ملايين العراقيين قالوا كلمتهممتحدين هجمات دامية
"نجاح" الانتخاباتوبدء عملية الفرز

الصحف البريطانية اليوم:
الزرقاوي قد يحزم حقائبه ويرحل

ماذا قالت الصحف البريطانية يوم الانتخابات؟

العراق، عواصم: أثبت الناخبون العراقيون في أول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ نصف قرن، انتهت بالإعلان عن "نجاح" هذه التجربة الديمقراطية، أنهم شعب يتحدى الموت في سبيل حرية التعبير. تأكد ذلك من نسبة المشاركة التي فاقت كلّ التوقعات، إذ تدفق العراقيون بالملايين لقول كلمتهم متحدين المسلحين الذين نفذوا تهديداتهم وشنوا هجماتهم الدامية حاصدين عشرات القتلى والجرحى. ووفقا لنتائج أولية تسربت من بعض المراكز الانتخابية، فإن التنافس الرئيسي قائم بين الإئتلاف العراقي بزعامة عبدالعزيز الحكيم والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي، بينما اتسمت ردود الفعل بالإيجابية. بدأت عمليات فرز الاصوات بعد إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها وإعلان المفوضية العليا للانتخابات أن نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع بلغت 72% من الناخبين المسجلين، فيما وصفه مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي "بأعظم يوم في تاريخ هذه البلاد".

الإقبال
وبالرغم من افتقار التقديرات لعدد العراقيين الذين أدلوا بأصواتهم من أصل 14 مليون ناخب مسجل، غير أن المسؤولين في المفوضية العليا للانتخابات رجحوا أن يستغرق فرز الأصوات عشرة أيام.وقدر مسؤول في المفوضية العليا للانتخابات بالعراق إن 72 في المائة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم وفقا لتقديرات مبدئية.

وفي مؤتمر صحافي، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات أن هناك إقبالًا كبيرًا على الانتخاباتولكنها لم تكشف أعداد الناخبين في محافظة الأنبار، التي تضم الفلوجة والرمدي، أو محافظة نينوى التي تشمل مدينة الموصل. وذكر عضوان من المفوضية أن نسب المشاركة في الانتخابات بلغت 95 في المائة في بعض أنحاء بغداد، فيماأكد مراقبون إن المشاركة في الانتخابات فاقت التوقعات.

وتباينت معدلات الاقبال على صناديق الاقتراع في مختلف مناطق العراق، فقد شهدت مراكز الانتخاب في مدن الجنوب والوسط حيث توجد الغالبية الشيعية طوابير طويلة للناخبين، بينما فُتح عدد قليل من مراكز التصويت في مدن غرب العراق التي تقطنها غالبية سنية وكان جلها مهجورا، كما هو الحال في مدينة الفلوجة. أما في شمال العراق، حيث توجد غالبية كردية، فقد شهدت مراكز الاقتراع إقبالا عاليا، ذكرت الأنباء أنه بلغ 80% في بعض المناطق.

وفي مدينة الصدر ذات الأغلبية الشيعية في بغداد توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع رغم سقوط عدد من القذائف هناك. لكن مسؤولي الإنتخابات قالوا إن الوضع الأمني حال دون ارتفاع نسبة إقبال الناخبين على التصويت. وفي الموصل، تفاوت الإقبال بين الأكراد والعرب.

نتائج أولية


اظهرت النتائج الاولية لفرز الاصوات في النجف ان لائحة "الائتلاف العراقي الموحد" التي حظيت برعاية المرجع الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني تحقق تقدما كبيرا.
وقال المراقب فارس المهندس ان اللائحة التي يتزعمها عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وتضم غالبية الاحزاب الشيعية الرئيسية ستنال بين 85 و90% من الاصوات في جنوب المحافظة وشمالها و 90% في مدينة الكوفة.
واضاف ان لائحة رئيس الوزراء اياد علاوي ستنال حوالى 10% من الاصوات.
وهناك نصف مليون ناخب في المحافظة حيث بلغت نسبة المشاركة 90%، وفقا للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
ومن مدينة العمارة، جنوب شرقي العراق، يقول موفدنا خليل عثمان إن المسؤولين في المفوضية والمحافظة أشاروا إلى أن نسبة المشاركة 92 في المئة من أصل 400 ألف ناخب مسجل في قوائم الانتخابات. وقد سادت بعض مناطق العراق أجواء احتفالية أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم لاختيار الجمعية الوطنية الانتقالية الجديدة ذات الـ275 عضوا.

وفي الخارج أدلى الناخبون العراقيون بأصواتهم لليوم الثالث والأخير من أيام الاقتراع التي خصصت لهم في 14 بلدا . وكان الجو العام للتصويت في تلك البلدان سلميا لكن وقعت مشادات بين عراقيين داعين للمشاركة في التصويت وعراقيين يحتجون على تلك الإنتخابات في بريطانيا وأستراليا.

