ريما زهار من بيروت: أعلن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في المحاضرة التي ألقاها في الجامعة اليسوعية أنه لا يستطيع لا هو ولا رفيق الحريري العودة الى الوراء في مواقفهما. اي ان الرأي العام لن يسامح المعارضة المجتمعة في البريستول لغرقها في خصوماتها الضيقة وفي حصصها الانتخابية لان هذا الأمر قد يدفع بالمعارضة الى التشرذم والضياع.

وفي هذا المجال أكد النائب نسيب لحود ان ما يهم المعارضة هو المجيء بقوة معارضة الى البرلمان بغض النظر عن ربح او خسارة كل فريق منها. والرهان يبقى كبيراً فالقضية تاريخية وفاصلة واللبنانيون يخوضون من جديد معركة الاستقلال، وهي اشبه بمرحلة الاستقلال عام 1943 وهذا ما أكدته مصادر فرنسية لدى زيارة البطريرك صفير الى باريس على ضرورة ان تشكل المعارضة وحدة متماسكة. لان الفرصة لن تتاح مرة أخرى، وفعلياً فان اللبنانيين يملكون حظوظاً دولية ايجابية لصالحهم ومنها اعتماد القرار 1559 وقرار انان في تشرين الاول (اوكتوبر) الماضي الذي فضح تدخل الاستخبارات السورية في الشؤون اللبنانية والتوافق الفرنسي الأميركي على الملف اللبناني والقرار المتخذ منهما لازالة الوصاية السورية على لبنان اضافة الى الوحدة المسيحية الاسلامية على استعادة استقلال وسيادة القرار اللبناني ، لذلك على المعارضة ان تنسق فيما بينها وبعدالة التوزيع للمقاعد النيابية وخصوصاً الابتعاد عن مصالحها الذاتية الضيقة. فوحدة كل القوة مصيرية للوصول الى الهدف المنشود. كما ان التيار العوني يجب ان يشارك في المعارضة وعلى القيادة العليا للمعارضة ان تستفيد من قاعدة التيار الشعبية وان تمنع مجدداً ما حصل منذ ايام في كلية الآداب الفرع الثاني

( اختلاف بين التيار العوني والقوات اللبنانية).
علماً ان التيار العوني والقوات اللبنانية والكتائب التابعة لايلي كرامي وامين الجميل وقرنة شهوان استبعدوا عن الحياة السياسية لاكثر من 10 سنوات، لذلك على الجميع التعاون من اجل المصلحة العليا للجميع.وخلاف ذلك لا أمل لمعارضة البريستول ان تصل الى هدفها.

من جهته أعلن النائب وليد جنبلاط ان عليه اتخاذ بعض التنازلات لمصلحة الفريق المسيحي وظهر الامر من خلال لائحته الانتخابية التي اظهرت تنوعاً سياسياً في وجهات النظر.أما بالنسبة للرئيس رفيق الحريري فان الرأي العام اللبناني لا يزال ينتظر موقفه بالنسبة للمواضيع الخلافية.ووضع البطريرك صفير النقاط على الحروف عندما اعلن انه لا يمكن لثلاثة او اربعة اقطاب سياسية ادارة شؤون البلاد الانتخابية.
لكن ما تمر به البلاد يتعدى مجرد النشاط الانتخابي.ورغم انه من الصعب ان يتفق كل المعارضين الآن على برنامج عمل تفصيلي، الا ان هناك نقاط ثابتة ومفصلية للجميع يمكن الاتفاق عليها وهي: توازن العلاقة مع سورية وعدم تدخل الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية في الحياة السياسية ، وحماية الحريات الفردية واحترام مبدأ المشاركة الطائفية العادلة بين الجميع. وهي قاعدة اساسية لعدم اضعاف المعارضة.

محلياً
ومحلياً ظهرت تطورات جديدة على الساحة اللبنانية فاليوم يصل نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى بيروت لكنه لن يلتقي كما يبدو البطريرك صفير وقد يكتفي بلقاء المعارضة الرئيس الاسبق امين الجميل وان جمعه غذاء مع بعض المعارضين على مائدة عصام فارس.
ويلتقي لقاء البريستول غداً لاعلان برنامج تحركه المتعلق خصوصاً بالانتخابات النيابية وامس سجل ترحيب صريح بالعماد ميشال عون لا سيما من قبل رئيس الحكومة فيما لفت ان كلا من البطريرك صفير والنائب وليد جنبلاط راوح في موقفه حيال سورية والوضع الداخلي.