نصر المجالي من لندن: تزامنًا مع عيد الحب (فالنتاين) الذي يصادف غدًا، فإن وزير الداخلية البريطاني السابق الضرير ديفيد بلانكيت يتهيأ لخوض معركة قضائية جديدة لإثبات أبوته الشرعية لطفل ثان ولدته عشيقته السابقة المتزوجة الصحافية الأميركية كيمبرلي كوين، في الثاني من فبراير (شباط) الحالي.

وكان بلانكيت استقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد ثبوت إساءته لاستخدام وظيفته كوزير للداخلية بالتعجيل في منح خادمة عشيقته السابقة تأشيرة إقامة في بريطانيا متجاوزًا بذلك آلاف الطلبات المماثلة.

وفي رسائل عديدة بعث بها محامو الوزير السابق، الذي ذكرت معلومات مؤكدة أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يستعد لإعادته إلى الواجهة السياسية تمهيدًا لمعركة الانتخابات البرلمانية المقبلة في مايو (أيار) المقبل، إلى محامي الصحافية كوين رئيسة تحرير مجلة نيوستيسمان، فإنهم حذروا من إطلاق أي اسم على المولود الجديد أو تسجيله رسميًا قبل الانتهاء من الإجراءات القانونية لدى المحكمة. كما أنهم طالبوا بإجراء اختبارات للجينات الوراثية للطفل الوليد لإثبات أبوة الوزير السابق له.

يذكر أنه خلال معركة أبوة الطفل الأول وليام البالغ من العمر عامين، فإن الوزير البريطاني السابق وكذلك عشيقته السابقة أكدا أن العلاقات بينهما انقطعت ولم تعد هناك اتصالات بينهما، لكن يبدو أن مطالبة بلانكيت بشرعية أبوة الطفل الجديد تشير إلى عكس ذلك.

وتعتقد مصادر سياسية بريطانية، حسب ما أفادت به صحيفة (صنداي تلغراف) اليوم أن القضية الجديدة التي فجرها بلانكيت ستلقي بظلالها على احتمال عودته للواجهة السياسية عشية التحضير لمعركة الانتخابات. ويعتبر بلانكيت وهو أول وزير ضرير يتسلم موقعًَا مؤثرًا في الحكومات البريطانية المتعاقبة من أبرز قيادي حزب العمال الحاكم، وهو ساهم بجهد كبير في مختلف معارك الحزب الانتخابية التي أعادته للحكم العام 1997 بعد هزائم متتالية استمرت 18 عامًا متتالية من جانب حزب المحافظين الذي صار في المعارضة.

ورغم ذلك، فإنه لم يصدر عن الوزير السابق وعضو مجلس العموم عن منطقة شيفيلد بريدجسايد ما يشير إلى عزمه عدم خوض المعركة الانتخابية المقبلة، وكانت مصادر بريطانية ذكرت أمس أن رئيس الوزراء توني بلير سيعلن هذا الأسبوع عودة بلانكيت إلى الصفوف الأمامية في الحزب لمرافقته في جولته المقبلة في عدد من المناطق الانتخابية التي لها عامل حسم في نتائج المعركة المقبلة.

وفي مقابلة صحافية مع صحيفة (ستار) المحلية التي تصدر في مدينة شيفيلد في وسط إنجلترا قال الوزير السابق "مهماتي الجديدة التي سأكلف بها ستعيدني جنبًا إلى جنب مع زملائي أعضاء مجلس الوزراء"، لكنه لم يكشف عن مسمى المهمة الجديدة.

ولكنه قال "يبدو أن رئيس الوزراء يرغب في أن أتعهد مهمة كبيرة ورئيسة في قيادة حملة الانتخابات البرلمانية لصالح حزب العمال"، وكان حزب المحافظين المعارض شن حملة قاسية ضد بلير لسماحه لوزير داخليته السابق الضرير بالبقاء في المنزل الحكومي الخاص المدفوعة أجرته من جيوب دافعي الضرائب. وعادة ما تمنح الحكومة البريطانية وزراءها مساكن رسمية فخمة طوال ولايتهم الوزارية.

وتعتقد مصادر بريطانية أن السماح لبلانكيت بالبقاء في البيت الحكومي يعد مؤشرًا قويًا على أن بلير سيعيده إلى حقيبة وزارية مهمة حال فوز حزب العمال في انتخابات مايو المقبل.

يشار إلى أن وزراء وقياديين كبار في حكومات بريطانية متعاقبة وكذلك أعضاء في مجلس العموم فقدوا مناصبهم بعد اعترافهم بعلاقات غير مشروعة، لكن الغريب هو ذلك الدفاع المستميت الذي قدمه رئيس الوزراء بلير للوزير السابق بلانكيت، وأرجعت مصادر بريطانية هذا الموقف ليس إلى كون بلانكيت وزيرًا قويًا وصاحب مواقف مؤثرة لدى الناخبين وحسب، بل لكونه عاش أعزب طوال حياته "حيث تعتبر علاقاته مشروعة، فهو لم يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ولم يطعن بتلك العلاقات غير المشروعة "، على أن علاقاته مع كيمبرلي كوين أيضًا تثير تساؤلات حيث هي امرأة متزوجة ولا تزال على ذمة زوجها الذي كانت له ردات فعل باردة إزاء تلك العلاقات، وهو ذاته يتحدث عنها علنًا كأي أمر عادي في حياته!.