وجرت عمليات التصويت في العراقتحت إجراءات أمنية صارمة حالت دون تنفيذ مسلحي العراق لتهديداتهم بـ"غسل شوارع بغداد بدماء المقترعين"، إلا انها لم تمنع أولئك المتشددين من شنسلسلة من الهجمات في محاولة لنسف الانتخابات. وعلى الرغم من الهجمات تلك، فإن الجيش الأميركي إعتبر ان العمليات الأمنية التي سبقت الانتخابات قد "أثمرت"، ولكن عن ماذا؟

الانتخابات العراقية:
تطورات

هجمات
على الأرض، تشير التقارير إلى أن هذه العملية التي لا يمكن إلا وصفها بالناجحة والتي تخللتها أكثر من10 تفجيرات انتحارية في بغداد وحولها استهدف معظمها مراكز انتخابية ومراكز شرطة أسفرت عن مصرع أكثر من عشرين شخصًا وجرح العشرات.

واعلن الجيش الاميركي في بيان اليوم الاثنين ان جنديا اميركيا قتل الاحد خلال عملية في محافظة الانبار غرب بغداد.

وقال فلاح النقيب وزير الداخلية العراقي المؤقت إن 27 شخصًا على الاقل قتلوا في هجمات بغداد التي كان من بينها تفجيرات انتحارية نفذها سوري وشيشاني. ووقعت أدمى هذه الهجمات عندما فجر رجل لف متفجرات حول جسده نفسه ليقتل ستة أشخاص في طابور بمركز اقتراع.

وقتل ستة أشخاص على الأقل عندما قام انتحاري بتفجير نفسه خارج مركز انتخابي يقع في إحدى ضواحي بغداد الشرقية.

وفي غرب المدينة، قتل انتحاري أربعة أشخاص على الأقل وأصاب سبعة بجراح في مركز انتخابي آخر. وتقول التقارير إن اربعة من القتلى كانوا من رجال الشرطة.

وفي مدينة الصدر الواقعة شرقي العاصمة، قتل أربعة أشخاص على الأقل عندما سقطت قذيفة هاون على أحد المراكز الانتخابية، كما قتل أربعة أشخاص في هجمات أخرى وقعت في بغداد والمناطق المجاورة.

وفي تطور ميداني آخر، تحطمت طائرة نقل عسكرية بريطانية من طراز سي 130 بينما كانت في طريقها من بغداد إلى مدينة بلد، ولم ترد أنباء عن أي ناجين من الحادث ولا عن أسبابه.

ردود أفعال

يوم استثنائي يحصد ردود فعل اتسمت بالإيجابية
وقد وصف بعض المشاركين هذا اليوم بأنه "أعظم يوم في حياتهم".

ورأى وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه الذي عارضت بلاده بشدة الحرب على العراق، اليوم الاثنين ان الاقتراع "انتصار للشعب العراقي (...) وخطوة مهمة اولى". وقال لاذاعة "اوروبا-1" الخاصة انه "انتصار للشعب العراقي وخطوة اولى مهمة كان لا بد منها من اجل الدميوقراطية ومن اجل العملية السياسية التي نأمل فيها ونعمل من اجلها -- واتحدث عن الاسرة الدولية -- منذ اشهر". واكد ان "هذه المأساة لا يمكن الخروج منها الا بالديموقراطية والانتخابات".

وفي البصرة، اضطرت مراكز الاقتراع الى فتح ابوابها قبل الوقت المحدد نظرا لازدحام الناخبين. وفي بعض مناطق العراق، فاق عدد الناخبات عدد الناخبين. وقال بعض الناخبين إنهم شاركوا في الانتخابات لأن آية الله العظمى علي السيستاني أصدر قرارا بأن المشاركة واجب ديني.

وتفيد التقارير أن الناخبين الأكراد يحرصون على الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية الانتقالية الجديدة لكي يضمنوا أخذ الدستور الجديد في الحسبان مطالبهم بالحكم الذاتي.

إلا أن أسبابًا عدة تضافرت لخفض أعداد المشاركين في المناطق التي يسكنها السنة، ففي الوقت الذي منعت فيه تهديدات المسلحين البعض من الإدلاء بأصواتهم، أطاع البعض الآخر دعوات المقاطعة التي أطلقتها بعض الأحزاب والقوى السياسية السنية. كما امتنع آخرون عن المشاركة رغبة منهم في عدم إضفاء الشرعية على ممارسة لا تتضمن سوى "أمل كاذب"، حسب رأيهم.

