ضباط كبار قد ينقلون الصواريخ لتفجير المسجد
الضفة الغربية: أكدت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية على أن الشرطة الإسرائيلية تمنع الأطفال المشاركين في لمخيمات الصيفية من ترديد التكبيرات داخل الحرم القدسي الشريف.
وأكدت المؤسسة في بيان لها خصت "ايلاف" بنسخة منه على ان سلسلة الاعتداءات والإجراءات التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية على مصلي ورواد المسجد الأقصى في محاولة منها لزرع الخوف والترهيب في قلوب المسلمين لإبعادهم عن المسجد الأقصى، لن تزيد مسلمي الداخل الفلسطيني وأهل القدس الشريف والقرى المجاورة الاّ تعلقا وحباً للمسجد الأقصى المبارك، وان كل هذه الإجراءات التعسفية التي تقوم بها مكشوفة ومعروفة الهدف.
كما طالبت مؤسسة الأقصى في نفس الوقت المؤسسة الإسرائيلية وشرطتها ان كانت حريصة -كما تدعي – على سلامة المسجد الأقصى ولكن لا تستطيع حمايته من المتطرفين اليهود، ان تخلي أفراد شرطتها من ا لمسجد الأقصى، وترك حماية المسجد الأقصى لأهله ولمديرية الحراسة التابعة للمسجد الأقصى من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية.
جاء ذلك في بيان عممته مؤسسة الأقصى اليوم الاربعاء 4/8/2004 تعقيبا على أحداث متسلسلة جرت خلال الأيام الأخيرة وعددت مؤسسة الأقصى في بيانها الاعتداءات والإجراءات البوليسية الإسرائيلية التي قامت بها مؤخرا.
هذا وقالت مؤسسة الأقصى إن أول وأبشع الاعتداءات التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية هو ما حصل يوم الاثنين 2/8/2004، حيث توفي الشاب محمد الشاويش ( 35 عاما ) إثر إصابته بنوبة قلبية حادة بعد أن اعتدى أفراد الشرطة الإسرائيلية وأفراد ما يسمى حرس الحدود على زميله ومواطن آخر داخل المسجد الأقصى المبارك ظهراً.
ونقلت مصادر مطلعة داخل المسجد الأقصى المبارك لمؤسسة الأقصى أن خمسة عشر عنصرا من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود هاجموا الشاب نسيم محاميد من مدينة أم الفحم والذي كان يقوم بأعمال تنظيف ودهان تطوعا بالقرب من باب المغاربة واعتدوا عليه بالضرب المبرح بالهراوات وأعقاب البنادق مما أدى إلى إصابته بجروح مختلفة اعتقل على أثرها.
وأضافت هذه المصادر أنه عندما حاول أحد سدنة المسجد الأقصى المبارك ويدعى فادي الرجبي التدخل لوقف الاعتداء على الشاب الفحماوي هاجمه أفراد الشرطة الإسرائيلية واعتقلوه، وعندما شاهد محمد الشاويش أفراد الشرطة يعتدون على الرجبي ومحاميد تأثر بشكل صعب بالمنظر وأصيب بنوبة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى المقاصد حيث أعلن عن وفاته.
وهرع العشرات من الفلسطينيين ومسئولي الأوقاف الإسلامية إلى باب المغاربة المطل على حائط البراق لوقف اعتداءات الشرطة الإسرائيلية، على إثره أفرجت الشرطة عن فادي الرجبي وأبقت نسيم محاميد رهن الاعتقال، واثر تدخل محامي مؤسسة الأقصى أفرجت عنه عصر يوم الاثنين على أن يمنع من الدخول إلى المسجد الأقصى لمدة 90 يوما.
منع التكبير
وقالت مؤسسة الأقصى أن ثاني الإجراءات التعسفية التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد إنها تمنع من مرشدي والأطفال المشاركين في المخيمات الصيفية الذي يفيدون يوميا الى المسجد الأقصى من ترديد التكبيرات داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك أو ترديد الشعارات " بالدم بالروح نفديك يا أقصى " او إلقاء النشيد أو الشعر المتعلق بالمسجد الأقصى المبارك، حيث تقوم الشرطة الإسرائيلية المنتشرة على أبواب المسجد الأقصى بالتنبيه على مرشدي المخيمات ان عليهم الامتناع عن التكبيرات وترديد الشعارات وتهددهم إن قاموا بذلك باعتقالهم ومنعهم من دخول الأقصى أو مصادرة جوازاتهم الشخصية.
