جي دشموكمنشط العرب (العراق): بدا كل شيء هادئا على الضفة العراقية لشط العرب عندما صعد نحو عشرة من افراد القوة البحرية البريطانية ومن الدوريات البحرية العراقية على متن زوارقهم وانطلقوا مسرعين في مياه النهر، للقيام بمهامهم اليومية في اطار دوريات الرقابة المشتركة.
وبعد مرور نحو عشرين دقيقة، قامت الدورية البحرية وبسرعة بايقاف سفينة في وسط مياه النهر الداكنة.
وخلال ثوان، صعد افراد الدورية العراقية على متن السفينة، وقاموا مدعومين بافراد القوة البحرية البريطانية، بعملية تفتيش سريعة للسفينة وركابها.
وفور انتهاء مهمتهم، نزلوا من على سطح السفينة الى زوارقهم بحثا عن هدف آخر.
وتأتي عمليات التفتيش في اطار المهام اليومية للدوريات المشتركة البريطانية العراقية لحراسة المياه العراقية.
ويقول اللفتنانت كيث لويس، قائد الفرقة البريطانية "يقوم فريق مشترك كل مساء بدوريات بحرية ويجري عمليات تفتيش".
ويضيف "كنا في السابق نقوم نحن وحدنا بالمهمة، ولكن الان، يقود الجانب العراقي العملية فيما نقدم له نحن الدعم".
وقامت البحرية الملكية البريطانية بتدريب افراد الدوريات البحرية العراقية على القيام بدوريات في مياه العراق الجنوبية لتعزيز الوضع الامني، وذلك لتحويل مياه شط العرب الى مركز محوري للتجارة في منطقة الشرق الاوسط.
ويقول الملازم الاول حيدر حسن ان "ضمان امن مياهنا من وسائل تعزيز الحركة التجارية"، مضيفا "كنا في السابق نقوم بهذه الدوريات ، لكن البريطانيين دربونا لنصبح محترفين".
ويوضح حسن ان عمليات تهريب النفط والاشخاص كانت في مياه النهر، مضيفا انه تم توقيف عدد كبير من المتسللين من ايران في المنطقة.
في غضون ذلك، تتولى فرقة "كوينز رويال لانسرز" البريطانية القيام بهمة اخرى: جعل ميناء ام قصر العراقي الجنوبي الرئيسي بوابة استراتيجية لآسيا.
ويعمل ميناء ام قصر المطل على شط العرب حاليا بما يتراوح بين 40 و50 بالمائة من طاقته وذلك على الرغم من تضاعف الحركة التجارية خلال العام الماضي بنسبة تقارب 400 بالمائة.
ويتم تفريغ نحو 80 بالمائة من حمولة السفن التي تنقل الحبوب للعراق في ميناء ام قصر ليتم بعد ذلك نقلها الى نحاء العراق.
ويقول الكابتن هنري بورتن لوكالة فرانس برس "ان ام قصر يعد مركز دخول جيد الى سواق الكويت والاردن وسوريا. فموقعه يجعله بالغ الاهمية، وقد بدأت الصين بالنظر اليه على انه نقطة استراتيجية".
ويضيف بورتن "في الحقيقة، قد يصبح (الميناء) بالنسبة لآسيا مركز عبور جديد للبضائع" .
لكن العقبات الرئيسية امام تطوير الميناء، وبالتالي المنطقة، تتمثل في المخاوف الامنية والافتقار الى الحرفية في ادارة الميناء.
ويقول برتون "من المهم ان تكون الاجراءات الامنية المتخذه للسفن المحملة بالبضائع والمغادرة من ميناء ام قصر اجراءات محكمة، والا فان الشركات الدولية ستتردد في تحميل سفنها هنا مع الاخذ بعين الاعتبار العمليات الكبيرة العدد لخطف سائقي الشاحنات على الطريق".
ومنذ نيسان/ابريل الماضي، اختطف عشرات من سائقي الشاحنات في العراق، مما ارغم العديد من الشركات الاجنبية التي تنقل بضائع للقوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق.
كذلك يعتقد البريطانيون ان من شأن النقل السريع لملكية الميناء للقطاع الخاص سيجعل المهمة ابسط.
ويقول برتون ان "بعض الشركات الدولية كشركة +موانىء دبي+، وشركة +ميرسك+ اظهرت رغبة في ادارة الميناء. ونأمل ان يحدث شيئ قريبا، وهذا سيزيد من الحركة التجارية مستقبلا".