وحث الرئيس العراقي المؤقت غازي عجيل الياور "الشعب العراقي على عدم التخلي عن حقوقه، بالتصويت من اجل مستقبله". وقال رئيس الوزراء المؤقت، اياد علاوي: "هذه لحظة تاريخية للعراق، اليوم الذي يستطيع فيه العراقيون رفع رؤوسهم عاليا لانهم يتحدون الارهابيين، ويبدأون في كتابة مستقبلهم بأيديهم". وأعرب المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني عن شكره للعراقيين على التصويت، وقال إنه يأسف لعدم قدرته على التصويت لأنه إيراني المولد.

واتسمت ردود الفعل بالايجابية فقد اعتبر الرئيس الأميركي، جورج بوش، أن عملية التصويت سجلت نجاحًا باهرًا، ووصفهابأنها "نجاح مدو" وقال ان العراقيين رفضوا فكر الارهابيين المعادي للديمقراطية. وأكدت الأمم المتحدة عبر مستشارها لشؤون الانتخابات في العراق، كارلوس فالينزويلا، غير أنه قال إن من المبكر تقديم أرقام رسمية. ومن جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، إن الإنتخابات العراقية هي أول خطوة لهم نحو الديموقراطية.

وأكد أنان ان المنظمة الدولية ستقدم مزيدا من المساعدات في صياغة دستور للبلاد وهي عملية قال انها يجب ان تضم كل هؤلاء الذين لم يستطيعوا أو لم يرغبوا في الادلاء بأصواتهم.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الانتخابات العراقية ضربة للارهاب في أنحاء العالم. وقال بلير في بيان اذاعه التلفزيون "انها ضربة مباشرة في قلب الارهاب العالمي الذي يهدد بالدمار لا للعراق وحده وانما في بريطانيا وفي كل بلد كبير بأنحاء العالم". وأشاد بالقوات البريطانية التي قتل منها نحو عشرة وربما 15 عندما تحطمت طائرة نقل عسكرية قرب بغداد.

وعلى الرغم من ربط بوش وبلير واخرين بين التزاماتهم العسكرية ونجاح الانتخابات قصرت الحكومات الاوروبية التي عارضت غزو العراق ولاسيما فرنسا والمانيا اشادتها على شجاعة العراقيين. ولكن التقدم في العراق قد يساعد على رأب الصدع بين واشنطن والحلفاء الاوروبيين الذين سيقوم بوش بزيارتهم الشهر المقبل.

وقال السناتور الديمقراطي والعضو الكبير في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كارل ليفن لشبكة تلفزيون (سي ان ان) "من السابق لاوانه معرفة ما الذي سيسفر عنه ذلك..توجد تحديات كبيرة امامنا".

وعلى الرغم من تفاوت تقديرات عدد الذين شاركوا في التصويت فقد قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية ان العراقيين تحدوا التوقعات بالاقبال على التصويت بأعداد كبيرة في أول انتخابات تعددية منذ 50 عاما.

الأحداث الرئيسية منذ سقوط صدّام

وقال ستيفن هيس من معهد بروكنجز ان نجاح الانتخابات لابد وان يكون قد شجع بوش. وأضاف "لابد وان يشعر بانه اثبت انه على حق ." في الوقت الذي يواصل فيه سياسته بشأن العراق في مواجهة انتقادات كثيرة في الداخل والخارج."يصعب جدا على المعترضين تفسير ذلك بشكل اخر."

ولكن جيمس زغبي من المعهد العربي الأميركي حذر من الوقوع في "المبالغة" وقال ان استطلاعا جديدا اجرته منظمته أظهر ان هذه"الانتخابات قد ..تؤدي الى تفاقم الانقسامات الموجودة".

وقالت رايس التي ظهرت في سلسلة من المقابلات التلفزيونية يوم الاحد انه على الرغم من ان الانتخابات العراقية تعكس "ظهور صوت الحرية العراقي " فمازالت توجد صعوبات كثيرة في المستقبل. وأعربت رايس عن ثقتها في ان الاقلية السنية وهي أحد مفاتيح تحقيق الاستقرار في العراق مستقبلا ستشارك في العملية السياسية في أعقاب الانتخابات.

وأشاد مستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، في حديث لـCNN بمجريات الانتخابات والتي وصفها ب"أعظم يوم في تاريخ هذه البلاد." هذا وقد هنأ الرئيس الأميركي، جورج بوش، الشعب العراقي على الانتخابات العراقية، واعتبرها "انتصارا مدويا"، وأثنى على الناخبين الذين أكدوا "التزامهم بالديمقراطية" في انتخابات الأحد. ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير، في كلمة متلفزة الأحد إن الانتخابات التي جرت في العراق تعد ضربة للإرهاب في أنحاء العالم.

الباحث العراقي شعبان يقول لريم خليفة
النظام السابق ألغى الثقافة الانتخابية
(نص الحوار)

إقرأ أيضا

بوش وإدارته تنفسوا الصعداء بعد اقتراع العراقيين

الشيعية: نقترب من نسبة 60 %

أوروبا: لا تكريس لعزلة سنة العراق