ابو الخصيب، العراق : قالت انتصار (40 عاما) التي خرجت لتوها من مركز الاقتراع في ابو الخصيب وهي تستجمع اطراف عباءتها السوداء وعلى وجهها ابتسامة عريضة "جئت ادلي بصوتي من اجل مستقبل العراق وشعبه .. انني سعيدة جدا ان اؤدي هذا الواجب المدني".

في مدرسة المكارم للبنات في هذه المدينة الجنوبية التي تبعد 15 كلم عن اكبر مدن الجنوب البصرة تجمع المئات منذ الصباح الباكر للادلاء باصواتهم وكانت الاعداد الى تكاثر بعد حوالي ساعة من فتح المراكز.

واضافت انتصار التي تفاخر بانها من مدينة "ابي غيلان" رائد الحداثة في الشعر العربي بدر شاكر السياب "الشعب العراقي كله كان ينتظر هذا اليوم .. انه يوم تاريخي يشهده العراقيون للمرة الاولى ويتمكنون من الادلاء باصواتهم".

في الداخل المكتظ بعشرات الناخبين امام الغرف الخمس حيث صناديق الاقتراع في المدرسة يؤكد مدير المركز ناصر كساب جابر مبتسما "كل شيء يجري بشكل جيد وبهدوء كما ترون" مشيرا الى اعداد الناخبين من النساء والرجال الذين ينتظرون دورهم، ويضيف "الاقبال كبير ونامل ان يستمر كذلك وان يمر الاستحقاق التاريخي من دون مشاكل".

وتشرح رجاء المسؤولة عن القلم الثالث للناخبين حولها "اختاروا الحزب الذي تريدون وضعوا صليبا على المربع المقابل لاسم الحزب .. هذه الورقة هي للانتخابات العامة وتلك للانتخابات المحلية .. بعد ذلك توجهوا الى المعزل".

الناخبون العراقيون الذين بكروا في الوصول اليوم الاحد يصغون بانتباه الى المسؤول قبل ان يملأوا الاوراق ويغمسوا اصابعهم في حبر خاص لمنع اي تزوير ثم يضعون البطاقتين الانتخابيتين في الصناديق البلاستيكية الشفافة.

جواد كاظم 65 عاما ادلى بصوته معبرا عن ارتياحه بالقول "نحن سعداء اليوم ان نتمكن من اختيار حكومتنا .. حكومة ديمقراطية وتعددية سياسية من دون حزب البعث الذي كان الوحيد في السابق". ويضيف "اننا ننتخب من اجل مستقبل الشعب العراقي ومن اجل خير الشعب العراقي".
سليم الزبير 22 عاما وصل مع ابيه وامه وكلاهما اميان للاقتراع .يشرح لهما كيف وفي اي خانة يضعان العلامة ويقول "انتظرنا طويلا هذا اليوم" مؤكدا انه لا يشعر بالخوف رغم كل التهديدات التي وجهت الى الناخبين.

في انحاء المدنية يتوجه الناخبون بهدوء الى مراكز الاقتراع .. معظم الرجال بالدشداشة والنساء بالعباءة التقليدية السوداء بينما تتوالى النداءات من مكبرات الصوت في المساجد داعية المواطنين الى الاقتراع "واجبنا جميعا نساء ورجالا وشبانا وعجائز ان نعلن راينا وندلي بصوتنا .. انه واجب وطني وديني"،

وتقول شكرية عباس المواطنة الاربعينية في هذه المدينة التي تعد 60 الف نسمة ويمثل الشيعة 65 في المئة من سكانها "على جميع المسلمين ان يدلوا باصواتهم .. انه تكليف شرعي وواجب وطني".
لم تشهد ابو الخصيب احداثا تذكر هذا الصباح .مجرد احداث بسيطة وثلاثة اعتقالات لكن الوضع لافت بهدوئه كما يؤكد العسكريون البريطانيون الذي يشرفون على الامن مع الشرطة والجيش العراقيين.

مسؤول اللجنة الانتخابية المحلية في ابو الخصيب التي تضم 17 مركزا انتخابيا توقع المزيد من الاقبال قائلا "الجميع هنا سيدلون باصواتهم".