مستوطنون يهود يلوحون بالاعلام واللافتات
أثناء المظاهرة أمام البرلمان الاسرائيلي في القدس
القدس: احتشد عشرات الالاف من الاسرائيليين المعارضين لخطة رئيس الوزراء ارييل شارون لاقتلاع المستوطنين من غزة والضفة الغربية في أكبر مظاهرة لهم منذ شهور يوم الاحد لمطالبة شارون بطرح خطة الانسحاب في استفتاء.

وساعدت مبادرة شارون لازالة جميع المستوطنات اليهودية من غزة وأربع مستوطنات من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية في إنعاش الآمال لعملية سلام جديدة في الشرق الاوسط في اعقاب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات العام الماضي.

واحتشد المتظاهرون قرب الكنيست الاسرائيلي (البرلمان) فيما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المتظاهرين وعززت اجراءات الامن حول مكتب شارون القريب. وأثارت خطة شارون الرامية الى التخلي عن بعض الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 مخاوف من اندلاع مواجهات عنيفة.

وردد المتظاهرون شعارات وأغاني تعارض الانسحاب. ورفعوا لافتات تقول "طرد اليهود لن يحدث ابدا ثانية." و "الشعب قرر ان شارون نكبة على اليهود."

وقال زعماء المستوطنين ان مظاهرة الاحد هي الاكبر منذ ان اعلن شارون خطته العام الماضي.

لكن احتمالات إلغاء الانسحاب من غزة تراجعت بعد تشكيل شارون حكومة وحدة وطنية العام الماضي مع حزب العمل اليساري فضلا عن تعهد عدد آخر من أحزاب المعارضة بدعم الخطة من خارج الحكومة.

وقال جاليت كاهوني وهو مستوطن من غزة "لا أعرف اذا كان هذا (الاحتجاج) سيكون مفيدا ونحن نأمل الا يتم تجاهلنا." وتابع "اخشى ما أخشاه ان يؤدي هذا (الانسحاب) الى حدوث حالة من الشقاق بين الشعب."

وتحدث عدد من الصقور التابعين للجناح اليميني ومن بينهم أعضاء بحزب الليكود الذي يتزعمه شارون أمام الحشد الجماهيري الذي كان يهتف بشدة.

ودعا بيني ايلون وزير السياحة السابق الذي أقاله شارون بعد ان صوت ضد خطة الانسحاب في مجلس الوزراء الى استقالة رئيس الوزراء قائلا "هذا الشعب مخلص لارضه ولن يدعك تقتلعه منها."

وبينما تظهر استطلاعات الرأي ان الخطة تحظى بدعم معظم الاسرائيليين وان دولا غربية تعتبرها خطوة محتملة للسلام مع الفلسطينيين فان العديد من المستوطنين يقولون انها تضحية بحق مقدس منصوص عليه في التوراة.

ودعا متشددون وزعماء المستوطنين باجراء استفتاء عام على الخطة.

واستبعد شارون مثل هذا الاجراء قائلا ان المعارضين لا يرمون الا الى تأجيل الانسحاب المقرر ان يبدأ هذا العام.

وحذر متشددون من وقوع اشتباكات عنيفة بين المستوطنين وقوات الامن الاسرائيلية خلال الانسحاب وحثوا الجنود وقوات الشرطة على عدم اطاعة الاوامر بالمشاركة.

وقال شالوم فلايسر من مدينة تل ابيب الاسرائيلية "من الواضح بالنسبة لي ان هذا الامر لن يمر بهدوء." وتابع "اشعر ان الناس سيتعرضون للاذى خلال الاجلاء."

وقال يائير كالي (48 عاما) من مستوطنة بسجوت بالضفة الغربية "هذا الوضع سيقودنا الى حافة حرب اهلية."

وكانت اكبر مظاهرة مناهضة للانسحاب جرت في تموز/يوليو عندما تشابكت ايدي اكثر من 100 الف اسرائيلي لتشكل سلسلة بشرية لمسافة 90 كيلومترا من القدس الى قطاع غزة.

ويعيش نحو 8000 مستوطن يهودي في مناطق تحظى بالحماية الشديدة في قطاع غزة الى جانب اكثر من 1.3 مليون فلسطيني. ويعيش اكثر من 230 الف مستوطن في الضفة الغربية التي يقطنها من الفلسطينيين عشرة امثال هذا العدد.

ويرحب الفلسطينيون بأي انسحاب اسرائيلي من اراض يريدونها لاقامة دولة فلسطينية ولكنهم يخشون ان تكون خطة شارون خدعة للاحتفاظ بمستوطنات اكبر في الضفة الغربية.

وقال الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس الذي نجح في تهدئة الانتفاضة المستمرة منذ اكثر من أربع سنوات بعد انتخابه خلفا لعرفات انه سيقوم بتنسيق الجهود مع اسرائيل بشان الانسحاب اذا تم ذلك في إطار محادثات أوسع بشأن إقامة الدولة الفلسطينية.