النصب والتماثيل رصيد وطني وثروة يفاخر بها لبنان

علي الناصر من بيروت:تعد النصب والتماثيل المنتشرة في الشوارع والساحات العامة في مختلف المناطق اللبنانية رصيدا وطنيا وثروة يفاخر بها لبنان كونها تجسد الصور المعبرة عن الابطال والمناضلين والمبدعين الذين تركوا بصمات في سجل التاريخ.

وينتشر في مختلف المناطق اللبنانية اكثر من 500 نصب تذكاري يجمع بينها قاسم مشترك هو تكريم اصحابها لان اعمالهم تخطت ذواتهم وعائلاتهم وتحولت حياتهم الى منجزات ومثال يحتذى به.
واكدت استاذة العلوم السياسية في جامعة بيروت العربية الدكتورة سناء حمودي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اهمية النصب التذكارية كونها quot;وسيلة تذكير تنتقل سيرتها وقصصها من جيل الى جيل لانها الصورة الدائمة امام العيون التي تذكر الناس بالتاريخquot;.

وقالت حمودي ان الشخصيات التي اقيمت الانصاب تخليدا لذكراها تعد quot;قدوة في الوطنية والعلم والتفاني في سبيل الخدمة العامة وتقديم المصلحة العليا على مصالحها الشخصية quot;.
وتتكون النصب في لبنان من اربعة انواع الاول عبارة عن بناء تاريخي كقلعة (راشيا) التي ترمز الى المكان الذي اعتقل فيه ابطال الاستقلال عام 1943 وتخليدا لهذاالمكان قامت الدولة برفع لوحة رخامية عند مدخل القلعة ارخت فيها تاريخ اعتقال الابطال.

والنوع الثاني عبارة عن تمثال كامل منها تمثال (رياض الصلح) في بيروت والامير (فخر الدين الثاني) عند مدخل وزارة الدفاع في اليرزة وتمثال (فؤاد ارسلان) على طريق الشويفات وتمثال الشاعر (خليل مطران) عند مدخل بعلبك الجنوبي وتمثال (بيار الجميل) في بكفيا.

اما النوع الثالث فهي تماثيل نصفية من ابرزها الاديب (جبران خليل جبران) في بشري والزعيم الدرزي (كمال جنبلاط) في رأس المتن والشاعر (احمد شوقي) في البردوني بزحلة وغيرها من نصب موزعة في عدد من الشوارع والمناطق في حين تشكل المجسمات والاشكال والمآثر الفنية النوع الرابع كاللوحات الرخامية في الثكن العسكرية التي تحمل شهداء الجيش اللبناني ونصب الجندي المجهول في منطقة المتحف الذي ازيح الستار عنه عام 1949.

ولم تسلم بعض النصب والتماثيل من تعرضها للدمار خلال الحرب الاهلية (1975-1990) رغم المعاني الوطنية التي تجسدها لاسيما تمثال الشهداء بوسط بيروت الذي اقيم في عهد الرئيس فؤاد شهاب في عام 1960 تخليدا لذكرى ال25 لبنانيا الذين استشهدوا في العامين 1915 و1916 في سبيل حصول لبنان على حريته ابان الاستعمار العثماني.
واوضحت الدكتورة حمودي ان بلدية بيروت ابقت على آثار الرصاص والثقوب في تمثال الشهداء لتظل عبرة لتلك الحرب الاهلية التي خلفت اكثر من 240 الف قتيل ونحو 200 الف جريح الى جانب اكثر من 17 الف مفقود.

ورأت ان النصب تؤكد quot;لزوار لبنان وسياحه ان هذا البلد يفخر بأبنائه العظماء الذين يشكلون ثروته الحقيقية التي مكنته من الصمود خلال المراحل الصعبة التي شهدها في تاريخهquot;.
ويعد النصب التذكاري لرئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي رفع عنه الستار خلال احياء الذكرى الثالثة لرحيله في 14 فبراير من العام 2008 في موقع الانفجار في منطقة السان جورج ببيروت تحفة فنية ستخلد بلاشك هذا الحدث المهم من تاريخ لبنان وللرجل الذي قدم الكثير لبلاده.

وتطالب مختلف الاوساط اللبنانية منذ وفاة منصور الرحباني في ال13 من يناير الماضي باقامة نصب له ولاخيه الراحل عاصي الرحباني يرمز الى العطاءات الفنية الكبيرة التي قدمها الاخوان للوطن.(النهاية) ع ن / ف ف كونا291005 جمت مار 09