ريما زهار من بيروت: لا تزال مزارع شبعا في لبنان تثير جدلاً حول لبنانيتها ورغم اعتراف الكثيرين بالامر منهم المسؤول في حزب الله نبيل قاووق الا انها لا تزال تشكل كبش المحرقة و قضية سجالية يتداخل فيها السياسي بالقانوني، والداخلي بالخارجي، حتى كادت تختصر قضية ارتباط لبنان بأزمة المنطقة.
وعندما انسحبت القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بعد احتلاله 22 عاماً، استمرت المواجهات في منطقة واحدة، هي مزارع شبعا التي احتلتها اسرائيل على دفعات بدءاً من عام 1967، وتعتبرها الدولة العبرية منطقة سورية، في حين يؤكد كل من لبنان وسورية انها لبنانية. وبينما يتفق معظم اللبنانيين على لبنانية هذه المزارع التي تشكل موقعا استراتيجيا يمتد على 200 كيلومتر مربع، وعلى ضرورة انسحاب اسرائيل منها تطبيقا للقرار 425، تختلف الآراء حول طريقة التعاطي مع الموضوع. فالبعض، وعلى رأسه الدولة، يقول ان لبنان وسورية ارسلا الى الامم المتحدة كل الاثباتات التي في حوزتهما، وتاليا "قام كل منهما بواجبه"، معتبراً ان ثمة سوء نية من الامم المتحدة والمجتمع الدولي في هذا الاطار.


حرب
النائب بطرس حرب كان أول المطالبين رسمياً بمعالجة قضية مزارع شبعا قانوناً مع سورية ، ووجه سؤالاً عن الموضوع الى الحكومة وجاء في السؤال الذي عدّد سلسلة مستندات تثبت لبنانية مزارع شبعا: "لماذا لا تطلب الحكومة اللبنانية من الحكومة السورية عقد اجتماع يصار خلاله الى ترجمة محتوى كتاب الحكومة السورية الى الامم المتحدة الذي تعترف فيه بلبنانية مزارع شبعا، الى عمل قانوني له مفاعيله على الصعيد الدولي من خلال وضع محضر رسمي يعيد تكريس الحدود الفاصلة بين لبنان وسورية نهائياً، ويتضمن مزارع شبعا ويسقط كل الذرائع التي تقدمها اسرائيل تبريراً لإستمرار احتلالها لقسم من الاراضي اللبنانية (...)؟". واضاف: "ما الحكمة من عدم تحرك الدبلوماسية اللبنانية لتحرير مزارع شبعا واستكمال عملية تحرير كل الاراضي اللبنانية، والاكتفاء بإعلان الموقف المبدئي بوجوب انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا، وهو ما يسمح لإسرائيل ان تكسب الرأي العام الدولي والامم المتحدة الى جانبها في مواجهة لبنان؟"


جواب الحكومة
ومما جاء في جواب الحكومة: "ان الحكومة اللبنانية ما كانت لتحجم عن اتخاذ اي تدبير من شأنه تكريس حق لبنان في مزارع شبعا، وتوثيق هذا التكريس على الصعيد الدولي، الا ان الاحتلال الاسرائيلي لهذه المزارع يحول دون تمكين الجانبين اللبناني والسوري من الدخول الى المزارع المذكورة لترسيم حدودها، على الطبيعة اولاً، ومن ثم تكريس هذا الترسيم بموجب خرائط يوافق عليها الطرفان، (...) اشارة الى ان اي ترسيم لحدود هذه المزارع على الورق سيترتب عليه محاذير مشابهة لتلك التي نتجت من رسم الخط الازرق في المناطق التي لم يجرِ الكشف عليها على الطبيعة من قبل خبراء الامم المتحدة والجيش اللبناني، والتي لا يزال لبنان يتحفظ عليها في ثلاث نقاط".


أهمية المزارع
علما ان مزارع شبعا تشكل لأبناء البلدة مصدر الرزق الأساسي ومجال العمل بمختلف أشكاله ولا يمكن لأبناء شبعا ان ينفصلوا عن هذه المزارع واهم انتاجها : الحبوب الحليب الالبان الاجبان الحطب والعسل والدجاج والمواشي والأعلاف والزيتون والخضار والفواكه.
أما اسماء المزارع فهي: برختا ، رمثا، بيت البراق، حرف الغبره، زبدين، القرن، فشكول، رويسة القرن، مغر الشبعانة، مراح الملول، المشهد، الربعة، كفر دور، بسطرا، قفوة خلة، غزالة، ضهر البيدر.
أما المناطق والحقول التابعة لمزارع شبعا فهي: كرم الزيتزنة، منطقة الروس، مرج أبو عبدالله، الفوار، النقار، ظهر المصيص، الشحل، مقاصر الدود، جورة العقارب، رأس القاطع، وقمة ملحاثا...

[email protected]