لندن: بتعاون متفق عليه بين الجانبين في لندن وروما، فإن فريقا من علماء الآثار البريطانيين سيبدأ في الخريف المقبل مهمة تاريخية شاقة بالتعاون مع نظراء إيطاليين لإنقاذ كنوز الإمبراطورية الرومانية التي لا تزال مدفونة تحت الأرض منذ بركان فيزوف بعد الميلاد حيث اختفت حضارة بومبي في روما القديمة منذ ذلك الوقت، إلى الآن.

وقالت مصادر بريطانية أن المحاولة العلمية الجديدة التي تعتمد على تكنولوجيات العصر تبحث في إمكانية استعادة الآثار الرومانية المفقودة التي دفنت منذ عهد الإمبراطور بومبي حيث تزامن ذلك مع انطلاق بركان فيزوف المدمر الذي انهارت بعده الحضارة الرومانية. وقالت مصادر علمية بريطانية أن الفريق البريطاني مع مستشارين إيطاليين سيحاول عبر التقنيات الحديثة استعادة كل خرائط الماضي في مهمة البحث عن تلك الكنوز المدفونة تحت الأرض راهنا، ولا أحد يعرف أين هي.

وحسب بحث تاريخي لـ "إيلاف"، فإن بلدة هيركولانيوم أي "الهرقلية" بالتعبير العربي ، هي بلدة تاريخية كانت تقع بين مدينتي نابولي وبمبي التاريخيتين ولكنها اختفت من بعد بركان فيزوف في العام 79 بعد الميلاد. وتقول المصادر التاريخية أن كنوزا رومانية لا تزال مدفونة تحت الأرض من بعد ذلك البركان المدمر، رغم أن المدينة أعيد اكتشافها في القرن الثامن عشر، وجرت محاولات لإعادة البناء فيها واكتشاف كنوزها ثم إنقاذها، لكنها كلها باءت بالفشل.

وحسب البروفيسور أندرو وولاس ـ هارديل مدير المدرسة البريطانية الآثارية، فإن مشروعا يمتد على عشر سنوات على رقعة من ألارض تقدر مساحتها بحوالي ستة هيلوكترات ستبدا في الخريف المقبل للكشف عن الآثار الرومانية الدفينة، وقال "هنالك معالم كثيرة ستقودنا إلى كل اللغز في تلك المنطقة التاريخية المهمة".

ويقول البروفيسور هارديل أن أهم عقبة قد تواجه المشروع الاستكشافي المثير تاريخيا، تكمن في ما فعله الفاشستيون الطليان بزعامة موسولويني في الثلاثينيات قبل في الحرب العالمية الثانية الفائتة، حيث غيروا معالم المنطقة التاريخية، حيث أقاموا أبنية من الكونكريت التي يجعل الوصول إلى الهدف التاريخي صعب المنال "ولكننا عازمون على إكمال مهمتنا التاريخية في الكشف عن كنوز التاريخ الروماني الدفين".

يذكر، حسب معلومات "إيلاف" أن مشروع الكشف عن الكنوز الرومانية القديمة المدفونة سيتكلف ميزانية قدرها 54 مليون جنيه إسترليني للسنوات العشر المقبلة، وسيتكلف بدفعها "معهد باكارد للدراسات الإنسانية"، ويرئس هذا المعهد ديفيد وودلي باكارد وهو بروفيسور سابق متخصص وهاو بالدراسات الإنسانية التاريخية القديمة.

يشار إلى أن البلدة الرومانية التاريخية هيركولانيوم اختفت من على سطح الكرة الأرضية من بعد بركان فيزوف، حتى بدأ باحثون في متابعة التحري عن موقعها في العام 1738 بحثا عن كل التاريخ اللاتيني الذي يبدو أنه كان مدفونا هناك. يشار إلى أن هيركولانيوم كانت تعتبر منتجعا سياحيا رومانيا قرب نابولي، ولكنها دفنت بعد بركان فيزوف، حيث قال خبراء أن سمكا من الرماد يقدر بـ 75 قدما غطى تلك البلدة ومحاها من الوجود مع كل كنوزها ومدخراتها التاريخية.

وأخيرا، فإنه لا بد من التذكير أنه كان أعيد اكتشاف البلدة المنكوبة في ما بين عامي 1738 و 1745 بطلب من الملك تشارلز الثالث أحد أهم ملوك اسرة البوربون في أوروبا، وهو كان ملك نابولي وصقلية ىنذاك، حيث بدأت معالم العالم الجديد تتضح للنظام الدولي الجديد.ولكن مهمة إعادة الكشف عن البلدة التاريخية أخذت طريقها بطريقة عملية في العام 1927 ، وهي لا تزال مستمرة على الآن. وحتى الآن فإن ثلثي البلدة مساحة البلدة التي تقدر بـ 55 هكتارا لم تكتشف حتى الآن، وهذه مهمة الفريق البريطاني للسنوات العشر المقبلة لكشف كنوزها الدفينة.