إيهاب الشاوش من تونس: يبدأ اليوم جون بيار رافاران الوزير الأول الفرنسي زيارة رسمية لتونس تتواصل إلى يوم غد 31 كانون الثاني (يناير) الجاري 2005.
وسيكون الوزير الأول الفرنسي مرفقا خلال هذه الزيارة بوفد مهم يضم بالخصوص ستة وزراء ومجموعة من البرلمانيين ومن ممثلي قطاع الأعمال في فرنسا والعديد من الشخصيات المعروفة بخدمتها لعلاقات الصداقة التونسية الفرنسية.
وسينتظم بهذه المناسبة منتدى اقتصادي حول موضوع "تونس/فرنسا نحو شراكة استراتيجية ومستديمة" يفضي إلى التوقيع على اتفاقيات وبروتوكولات ثنائية بهدف إثراء الإطار القانوني للعلاقات بين البلدين.
ومن بين الملفات التي ينتظر أن تشملها محادثات رافاران والوفد المرافق له في تونس علاقات تونس في المرحلة المقبلة بالاتحاد الأوروبي، عشية اجتماع مجلس الشراكة التونسي الاوروبي غدا الاثنين في بروكسيل في مستوى الوزراء، و ملف التعاون الاورو متوسطي والحوار 5 زائد 5.
و إلى جانب البعد السياسي الذي ستكتسيه زيارة رفاران إلى تونس لجهة الملفات القضائية والإعلامية والحقوقية التي من المتوقع معالجتها، تكشف الزيارة أهمية البعد الاقتصادي و ذلك بالنظر إلى تركيبة الوفد الفرنسي المرافق، و هذا ليس مستغربا اذا ما علمنا أن فرنسا تعتبر أول حريف وأول مزود لتونس على الصعيد الاقتصادي حيث تحتل المرتبة الاولى في مجال الاستثمار الأجنبي.
كما تشير آخر الإحصائيات الى أن عدد المؤسسات الفرنسية او ذات الرأسمال المشترك في تونس قد ارتفع مع نهاية 2004 الى 1053 مؤسسة مقابل 979 سنة 2003بحجم جملي للاستثمارات يقدر بمليون و194 ألف دينار، وقد وفرت هذه المؤسسات الفا و208 مواطن شغل مقابل 75 الفا و150 موطن شغل سنة 2002.
وفي ما يتعلق بالمبادلات التجارية فان الميزان التجاري سجل سنة 2004 تحسنا واضحا لفائدة تونس حيث بلغت قيمة صادراتها 3986 مليون دينار مقابل 3978 مليون دينار للواردات بنسبة تغطية بلغت 2, 100 %
وتحتل السوق الفرنسية منذ 2001 في ما يتصل بالتدفق السياحي المرتبة الأولى أمام ألمانيا، وقد بلغ عدد السياح الفرنسيين خلال الفترة الممتدة منكانون الثاني (يناير) الى تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 ما يناهز 975 ألفا و288 سائحا مقابل 066 789 سائحا خلال الفترة نفسها من سنة 2003 أي يزيادة بلغت نسبتها 6, 23 %
وفي مجال التعاون المالي تعد فرنسا من اهم الممولين لتونس حيث بلغت القيمة الجملية الممنوحة لها من مختلف انواع القروض سنة 2004 ما قيمته 300 مليون دينار أما بخصوص التعاون الثقافي والعلمي والتقني فان هذا الجانب يخضع إلى اتفاقية جديدة تونسية فرنسية تم توقيعها في 26حزيران (يونيو)2003
و يذكر ان زيارة رفاران الى تونس تعتبر الأولى من نوعها منذ 1982 عندما كان الاشتراكي بيار موروا وزيرا أول في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، أما آخر زيارة للرئيس جاك شيراك فكانت في كانون الأول(ديسمبر) 2003.