خلف خلف من رام الله: يمكن لموردخاي فعنونو، كاشف الأسرار النووية الإسرائيلية، أن يطل من مكانه المفضل في أعلى برج كاتدرائية القديس جورج على القنصلية الأميركية القريبة، وأن يصلي داعيا أن تساعده في بدء حياة جديدة خارج إسرائيل يوما ما، لكن مبنى آخر عالي الأسوار يبدو على مسافة اقرب، وزارة العدل الإسرائيلية حيث يعد المدعون قضية جديدة ضد الرجل الذي كشف أسرارًا عن مفاعل ديمونة النووي ويقترب من إنهاء فترة تحت المراقبة استمرت 12 شهرا بعدما أمضى في السجن 18 عاما.

حيث بدأت مساء اليوم المحكمة الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة محاكمته، بأنه خرق عشرات المرات القيود التي فرضت عليه منذ إطلاق سراحه من السجن قبل حوالي عام، ومنها حظر إدلائه بأحاديث لممثلي وسائل الإعلام، وأعلن الميجر جنرال يائير نافيه قائد المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي انه ينوي تمديد مفعول القيود المفروضة على فعنونو بستة اشهر أخرى، كما أعلن وزير الداخلية الإسرائيلية اوفير بينس عن نيته تمديد مفعول الحظر على مغادرة فعنونو البلاد بسنة أخرى، وقد ابلغ الوزير بينس والميجر جنرال نافيه بذلك جمعية حقوق المواطن التي تمثل فعنونو.

ويذكر أن فعنونو اعتاد وهو يهودي تحول إلى المسيحية، أن يقرع أجراس الكنيسة في منتصف اليوم وأن يصعد البرج مرارا كتمرين يومي في الكنيسة الواقعة في القدس والتي يعتبرها بيته.

وقال فعنونو: "اشعر أنني بين الجنة والنار في نوع جديد من السجن، لكنني استمتع بما يمكنني من الحياة ولست منزعجا، تعلمت في السجن انه لا يمكنهم أن يضروني إذا كنت قويا".

واتبع فعنونو خلال فترة سجنه، التي أمضى 12 عاما منها في عزل منفرد، نظام حمية صارماً وانشغل بالتفكير الديني، وهو الآن مغرم بالمتع الجسدية التي حرم منها طويلا، وتضم غرفته تشكيلة متزايدة من الويسكي ويدافع بسعادة عن الخصائص الصحية للبيرة.

كما أن هناك المعجبات اللواتي له معهن ما يصفه بأنها تجارب في فنادق تقع على مبعدة. وقال "أفضل شيء في الحرية هو النساء، وثاني أفضل شيء هو لقاء الناس، التواصل الإنساني"، وأضاف "بعض النساء يطلبن مني أن أتزوجهن وأخريات يردن مجرد اللقاء، اعتقد أنهن يرين فيّ شيئا خاصا لأنني تصديت لإسرائيل".