وكانت مؤسسة الأقصى شاهدة خلال اليومين الأخيرين على أكثر من مشهد من هذا القبيل إذا توجه شرطيان إسرائيليان لأحد مجموعة من الطالبات الطفلات كانت تردد التكبيرات قريبا من المصلى المرواني، وطلبت من مرشدات المجموعة التوقف فورا عن التكبير والنشيد وترديد الشعارات، ولماّ أصرت الطالبات على التكبير هدد الشرطيان المرشدات بمصادرة الجوازت الشخصية عندها تدخل أحد المتواجدين في المكان قائلا للشرطي:" إذا كانت هناك أي ادعاءات فعليك أن تتوجه لدائرة الأوقاف ولا يصح لك أن تمنع احد من المسلمين من التكبير"، فرد الشرطي الإسرائيلي:" نحن الشرطة الإسرائيلية صاحبوا القرار في الحرم والأوقاف لا دخل لها " مما حدى بالطالبات فعلا أن تتوقف عن التكبير وترديد الشعارات إلا أنها بعد ما غادر الشرطة الإسرائيلية المكان عاودت التكبير وترديد الشعارات وإلقاء الشعر والنشيد الإسلامي.
اعاقات في دفن المسلمين
كما وذكرت مؤسسة الأقصى أن موظفين تابعين لسلطة البيئة والحدائق العامة الإسرائيلية حاولت يوم الاثنين منع دفن احد الأموات في مقبرة الرحمة المجاورة للمسجد الأقصى بحجة أن هذه الأرض تابعة لسلطة الحدائق العامة ولا يجوز قانونيا دفن الأموات فيها، وحصلت في المكان مشادات كلامية، وبعد تدخل من قبل جهات في مدينة القدس تم دفنه في المقبرة بعد تأخير استمر لأكثر من ساعة.
وفي نفس السياق فقد تقدم يوم الأحد المدعو " اريي كينغ" وهو رجل يهودي يسكن قريبا من المسجد الأقصى، باستئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية طلب فيه منع دفن أموات المسلمين وإجراء الجنازات في المقابر المحيطة للمسجد الأقصى المبارك، مدعياً أن هذا الدفن غير قانوني وان تجري في المكان أعمال توسيع للمقبرة الإسلامية القديمة.
تحركات للشرطة في الحرم
وذكرت مؤسسة الأقصى في بيانها أن من الاجراءات التي تقوم بها الشرطة الاسرائيلية أنها بدأت وأفراد ما يسمى بـ (حرس الحدود) في نشر قوات كبيرة من أفرادها داخل المسجد الأقصى المبارك وحوله؛ بحجّة حمايته من المتطرّفين اليهود الذين يهددون باقتحامه وتدميره، وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية إن هناك حركة ووجودًا لأفراد اليمين المتطرف في المدينة مما يقلق الشرطة، على حد وصف المصادر الإسرائيلية.
وفي محاولةٍ للتظاهر بحماية الأقصى، زعمت تلك المصادر أن الشرطة زادت من عناصرها في القدس لوقف عملية التصعيد والتهديدات المحتملة ضد المسجد، وكشفًا لهذا التواجد المشبوه، تحدثت مصادر الأوقاف الفلسطينية عن وجود شرطي إسرائيلي مشبوه، مشيرة إلى أن الشرطة الإسرائيلية لو تريد فعلاً منع هؤلاء المتطرفين لقامت بذلك من خارج أسوار المسجد الأقصى المبارك، ولكن لا يوجد نيّة لدى السلطات الإسرائيلية التي توفر الدعم والمساندة والحماية لأفراد اليمين المتطرف حماية المسجد الأقصى.
هذا وكثفت دائرة الأوقاف من حضور حراسها في محيط وداخل المسجد تحسبًا لأي طارئ، فيما دعت مؤسسة الأقصى مسلمي الداخل وأهل القدس الى تأدية جميع الصلوات الخمس في المسجد الأقصى المبارك.
