نبيل شرف الدين من القاهرة: قال الرئيس المصري حسني مبارك، في اشارة الى عزمه ترشيح نفسه لفترة رئاسية خامسة لمدة ستة أعوام، إن النظام المعمول به حاليا والذي يختار بموجبه البرلمان الرئيس يجعل البلد أكثر استقرارًا، لافتاً إلى أن برنامجه الانتخابي "معلن وموجود ومطبق كل يوم"، وأضاف قائلاً "أنا لست جديدًا على الساحة وأعمالي هي برنامجي الانتخابي" .

وحول الأحداث الطائفية التي شهدتها مصر مؤخراً، نفى مبارك وجود فتنة طائفية في مصر، وقال "ليس هناك فرق بين المسلمين وبين الأقباط، فهذه لعبة ليست نظيفة ولا شريفة، ومن يلعبون بها يحركهم الخارج، ومن يشارك فيها مأجور" على حد تعبيره .

وفي الشأن الأميركي، توقع مبارك نجاح كوندوليزا رايس كوزيرة جديدة للخارجية الأميركية، موضحا أن سلفها كولن باول كان واقعا تحت ضغوط كثيرة من بعض زملائه في إدارة بوش .

نقطة سوداء
وهاجم الرئيس المصري الدعوات المتواترة لتغيير الدستور، واصفا إياها بأنها "باطلة"، ومشيراً إلى أنه لن يقدم على عمل يكون نقطة سوداء في تاريخ مصر، وفي تصريحات لرؤساء تحرير الصحف الحكومية الذين يرافقونه في زيارته إلى نيجيريا للمشاركة في اجتماع قمة الاتحاد الأفريقي، قال مبارك انه لا تعديل ولا تبديل في اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، وانه يجري الاتفاق الآن بين الدولتين على تعزيز أمن الحدود المصرية الإسرائيلية الفلسطينية من خلال استبدال رجال الشرطة المصريين بفوجين من حرس الحدود المصري، وقال انه سيتم ذلك من خلال خطابات متبادلة بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين دون ضرورة لتعديل الاتفاقية .

وفي غياب وجود أي شخص يخلفه بشكل واضح فمن المتوقع أن يعطي مبارك الحزب الوطني (الحاكم) الضوء الأخضر لترشيحه لفترة أخرى في أيار (مايو) على الأرجح، وفور اختيار الحزب له ينقل الترشيح إلى البرلمان حيث يسيطر الحزب الحاكم على أكثر من 85 % من المقاعد، وفي استفتاء يجرى في سبتمبر يصوت المصريون بنعم أو بلا على ما إذا كانوا يريدون استمراره .

وكان مبارك قد أصدر إشارة سابقة مطلع الشهر الحالي، حين قال إنه لا يعتزم القيام ببعض التمثيليات بأن يقول أنه ينوي ترك السلطة من أجل أن يندفع الناس للمطالبة ببقائه، وحذر مبارك ممن وصفهم بأنهم "يودون التلاعب بمصالح الوطن برفع شعارات ومسميات ولافتات كبيرة"، مؤكداً أنه لن يستجيب "لعبث البعض أو لحماسهم المصطنع", وقال "أنا المسؤول ولن أقدم على عمل يكون في يوم من الأيام نقطة سوداء", وأضاف أن "مصر لا تقبل الضغوط ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا شيئا"، حسب تعبيره .

أحوال العراق
وفي الشأن العراقي أعرب مبارك عن أمنيته بأن "تنتهي الانتخابات علي خير وأن يبدأ العراق في إعادة بناء نفسه وبناء دولته"، وحول القوات الأجنبية، قال إن الحديث كثير عن خروج القوات الأجنبية لكن السؤال المهم هو متى، بالطبع لابد أن تخرج القوات الأجنبية لكن الخروج الآن مباشرة بعد الانتهاء من الانتخابات قد يحمل خطورة كبيرة، والمنطق يقول إن انسحاب القوات الأجنبية بعد الانتخابات مباشرة دون بناء القوة العراقية القادرة قد يخلق فراغا يؤدي إلى الفوضى وغياب الأمن، وربما يؤدي إلي حرب أهلية يقتل فيها العراقيون أنفسهم بأنفسهم".

وكشف مبارك عن محادثات أجراها مع الرئيس الأميركي جورج بوش، قال فيها "لقد دخلتم العراق وانتهت العمليات العسكرية وعليكم أن تقوموا باختيار مجموعة من الضباط العراقيين الكبار من الجيش العراقي في حدود عشرة ضباط كبار أو أكثر إلي جانب مجموعة مدنيين من داخل العراق مشهود لهم بالكفاءة والأمانة والجدية وأهل ثقة من الشعب"، موضحاً أن هذه المجموعة من كبار الضباط وكبار الشخصيات كان ينبغي أن تتولى إدارة الجيش والسلطة في البلاد، لأنها الأقدر على إعادة الهدوء وإقرار الأمن والبدء في إعادة البناء، مشيراً إلى أن العسكريين بحكم خبراتهم التنظيمية قادرون علي فرض الأمن وإصدار الأوامر وإعادة النظام لكنهم للأسف لم يستمعوا إلى نصيحتي وبدلا من أن يستعينوا بكبار ضباط الجيش العراقي وبرجال العراق ذوي الخبرة والكفاءة ومن داخل العراق نفسه أتوا بشخصيات من الخارج أصولها عراقية وكانت النتيجة كما نرى" وفق تعبير الرئيس مبارك .

الغلاء والدولار
وفي الشأن الداخلي اعترف الرئيس المصري بأن الأسعار ارتفعت، لكنه استدرك قائلاً "لابد أن نعرف أيضا أن ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية، وتقفز في كل مكان ونحن نبذل كل ما في وسعنا للحد من هذا الارتفاع ونبذل جهدنا أيضا في دعم أصحاب الدخول المحدودة".

وحول تفسيره لأسباب انخفاض الدولار وهل سيؤثر على خفض الأسعار قال مبارك "إن انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه لا تعني تخفيض الأسعار لأن الكثير من السلع يحمل مكونات كثيرة من الخارج، لكن ما يدهشني أنا شخصيا أنه عندما يرتفع سعر الدولار تتعالى الأصوات، وعندما انخفض سعر الدولار تعالت أيضا أصوات"، وأضاف أن "كل واحد ينظر إلى القضية من زاويته ومن منظور مصلحته، وعلينا أن نحسن تقدير ما لدينا من احتياطي استراتيجي بالبنك المركزي وأن هذا الاحتياطي يتزايد"، ولفت إلى أنه يذكر جيدا يوم قرر أن يكون هناك احتياطي في البنك المركزي يومها بدأت العملية بسبعة مليارات من الدولارات، وفي هذا المجال أشاد الرئيس بمحافظ البنك المركزي فاروق العقدة وقال إنه رجل ممتاز ولقد اخترته بنفسي، وكانوا وضعوا أمامي مجموعة أسماء لأختار من بينها اسماً لمنصب المحافظ بعد خلوه .