أسامة العيسة من القدس: برأت محكمة الصلح في بئر السبع في السابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري، أربعة مواطنين عرب من حاملي الجنسية الإسرائيلية من تهمة التحريض على العصيان ودعم تنظيم إرهابي، بعد مداولات للقضية استمرت ثلاثة أعوام.

وذكر مركز عدالة، المركز الحقوقي للدفاع عن الأقلية العربية في إسرائيل، أن نيابة الدولة قدمت بتاريخ 12نيسان (ابريل) 2002، بموافقة المستشار القضائي للحكومة، لائحة اتهام ضد ستة مواطنين عرب متهمين بجنح التحريض على العصيان ودعم تنظيم إرهابي، بعد مشاركتهم في مظاهرة يوم الأرض التي جرت بالقرب من مدينة رهط في النقب يوم 30 آذار (مارس) 2002.

وكان هدف المظاهرة الاحتجاج ضد سياسة هدم البيوت في القرى غير المعترف بها في النقب، إضافةً إلى الاحتجاج على سياسة إسرائيل في المناطق المحتلة، وتطويق رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات، في المقاطعة في رام الله.

وبحسب لائحة الاتهام هتف المتهَمون خلال المظاهرة بشعارات مختلفة، مثل "واحد اثنين ثلاث أربع/ فجّر كريات أربع"، "أبو عمار يا حبيب/ الليلة الرد بتل أبيب".

وقال عدالة أن المتهمين اعتقلوا قبل تقديم لوائح الاتهام، لعدة أيام، وبعد إطلاق سراحهم فرضت عليهم إجراءات عديدة، بما فيها الاعتقال المنزلي المتواصل ومنع الخروج من البلاد.

واستمرت المداولات في قضية المتهمين ما يقرب الثلاث سنوات، حاولت خلالها النيابة عرض شريطي فيديو في المحكمة، صورتهما القناة 1 و2، واللذين يشكلان أساس الأدلة المركزية ضد المتهمين. وقد عارض محامو المتهمين بشدة تقديم الشريطين، لأنّ الحديث لا يدور عن الشريطين الأصلييْن، بل عن نسختين عنهما، وهذا ما يناقض الأوامر الأساسية في قوانين الأدلة الجنائية.

وحاولت النيابة تقديم الشريطيْن أمام المحكمة عن طريق شهود عدة، بمن فيهم مصوري القناة 2 والقناة 1، إلا أن المحكمة رفضت طلباتها المتكررة، وقررت أن النيابة فشلت في تأسيس البنى التحتية الحقائقية لفقدان الشريطيْن الأصلييْن.

وبتاريخ 26 كانون الثاني (يناير) 2005 أعلنت النيابة أمام المحكمة أنها لا تنوي طرح أدلة إضافية في الملف وان "الأدلة التي قُدمت حتى الآن للمحكمة ليست كافية لدرجة إلزام المتهمين بالرد على التهمة، ولذلك يجب تبرئتهم من الجنح المذكورة في لائحة الاتهام". وفي أعقاب ذلك برأت المحكمة المتهمين من كل التهم.

وقد مثل المتهمون الثلاثة وهم عبد الكريم العتايقة من رهط ووديع العطاونة من حوره ومحمد محاجنة من أم الفحم، على يد مركز "عدالة"، بواسطة المحامين حسن جبارين وعبير بكر ومراد الصّانع. بينما مثل المتهم الرابع، يوسف العطاونة، المحامي نوعم أليجون.