باريس جون بويل: قال خبيران يقيمان في فرنسا إن العراق أصبح مرتعا لتجنيد أفراد في صفوف القاعدة التي تدرب عملاء من بينهم غربيون وترسلهم إلى أوطانهم الام لاقامة شبكات أو خلايا كامنة.

قالا إن ظهور "المقاتلين ذوي العيون الزرقاء" من مظاهر رد فعل القاعدة تجاه الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الارهاب. ومن بين المظاهر أيضا تحولها إلى منظمة لا مركزية مما جعلها تمتلك قدرات أكبر.

وورد هذا التحليل في كتاب رولان جاكار وهو محلل فرنسي بارز عمل في لجنة تابعة للامم المتحدة لمكافحة الارهاب والصحفي الجزائري عثمان تازغارت المقيم في باريس في كتاب جديد صدر في 500 صفحة بعنوان "ابن لادن.. الدمار المقرر للغرب".

ويقول الكتاب إن القاعدة الآن أصبحت قادرة على ضرب الغرب وحلفائه بأسلحة كيماوية وبيولوجية واشعاعية أو ما يسمى بالقنابل "القذرة" مما قد يحدث دمارا هائلا بين البشر والاقتصاد العالمي.

وقال تازغارت للصحفيين خلال استعراض للكتاب يوم الاربعاء "أصبحت بوتقة العراق أرضا للتجنيد... ليس كل من يصل يسمح له بالقتال في العراق ولكن يتم تدريب البعض لمدة 45 يوما أو ثلاثة أشهر ثم يطلب منهم العودة إلى بلادهم واقامة شبكات للامدادات أو الشؤون المالية أو خلايا كامنة."

وأضاف الصحفي وهو متخصص في شؤون الجماعات الاصولية "هناك معلومات واضحة للغاية بهذا الشأن."

ولم يؤد اخراج القاعدة من أفغانستان خلال الحملة التي شنتها الولايات المتحدة ردا على هجمات 11 سبتمبر أيلول إلى اضعاف التنظيم بل أجبره على التحول إلى جماعة لا مركزية يصعب على أجهزة الامن اقتفاء اثارها.

ويعتقد الخبراء أن أبو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة والذي تريد القوات الامريكية اعتقاله لشنه هجمات في العراق لديه ما بين 100 و150 من الأعوان في أوروبا. وقال جاكار وتازغارت ان الشرطة الغربية تعلم عن وجود نحو 70 من عملاء القاعدة في المنطقة وتقدر أن مثلي هذا العدد قد يكون موجودا دون توفر معلومات عنه.

وأضاف أن الافتقار إلى التنسيق بين أجهزة المخابرات يعوق جهودها في القضاء على القاعدة ولهذا السبب نفد التنظيم من الحملة التي شنتها أجهزة الامن بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وذكر جاكار وهو رئيس المرصد الدولي للارهاب أن المساعدين الرئيسيين لزعيم القاعدة أسامة بن لادن غادروا أفغانستان في الوقت الملائم توقعا منهم للانتقام الأمريكي بعد هجمات سبتمبر وأصبحوا الآن يقودون وحدات في نحو 60 دولة.

ومضى يقول "اليوم كل الدول قد تكون ضحايا للارهاب لأنه من اللحظة التي حولت فيها القاعدة نفسها إلى عدد كبير من الشبكات فان كلا منها يقرر هدفه الخاص في أي وقت كان استنادا إلى طبيعة هيكله."

وأضاف جاكار "الهجوم التالي قد يكون من انتحاريين يحقنون أنفسهم بفيروس. وسوف يجعل ذلك أجهزة الكشف عن الاجسام المعدنية في المطارات لا تطلق انذارا."

وأوروبا ليست في منأى عن الهجوم حتى فرنسا بالرغم من معارضتها الشديدة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق. ويعتبر اسلاميون متشددون فرنسا هدفا بسبب دعم باريس لحكومات شمال افريقيا التي تحارب الجماعات المتشددة.

وفي كتابهما يقول جاكار وتازغارت ان جرائم الاحتيال باستخدام بطاقات الائتمان والاتجار في الذهب والالماس وغيره من الاحجار الكريمة وحتى الطيور النادرة من الوسائل المستخدمة في تمويل جماعات القاعدة.

ويقولان إنه يمكن بيع طيور استوائية نادرة مثل الببغاوات مقابل 40 ألف دولار وهو المبلغ الذي تقدر السلطات انه كان تكلفة هجمات 11 مارس اذار في مدريد على قطار للركاب.

وقال تازغارت إنه في نوفمبر تشرين الثاني عينت القاعدة متشددا شارك في الهجوم على المدمرة الامريكية كول عام 2000 الذي أسفر عن مقتل 17 بحارا أمريكيا والهجوم على الناقلة الفرنسية ليمبورج عام 2002 قبالة اليمن رئيسا جديدا للعمليات البحرية في المملكة العربية السعودية.

وأردف تازغارت قائلا "هناك مخاوف كثيرة من احتمال وجود أهداف بحرية في منطقة الخليج."

وذكر جاكار أن القاعدة تريد ضرب أهداف في مجال النفط والشحن والسياحة والاقتصاد في دول اسيوية ودول الخليج العربية التي تعتبر حليفة للغرب "الكافر".

رويترز