سالمة الموشي من الرياض: يلتحق العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار والثقافات والمستويات العلمية ببرامج تنمية الذات وتسمى هذه المهارات في علم النفس بمهارات توكيد الذات والتي هدفها تعزيز الإحساس بقيمة الإنسان الذاتية ؛ وهي مهمة إنسان كي يحيا واثق بنفسه مؤكداً لذاته في محيطه، وقد لقيت هذه الأنواع من البرامج إقبالا كبيرا من المجتمع بالرغم من حداثتها في المجتمعات الخليجية والمحلية.
مثال على هذه البرامج، البرمجة العصبية، القبعات السبع، هندسة النجاح،الريكي....الخ هي برامج تطويرية لاقت إقبالا كبيرا من إنسان الشارع، وأصبح مألوفا وجود مراكز تنمية وتطوير الذات في كل مدينة من المملكة المترامية الأطراف، ففي السنوات الأخيرة لم يكن التغيير حصرا على اقتحام الفضاء لمنازل البسطاء والأغنياء على حد سواء بحيث أصبح هناك أطباق لاقطه لفضائيات العالم، نجدها في كل مكان في القرى، في الحارات الصغيرة والضيقة، على الطرق السريعة في الضواحي النائية. في الشارع الخليجي هناك تغيرات متسارعة تقدم كخدمات مدفوعة الثمن لكل الراغبين في المعرفة والبحث عن المتعلم المختلف هكذا يمكن ان تكون هذه إطلالة سريعة على الإقبال الكبير الذي تحظى به برامج تطوير الذات رغم ارتفاع أسعارها والمبالغة فيها، الأمر الذي شجع عليه انعدام هذا النوع من المهارات التدريبية والتعليمية في المؤسسات والمدارس الحكومية.


ثقافة جديدة لإنسان جديد
**ايمن الجودي مدرب ريكي يقول:( ثقافة تطوير الذات والتعامل مع الجسد هي ثقافة جديدة لإنسان جديد وهي ليست ابتكارا فقد كان الإنسان يعرف هذه المهارات عبر السنين ولكنه لم يطورها او يتعاطاها كما يجب، ومع تسارع وتيرة الحياة والإقبال على الحياة المادية وجد الإنسان انه بحاجة إلى وقفة مع الذات التي توارت معاملها وقدراتها في خضم اليومي والروتين والتقليدي، فنجد الشباب والشابات ومن كل الأعمار يقبلون على تعلم كل ما يغير من شخصياتهم ويساعد في تصالحهم مع أجسادهم والتعرف على مكامن الطاقة المغيبة لدي الإنسان وهو ما حث عليه القرآن الكريم في قوله تعالي، "وفي أنفسكم أفلا تتفكرون" وهي دعوة ربانية ليتفكر الإنسان ويبحث في نفسه عن ما أعطاه الله من العقل والبصيرة والتعاطي مع الجسد باعتباره نعمة الله التي انعم بها على الإنسان.


***احمد العجمي تربوي يقول : تشير دراسة مستقبلية بهذا الخصوص إلى أن القرن الحادي والعشرين يتميز بصناعات المقدرة العقلية، وقد وصفت بأنها تشمل دراسات البرمجة والإلكترونيات، وعلوم الحاسب، وعلوم الطيران، وكما يلاحظ فإن جميع الحقول السابقة تعتمد على العقل البشري كمادة خام رئيسة منفذة ومطورة لهذه الصناعات وإذا كانت رسالة التربية في أن نعد أبناؤنا لزمن غير زماننا؛ فإن الواجب التربوي يفرض علينا مربين، وإداريين أن نوجه اهتمامنا نحو تنمية مهارات التفكير عموما لدى الناشئة، وخاصة العمليات العقلية العليا منها. و في دراسة مستقبلية قدمت في ندوة استشراف العمل التربوي في دول الخليج، بعنوان الاتجاهات المجتمعية العامة ذات الصلة بالتربية والتعليم؛ أشارت بأن "التربية الحقيقية هي التي تغوص في أعماق الإنسان لتكشف طاقاته فتغذيها وتنميها إلى أقصى حدود الإنماء، آفاقها تتعدى العلاقة بين المعلم والطالب، وحدودها تتخطى الروابط بين الآباء والأبناء، إنها تمثل المواطنة بكل ما في هذه الكلمة من معان.


** د.زاهـر زكــار كاتب وباحث أكاديمي لقد بدأت مجتمعات العالم الثالث تتفطن في السنوات الأخيرة الى أهمية العقول المبتكرة في بناء الحضارة،وتقليص الهوة التي تفصلها عن المجتمعات المتطورة،فخصصت لذلك الأموال الطائلة،وبدأت تغير أنظمتها التربوية وتوجيهها وجهة تتوافق مع أهدافها ومطامحها لتحقيق الغايات المنشودة،إيمانا منها بأهمية عنصر التجديد في الحضارة،وهو ما يعني الإيمان بأهمية التربية في بناء وتجديد الحضارة، حيث ان عنصر التجديد هو من أهم مقوماتها.

والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها،ان الحضارة اذا فقدت عنصر التجديد لسبب ما،فإنها تصبح مهددة بالركود،ثم الانحطاط..وإذا كان للإصلاح عـدة أغراض،فان من أهمها،شحذ عبقرية الأمة ودفعها الى الإبداع والتجديد انطلاقا من خدمة التراث الأصيل.فالاكتشاف لمجاهل الكون،هو إثراء للمعرفة وللمنظومة التربوية بحكم موقعها كالعمود الفقري في كيان الأمة الحضاري الشامل والمتكامل،والتي تحتاج الى الإصلاح لتساهم بدورها في عملية التغيير المنشود.

خطوات إلى الذات...
** الشاب حسن عوفي التحق بدورات في الريكي يقول: قبل سنوات قصيرة لم يكن لدي ادنى فكرة عن هذه العلوم التي تهتم بتطوير الذات وتنام الجسد والان في مدينة جدة العديد من هذه المراكز هناك مركز تعلم الريكي الذي التحقت به وغير كثيرا من عاداتي استطيع ان اقول انه اكتشاف للوجه الآخر للحياة والجسد والذهن يعمل الريكي حسب تعلمي له على تحقيق الانسجام بين النفس والعقل والجسد الأمر الذي يحق التوازن الداخلي والخارجي للانسان مما يساعد على تفجير الطاقات الكامنة لدي فيصبح الفرد سعيداً منتجاً نافعاً لنفسه ومجتمعه، ومن الملاحظ على ممارس فنون الطاقة سرعة الفهم والبديهة وتحسن الذاكرة واكتشاف القدرات الفطرية الكامنة، وظهور الحاسة السادسة مع تطور واضح لبقية الحواس الخمس ومن فوائد تعلم الريكي التخلص من المشاعر السلبية التي تؤثر على الصحة و التحكم في المشاعر في الظروف المختلفة.
** احمد طالب جامعي يحدثنا عن تجربته في الالتحاق بأحد مراكز تعليم مهارات فن الاتصال والبرمجة اللغوية العصبية يقول : عندما حدثني احد الأصدقاء عن البرمجة العصبية وتعلمها لم اعطي الامر اهتماما كبيرا، كما أني لم افهم ما نوع هذا البرنامج الا انه ومع اصراره تقدمت إلى مركز تعليمي وأدهشني كما ان هذا العلم نافع لي وله علاقة وثيقة بحياتنا اليومية وتعاملاتنا وتطوير ذواتنا على نحو متميز وفريد وعلى الرغم من المرتفعة لهذه البرامج الا ان هناك اقبالا عليها من مختلف الفئات والأعمار والمهن
إن منهج البرمجة النفسية اللغوية يركز على التطبيق أكثر من المعرفة وقد وجد كثير من دارسيه فائدته الملموسة بمجرد تطبيقه على الحياة اليومية والخبرات العملية فقد لمس الكثيرون التغيرات الأساسية التي حدثت لهم وشعروا بها من خلال المتعاملين معهم ومن خلال الظروف المتغيرة التي أحاطتهم يقدم أحدث ما وصل إليه العلم من مهارات في مجال علوم الاتصال والتواصل وأفضل الطرق العملية لتغيير طريقتك في التفكير والسلوك. لقد استفاد الملايين من مبادئه البسيطة وتطبيقاته حيث وصلوا إلى درجات أعلى من الثقة بالنفس وتمكنوا من تحقيق العديد من النجاحات في كل مناحي الحياة. كما يساعدك هذا المنهج في تعليمك كيفية السيطرة على حالتك الذهنية وكيف توظف قيمك ومعتقداتك لتحقيق النتائج التي تبتغيها.
استطاع علم البرمجة اللغوية العصبية، خلال رحلته القصيرة، اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي توجه تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية. وهذه الكلمات الثلاث : الفكر والشعور والسلوك مقصودة بذاتها. وهي تمثل أضلاع المثلث الذي تعمل عليه تقنيات البرمجة اللغوية العصبية. فما يدور في عقولنا من أفكار يتولد عنها مجموعة متنوعة من المشاعر وهذه المشاعر بدورها قد تقود إلى تنفيذ سلوك محدد أو الإحجام عنه.

*** د.عبد الكريم بكار يتحدث عن تنمية الشخصية العقل البشري حينما نزوده بمعارف خاطئة، بخبرات خاطئة أو مشوهة أو ناقصة فإنه في النهاية سوف يعطينا مخرجات مشوهة وسوف نحصل منه على نتائج مشوهة...الآن المعرفة في العالم كله تتقدم وتتسع وتتناسخ متوقع أنه مابين عشر إلى خمسة عشر سنة يتم تجديد أكثر من 30 أو 40 % من المعارف الموجودة الآن يدخل عليها تجديدات وتعديلات هذا العقل البشري لا يستطيع أن يعمل من غير معرفة، المعرفة هي الأداة التي يشتغل عليها ما لدينا من أفكار ما لدينا من مفاهيم ما لدينا من معلومات ما لدينا من صور ذهنية هذه كلها تغذي العقل وبناء عليها يشتغل العقل.