إيرانيات يتزوجن شباباً بأعمار أبنائهن

خسرو علي أكبر: زواج النساء الايرانيات من شبان أصغر عمرا منهن، صار ظاهرة واضحة وواسعة الانتشار في المجتمع الايراني، أكدتها الارقام التي نشرها مركز الاحصاء الايراني مؤخرا، والتي تشير الى ان فارق العمر يتراوح بين سنة وخمس سنوات في أكثر الحالات، مع وجود 1043 زيجة كانت فيها النساء أكبر سنا من ازواجهن بفارق يتراوح بين عشرة وعشرين عاما.
وخلال الأشهر الثلاثة الاولى من السنة الحالية، سجل مركز الاحصاء زواج 132 شابا من نساء يكبرونهم بالعمر أكثر من عشرين عاما.


وتعتبر هذه الظاهرة غريبة في المجتمع الايراني، فمن المعروف أن العامل الاقتصادي كان عامل استغلال لزواج الرجال من فتيات أصغر عمرا منهن بفارق يتعدى العشرين عاما، ويرى حسين. ت.ز وهو متخصص في الشؤون الاجتماعية في بلدية طهران أن هذه الظاهرة غير المألوفة تضع حدا للزواج التقليدي الذي يحث عليه التيار الديني :quot;اطلعت عن قرب على المشاكل الاجتماعية المرتبطة بالزواج مع فارق العمر، من المؤسف ان البعض يتذرع بالتاريخ الاسلامي لتبرير زواج الرجل المسن من فتاة صغيرة، ولكن دائما يتم غض النظر وتجاهل زواج النبي محمد من السيدة خديجة علما انه كانت تكبره بالعمر، الشبان الذين وافقوا على الزواج من نساء أكبر عمرا منهم يتمتعون بشخصية قوية تستطيع مواجهة العرف الاجتماعي وكذلك اقناع والديهم وكسب موافقتهم.

فرزاد مواطن ايراني من مدينة كاشان يعتقد ان السبب يعود إلى الوضع الاقتصادي والجانب الجنسيquot;حينما يتعرف شاب الى امراة مطلقة أو أرملة ذات وضع اقتصادي جيد فمن البديهي ان تغريه فكرة الزواج منها، هناك ايضا نساء ثريات لا يحصلن على المتعة الجنسية من شريك حياتهن، وبعد حصولهن على الطلاق يحاولن العثور على الشاب المناسب للزواج منه، شاب أصغر عمرا وأكثر عنفوانا وقدرة جنسية، شخصيا مستعد لهذا النوع من الزواج، ان كان هناك تفاهم ومحبة بين الطرفين quot;.


ناهيد.ج من مدينة اصفهات تعرفت الى شاب يصغرها في العمر أربعة أعوام، وبذلت جهودا كثيرة لإقناع والديها بفكرة الزواج من علي.ي quot; لقد وافق والدي على زواجي من ي، لكن والدتي مازالت ترفض الأمر، فهي تعتقد أن الرجل الأصغر عمرا لن يبقى وفيا لزوجته في السنوات القادمة خصوصا وانها سوف تدخل مرحلة الشيخوخة قبله بكثير، تحدثت الى صديقة لي تزوجت من شاب أصغر منها 7 أعوام، لم تخف هي الأخرى قلقها من المستقبل ومن مدى وفاء زوجها لها، لكنها قالت مازحة quot;سوف تكون اياما مثيرة، اذ علي ان أكون نبهة باستمرار وان أرصد علاقاته، الرجل الأصغر عمرا هو مثل الطفل الذي لايجيد الكذب، خيانته مفضوحة quot;
حسام طالب جامعي من طهران يرى ان هذه الظاهرة تدل على ارتفاع مستوى وعي المرأة الايرانية فهي لم تعد تلك الطفلة الصغيرة التي تتزوج رجلا هو بمثابة سيدها وولي أمرها وانما تختار الرجل المناسب كي يكون شريك حياتها. لقد تجاوزت المرأة قيد العمر وصارت تفكر بعمق بالرجل الذي يحقق لها السعادة.


من جهة أخرى يؤيد محمد حسنعلي بارع الزواج من امراة تكبره في العمر quot;لن أفوت الفرصة في الزواج من امراة أكون مقتنعا بانها سوف تسعدني وأسعدها في الحياة الزوجية حتى وان كان فارق العمر بيننا كبيرا، أفضل الزواج من امرأة واعية أتعلم منها أشياء كثيرة على الزواج من فتاة صغيرة لاتجارب لها في الحياة، عمري 27 عاما، سوف يسعدني أن أتزوج من امرأة في الثلاثين من العمر، سوف يكون باستطاعتي محاورتها في اشياء كثيرة، ولا ارغب في الزواج من فتاة في العشرين من العمر اذ ان ذلك يكلفني وقتا وجهدا لتعليمها اشياء كثيرة.


فريبا من المانيا 35 عاما، تشير الى سبب آخر لهذه الظاهرة quot; اقيم منذ سنوات في المانيا، حينما سافرت الى ايران لاختيار الزوج المناسب، كان من الصعب علي أن أجد من يناسبني بالعمر، اذ ان نسبة كبيرة من الشبان من أبناء جيلي قد استشهدوا في الحرب التي فرضها علينا نظام الديكتاتور المجرم صدام حسين، علينا ان ننظر للظواهر الاجتماعية بعمق وأن نتفهم الظروف التي تدفع المراة الايرانية للزواج ممن هو أصغر سنا منها.


ومهما كانت الاسباب فمن المؤكد ان ظاهرة الزواج مع فارق العمر، تعتبر خطوة كبيرة في تحدي الزواج التقليدي في المجتمع الايراني، على الرغم من دعم المؤسسة الدينية للزواج التقليدي ومحاولة ترسيخه في بيئة اجتماعية تشهد صراع التقليد والحداثة منذ ثورة الدستور المشروطة عام 1906.