علاوي يتحدث عن الانتخابات العراقية والعملية السياسية
اليوم تدرس الطعونات وتعلن اولى النتائج

أسامة مهدي من لندن : من المنتظر ان تعلن اليوم اولى نتائج الانتخابات العراقية التي جرت امس بينما تعلن النهائية خلال سبعة ايام فيما يتحدث رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بعد ساعات عن العملية الانتخابية والخطط السياسية للمرحلة المقبلة في وقت بدات عمليات دراسة عدد من الطعونات التي قدمتها كيانات سياسية لمجريات الانتخاب في عدد من المراكز الانتخابية بينما بدا رفع لحظر التجول في المدن العراقية .
وفي اتصال هاتفي بقصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث المركز الرئيسي للانتخابات قال الناطق الرسمي باسم المفوضية العليا للانتخابات الدكتور فريد ايار لـ"ايلاف" انه سيتم اليوم الاعلان عن اولى نتائج الانتخابات التي بدات بالوصول الى المفوضية تباعا حيث تستمر عمليات الفرز منذ الليلة الماضية مشيرًا الى ان مايعلن حاليا عن حصول هذا الكيان او هذا الائتلاف على هذه النسبة اوتلك تبقى تكهنات لاتشكل نتائج رسمية معترف بها .
وشرح ايار خطوات فرز الاصوات واعلانها قائلا ان الفرز يتم من قبل رئيس وموظفي المفوضيه في المركز بحضور ممثلي الكيانات السياسية ثم يكتب محضر بثلاث نسخ بالنتيجة يسجل فيه عدد الاصوات التي حصل عليها كل كيان ثم يوقعه رئيس المركز والممثلين ثم يتم اعلان نتيجة التصويت في المركز على المواطنين علنا ويتم التعامل مع هذه النسخ كما يلي : توضع الاولى في كيس خاص يرسل الى المفوضية ليدخل غرفة عمليات النتائج الاخيرة اما الثانية فتبقى عند لجنة المركز الانتخابي بينما توضع الثالثة في صندوق الاقتراع مع اوراق المصوتين حيث يجري اغلاقه والاحتفاظ به لفتحه مرة اخرى لعد الاصوات من جديد اذا استدعت الحاجة لذلك حيت تصل طعون تستدعي ذلك .
وتوقع ايار اعلان النتائج النهائية رسميا السبت او الاحد المقبلين واشار الى ان بعض النتائج التي تعلنها عدد من وسائل الاعلام تبقى تكهنات لايؤخذ بها رسميا . وكانت اولى هذه التكهنت اشارت الى فوز ساحق لقائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية في مناطق الجنوب خاصة تاتي بعدها القائمة العراقية برئاسة علاوي التي فازت باكثر اصوات المقترعين في المنطقة الخضراء مركز الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها .
واضاف انه ستجري اليوم دراسة عدة طعونات قدمتها بعض الكيانات السياسية حول تدخلات غير مشروعة في بعض المراكز وعدم فتح اخرى في مناطق تعتقد كيانات سياسية انها كانت ستحقق نتائج طيبة فيها وخاصة اعتراض احزاب مسيحية على عدم فتح مراكز في مناطق يسكنها الاف من المسيحيين في محافظة الموصل الشمالية .
ومن المنتظر ان يعقد رئيس الوزراء اياد علاوي ظهر اليوم مؤتمرًا صحافيًّا في المركز الانتخابي الرئيسي يتحدث فيه عن العملية الانتخابية والوضع السياسي في البلاد على ضوء نتائجها التي شارك فيها حوالي ثمانية ملايين ناخب من مجموع 13 مليون يحق لهم التصويت .
وستنتهي مهمة الحكومة العراقية الحالية التي يرأسها إياد علاوي في النصف الثاني من الشهر المقبل فيما سيعقد في اليوم التالي لإعلان النتائج الانتخابية الاجتماع الأول للمجلس الوطني العراقي المنتخب وبعد إجراءات إدارية وانتخاب رئيس للمجرلس سيتم عن طريق التصويت اختيار ثلاثة أشخاص هم رئيس الجمهورية ونائبان له وهؤلاء سيسمون رئيس الوزراء الجديد الذي يقوم بدوره بتشكيل الحكومة المقبلة.
ويعرض رئيس الحكومة تشكيلته على المجلس لتنال الثقة وبذلك تكون الحكومة المقبلة مشكلة بالكامل عن طريق المجلس الوطني المنتخب أما بالنسبة لمقاعد الجمعية الوطنية البالغة 275 فتخصص للمرشحين الواردة أسماؤهم في قمة القائمة المقدمة إلى المفوضية بترتيب المرشحين حسب الاستحقاق والتي تم قبولها من قبل المفوضية العليا.
وسيقوم المجلس الوطني بوضع مسودة دستور للعراق بحلول منتصف اب (اغسطس)عام 2005 ثم تطرح مسودة الدستور العراقي للاستفتاء في موعد اقصاه 15تشرين الاول (اكتوبر )عام 2005 و- في حالة الموافقة على الدستور تجرى انتخابات عامة جديدة بحلول 15 كانون الاول (ديسمبر) عام 2005 وتشكل حكومة جديدة بنهاية العام اما في حالة رفض الدستور يحل المجلس الوطني وتجرى انتخابات جديدة لتشكيل مجلس جديد بحلول منتصف كانون الاول (ديسمبر) عام 2005 .


وكان ملايين العراقيين تدفقوا امس للادلاء بأصواتهم في انتخابات تاريخية متحدين المسلحين الذين قتلوا 35 شخصا في هجوم دام على الانتخابات.وأدلى الناخبون بأصواتهم بأعداد فاقت التوقعات في أول انتخابات تعددية منذ نصف قرن ولكن في مناطق معاقل العرب السنة حيث كان التمرد أكثر دموية ودعت عدة أحزاب للمقاطعة كانت مراكز الاقتراع خالية.
ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش الانتخابات العراقية بأنها "نجاح مدو" وقال ان العراقيين رفضوا فكر الارهابيين المعادي للديمقراطية. وقال في كلمة موجهة نقلها التلفزيون من البيت الابيض عقب انتهاء الانتخابات ان "الشعب العراقي تحدث الى العالم والعالم يستمع الى صوت الحرية من قلب الشرق الاوسط."
وعلى الرغم من الاجراءات الامنية المكثفة التي فرضتها السلطات العراقية شن المتشددون سلسلة من الهجمات في محاولة لنسف الانتخابات وركزوا هجماتهم في بغداد حيث شنوا تسعة تفجيرات في تعاقب سريع.وأعلن تنظيم القاعدة في العراق بقيادة ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن الهجمات. وكان التنظيم قد أعلن الحرب على الانتخابات متوعدا بقتل أي"كافر" أدلى بصوته.
وعلى الرغم من أعمال العنف قال مسؤولو الانتخابات ان نسبة الاقبال على التصويت فاقت
التوقعات. وقالوا في البداية ان هذه النسبة بلغت 72 في المئة ولكنهم تراجعوا عن ذلك في وقت لاحق قائلين ان من المحتمل ان يكون ثمانية ملايين شخص أدلوا بأصواتهم او ما يزيد قليلا عن 60 في المئة من الناخبين المسجلين واعترفوا بان الأرقام تخمينية.
وحددت الحكومة نسبة خمسين في المئة على الاقل من عدد الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 13 مليون نسمة كمقياس للنجاح.