الشرطة تفتقر للقدرة على حماية الاقصى
وأضافت مؤسسة الأقصى أن وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، تساحي هنغبي، واصل يوم الاحد، اطلاق تصريحات بخصوص امكانية شن مجموعات يهودية متطرفة اعتداءات ارهابية على الحرم القدسي. وقال هنغبي في ختام حفل استلام المفتش العام الجديد للشرطة الاسرائيلية، موشيه كرادي، مهام منصبه،يوم الاحد الماضي ان "الشرطة تفتقر الى القدرات التكنولوجية اللازمة لحراسة الحرم القدسي"!
واضاف هنغبي ان توفير هذه القدرات "يتطلب عشرات ملايين الشواقل التي تحتاجها الشرطة لتكون على قناعة بان الغلاف الدفاعي حول الحرم فعال".
وقال هنغبي انه توجه مرتين من خلال رسائل مكتوبة الى وزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وشرح له احتياجات الشرطة بهذا الخصوص. وأضاف ان "هناك محادثات لكن لا يوجد موافقة" على رصد ميزانية لهذا الغرض.
وفي سياق متصل، قال مصدر امني إسرائيلي، ان الجهاز الأمني سيناقش، هذا الاسبوع، امكانية منع شخصيات قيادية في اليمين الاسرائيلي المتطرف، من دخول الحرم القدسي وأماكن مقدسة أخر، على خلفية تحذيرات وزير الامن الداخلي، تساحي هنغبي، من نية اطراف في اليمين المتطرف تنفيذ عمليات ارهابية ضد الحرم القدسي بهدف احداث مواجهات عنيفة في المنطقة، تجنب رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة.
وقال المصدر ان ممثلي الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووزارة القضاء سيفحصون امكانية استصدار اوامر تقيد تحركات هذه الشخصيات في اعقاب دعواتها المتكررة الى تنفيذ عمليات في الحرم القدسي تقود الى تدمير المسجد الاقصى وقبة الصخرة، بزعم قيامهما على انقاض الهيكل الثاني.
وقال المصدر ان الجهاز الامني يتخوف من قيام مهووس من اليمين بتنفيذ عملية ارهابية بشكل منفرد وغير منظم، كما حدث في يوم21 آب اغسطس1969 عندما اقدم متطرف اسرائيلي على احراق المسجد الأقصى.
وبرأي المصدر يواجه الجهاز الامني صعوبة في حماية الحرم القدسي، تفوق صعوبة حماية رئيس الحكومة.
وعقبت مؤسسة الأقصى على هذا التصريح بقولها:" إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية وشرطتها حريصة على سلامة المسجد الأقصى – كما تدعي – وفي نفس الوقت عاجزة عن حمايته كما تعترف بلسانها فعليها ان تخلي جميع افراد شرطتها من المسجد الأقصى وأن تدع حماية المسجد الأقصى لأهله ولسدنته ولحراسه من مديرية الحراسة التابعة لدائرة الاوقاف الاسلامية.
ضباط قد ينقلون الصواريخ لتدمير المسجد
قال جهاز الـمخابرات الإسرائيلية، إنه يخشى أن ينقل ضباط متديّنون في الجيش، صواريخ من طراز "لاو" إلى جهات يهودية يمينية متطرفة، لتنفيذ مخططهم الهادف إلى نسف المسجد الأقصى.
وقالت مصادر أمنية، إن هناك مخاوف من أن يسعى جنود متدينون من تهريب صواريخ من طراز "لاو" من القواعد العسكرية الإسرائيلية، ومن ثم نقلها إلى جهات يهودية يمينية متطرفة، وتوجيهها نحو الـمسجد الأقصى وإطلاقها.
وتضيف قائلة: "إن هؤلاء الضباط يواصلون سعيهم لامتلاك هذا النوع من الصواريخ لاستكمال مهمة النقل"، وتضيف الـمصادر أن الهدف الأفضل لهذه الصواريخ ليس الـمسجد الأقصى، وإنما قبة الصخرة بسبب وضوحها، "فهذا الوضوح يسمح بتوجيه الصواريخ نحوها من جهات مختلفة".
وكان جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) كشف في بداية الثمانينيات، شبكة سرية ليهود متطرفين كانت تعد لاعتداء كبير ضد المسجد الاقصى لمنع ازالة المستوطنات اليهودية في شبه جزيرة سيناء.
التعليقات