرة وخصوصا في ما يتعلق بالتنمية السياسية".

ويتابع "اذا افترضنا ان التنمية هي الخط العام للحكومة، فالعملية تحتاج الى المثقفين ورجال الاعلام والفكر في الدولة وانا احدهم" متسائلا "اين التنمية اذا ما منع شاعر من التعبير عن رأيه؟".

ويقول محمود انه تعرض الى "مضايقات غير مباشرة بوسائل كثيرة" بعد نشر القصيدة وان الحكومة وظفت اقلاما لمحاربته في الصحف المحلية، معلقا "اذا الشاعر لم يكتب شعرا والصحافي لم يكتب كلاما مناسبا، صارت الصحافة تحت شعار التنمية السياسية ان تكتب اي شيء لصالح الحكومة".

ويضيف محمود الذي يمثل احد الوجوه الثقافية البارزة في الاردن "لقد قمعت الاحزاب والنقابات وكل مؤسسات المجتمع المدني التي يجب ان تقول رايها في ما يجري، ما يصب عكس التنمية السياسية، وهذا ما اردت ان انبه اليه في القصيدة".

ويقول محمود انه لم يقترب في قصيدته من "الثوابت وهي الدولة والنظام والوطن" لكنه انتقد الحكومة "وهي سلطة تنفيذية ليست مقدسة في كل انحاء الدنيا حتى لا تهاجم".ويضيف "حرصي قادني الى ان أنبه رئيس الدولة جلالة الملك الى ان هناك خللا ما قد لا يكون وصل اليه خبره، وربما يكون الشعر الوسيلة الافضل للتعبير عن ذلك في بلد عربي".

وبعد الجدل الذي اثارته قصيدته الاولى، نشر الشاعر قصيدة جديدة وجهها الى "البلد" تحت عنوان "القصيدة الاخيرة".

وقال "انها القصيدة الاخيرة في هذا الموضوع لان الاحتجاج بالصمت اكبر من اللغة فالصمت لغة بحد ذاته وخطاب صامت واحتجاج على القهر الذي يمارس ضد الشعب".

يذكر ان مواجهة حادة تدور حاليا بين النقابات المهنية ووزارة الداخلية. وقد منعت النقابات المهنية اخيرا من تنظيم لقاءين نقابيين بعد ان وجهت وزارة الداخلية اليها تحذيرا يقضي بضرورة امتناعها عن التعاطي في الشأن السياسي.

وتعارض هذه النقابات التي تسيطر عليها المعارضة والاسلاميون بقوة معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1994 وتنتقد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وخصوصا في العراق وفلسطين.