محمد الخامري من صنعاء : كشفت مصادر صحافية اميركية عن ترتيبات نهائية تقوم بها دولة قطر هذه الأيام لطرح محطة تلفزيون الجزيرة (المثيرة للجدل) للبيع.
وفي معرض تحليلها للخبر ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في عددها الصادر أمس الأول (السبت) انه يبدو ان هذا القرار جاء نتيجة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على قطر بسبب عدم رضاها عن الطابع الاستفزازي والمضلل والزائف أحياناً الذي تتسم به التغطية الإعلامية لهذه المحطة ، على حد تعبير الصحيفة الاميركية ، التي نقلت عن المسؤول القطري الذي وصفته بالكبير (قمنا اخيراً بضم أعضاء جدد لمجلس الإدارة المسؤول عن تسيير شؤون هذه المحطة حيث كلفناهم بعدة مهام من بينها بحث أفضل الطرق لبيعها ، ينبغي لنا ان نعترف بأن هذه المحطة تمثل صداعاً بالنسبة لنا ليس فقط من جانب الولايات المتحدة بل من جانب بعض الدول الأخرى).
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت صفقة بيع محطة الجزيرة سوف تقلص من بريقها ، قال (آمل ألا يحدث ذلك) ، موضحاً أن قطر ترغب في أن تعثر على مشتر لهذه المحطة في غضون عام واحد.
وأشارت الصحيفة الاميركية في خبرها الذي نشره موقع الحزب الحاكم اليمني مترجما إلى انه على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن عدد مشاهدي الجزيرة يتراوح ما بين 30 و50 مليون شخص إلا أن هذا النجاح لم يكن له مردود على قيمة الأرباح التي تحققها ولذا فإنها تعتمد بشدة على الدعم الذي تحصل عليه من الحكومة القطرية.
وقد بلغت الميزانية السنوية "للجزيرة"، في العام الماضي، 120 مليون دولار، بلغت حصة التمويل الحكومي القطري منها، بين 40 و50 مليون دولار. وتعود ملكية الشبكة إلى ولي العهد القطري ووزير الخارجية.
وأعلن حاكم قطر، الشيخ حمد بن خليفة مؤخراً، أن القناة معروضة للبيع ، ويأمل القطريون أن يتمكنوا من بيعها خلال سنة ، كما اعترف مسؤولون قطريون في محادثات مع "نيويورك تايمز" بأن الجزيرة تسبب لهم "وجع رأس" خاصة على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة.
ويدعي مسؤولون أميركيون أن محطة الجزيرة تتسبب بإثارة الغرائز في العالم العربي ضد الولايات المتحدة، وتقوم بنقل معلومات كاذبة، في كل ما يتعلق بالحرب في العراق. وفي أعقاب ذلك، قالت الجزيرة إنها منعت من البث من العراق بسبب الادعاءات التي تطرحها ضدها الحكومة العراقية، أيضاً.
وتبدي واشنطن غضبها إزاء ما تعتبره "تحويل الجزيرة إلى شبكة خاصة بالإرهابي أسامة بن لادن"، كونها تبث أشرطته وأشرطة المسؤولين الكبار في القاعدة، وتبث تقارير منحازة وتركز على إصابة المدنيين بدون أي توازن.
ويقوم المسؤولون الأميركيون بمنح مقابلات خاصة للقنوات المنافسة.
وقد رفض الرئيس الأميركي، جورج بوش، ونائبه، ديك تشيني، منحها مقابلات عشية الانتخابات العراقية، وقام بوش بمنح لقاء لشبكة "العربية" المنافسة.
كما تدير واشنطن، منذ عامين، قناة "الحرة" التي تبث إلى العالم العربي، لكن غالبية المشاهدين العرب بقوا مخلصين للجزيرة القطرية.