علي مطر من اسلام اباد: لا يكاد الزائر للهند ينتقل من نهاية شارع الى بداية اخر الا ويفاجئه معبد لهذا الاله او ذاك بعد ان يكون قد دخل الى سراديب

معبد هندوسي يحترق
معابد اخرى كثيرة في الشارع الاول. وكلها بنايات قديمة لا يقل عمر احدثها عن مئات السنين ولكنها مشادة بطريقة جميلة وبمعمار يشهد للاقدمين من الهنود بالتفنن في بناءها ومعمارها لما لهم من ولع بقضايا الروح والخلق والعبادة ومحاولة اقتناص أي مظهر من مظاهر القوة والنجاح من هذه الاله التي لا تعد ولا تحصى في بلد السكان الذين يزيدون عن البليون ونيف.

وللديانة الهندوسية احتفالاتها الخاصة بها والتي غالبا ما يكون فيها زيارات لمعبد هنا او معبد هناك وفيها كذلك الإتيان بطقوس قديمة يحملها الهندوس جيلا بعد جيل ولا تزال تنتقل بينهم بدون ان يحدث فيها أي نوع من التقصير او التعديل رغم الاختلافات الطبقية بين اتباع هذه الديانة الاكثر شيوعا في اطراف الهند الكبيرة.

ويقع المعبد موضوع هذا الحدث في منطقة ساتارا الى الجنوب من مدينة مومبي الساحلية؛ حيث يخشى ان ما يزيد عن 300 زائر للمعبد قد لاقوا حتفهم في حين اصيب 200 اخرين بجروح. وافاد قائد الشرطة في المنطقة بان معظم القتلى والمصابين هم من النساء والاطفال الذين حُشروا في المعبد الذي يقع على سفح احد التلال في المنطقة. وتم تحميل المصابين في اربع حافلات ونقلهم للمستشفيات المحلية في محافظة ساتارا.ويخشى رجال الامن من ان عدد القتلى قد يرتفع بسبب خطورة الاصابات بين الجرحى من اثار الحريق الذي اندلع وسط المعبد وسقوط جزء من المعبد الذي يسمى مندارديفي كالوباي وهو مقام على تلة مندارديفي في سلسلة مرتفعات مهاديف التي تبعد حوالي 9 كيلومترات عن محافظة ساتارا.

ومما يعزز المخاوف من ان عدد القتلى مؤهل للارتفاع ان ما يزيد عن 300000 زائر قد شاركوا في اداء الطقوس الدينية بالمعبد بمناسبة احتفالات سنوية يطلق عليها مسمى شاكامباري بورنيما.

انفجار عبوات الغاز

ومما زاد من تفاقم المشكلة ان النيران قد اندلعت اثر انفجار عبوات غاز كانت مخزنة باحد محال بيع الحلوى بطريقة غير قانونية وهي المحلات التي اقيم منها محلان على جانبي المعبد احتفاء بهذه المناسبة الدينية. ولم يعرف بعد ما اذا كان هناك المزيد من الاصابات بسبب النيران التي جاءت على ما يزيد عن خمسين دكانا ومحلا. والرسميون الهنود لم يفصحوا عن العدد الحقيقى للقتلى من جراء الانهيار في المعبد والنيران التي اندلعت على اثره ومن غير المحتمل ان تتم الاشارة الى العدد الحقيقى للقتلى الا بعد ان يقوم رئيس وزراء المنطقة الاقليمية بزارة مكان الحادث.

ثمرات جوز الهند
ومن الطقوس المتبعة في هذا الحفل ان يتم كسر اعداد كبيرة من ثمار جوز الهند في محاولة من الهندوس للحصول على الرضى من الاله كالوباي وهو الامر الذي نجم عنه تجمع بركة هائلة من مياه ثمرة جوز الهند في وسط المعبد.
الا ان تماسا كهربائيا قد وقع في هذه الاثناء ووصل التيار الكهربائي الى بركة مياه جوز الهند. فاصيب العابدون في المعبد بالذعر بعد ان بدأت الصعقات الكهربائية تصيبهم الواحد تلو الاخر. واخذوا يتدافعون الى خارج المعبد. وخلال التدافع اضطرت النساء والاطفال للتجمع في احد الامكنة الضيقة مما جعل هذا الجزء من المعبد ينهار ونجم عن ذلك ان الاصابات كانت اكثر بين النساء والاطفال.


بوابة مكتظة
ولم تسنى للعباد الخروج من بوابة المعبد بسهولة لأنها كانت مكتظة باعداد كبيرة من الزوار الواقفين خارج المعبد وينتظرون فرصتهم لدخوله والذين تقدر اعدادهم بالالاف وكانوا يتوافدون بكثرة باتجاهه لدرجة ان الفرق الطبية ورجال الشرطة الذين توافدوا الى المكان لم يكونوا قادرين على الوصول الى المعبد بسبب الزوار الذين ملئوا الطرقات المؤدية له. ولم تتمكن بعض الفرق الطبية من الوصول الى بوابة المعبد الا في وقت متأخر بعد وقوع الحادثة.
ويفيد بعض المطلعون على هذا الحفل الديني ان المناسبة قد جذبت زوارا اكثر في هذا العام عن الاعوام السابقة بسبب ارتياح العباد من الامطار الموسمية الجيدة.


ذبح الخراف والانزلاق
ويلاحظ في هذا الحفل ان الزوار يقومون بذبح عدد كبير من الاغنام ويحضرون معهم فرقة من الجزارين والطباخين والتي اقامت لها خيمة فوق التلة حيث انه من المفترض ان يقوم الزائر بذبح غنمته والاكل منها خارج المعبد. ويشار بهذا الصدد الى ان الطرق المؤدية للمعبد لا توجد بها اضاءة قوية وتظل قابعة في الظلام طوال الوقت. ومما زاد الطين بلة ان مكان ذبح الاغنام موجود الى جوار المعبد حيث أدى سيل الدماء المنبعث منها الى جعل الارض زلقة وهو ما زاد في عدد الضحايا.
[email protected]