عبد الله الدامون من الرباط: في كرة القدم شيء اسمه سوء الحظ، هذا الشيء طالما علق عليه اللاعبون والمدربون نكباتهم وكفكفوا به دمع أحزانهم ثم حاولوا نسيانه قبل أن يداهمهم من جديد.

غير أن ما جرى لمنتخب الأردن أمس (السبت) يبتعد قليلا من سوء الحظ ليقترب من درجة النحس. والنحس نوعان، نحس يجلبه المرء على نفسه، ونحس يسقط على المرء من حيث لا يدري.

والنحس الذي لاحق المنتخب الأردني أمام المنتخب الياباني في المباراة المؤهلة لنصف نهائيات آسيا بالصين يشبه الكابوس الذي يرى الحالم فيه نفسه يعض قطعة من الشوكولاته غير أنه كلما قرّب منها فمه تحولت إلى قطعة من شيء آخر.

الأردنيون الذين تأهلوا لأول مرة في تاريخهم إلى نهائيات آسيا منّوا أنفسهم منذ البداية بلقب يونان آسيا، وبذلوا مجهودا كبيرا حتى يتحقق لهم المراد ويخلقون ملحمة كروية عربية من نوع خاص. لكن الأحلام سميت أحلاما لأنها لا تتحقق.

خرج المنتخب الأردني بعد أن ذاق طعم العسل، لكن تحالف النحس واليابانيين حوله إلى علقم وخرج اللاعبون الأردنيون من الملعب وهم لا يفهمون سر هذا العبث الكروي الذي سيستعصي عليهم فهمه لمدة طويلة.

أسوأ الهزائم ما يأتي متأخرا. وهزيمة الأردن امس جاءت متأخرة جدا بعدما كانت على شكل انتصار، لكن الأردنيين سيمنّون أنفسهم بأنهم خرجوا مرفوعي الرأس والهامة، وأن سوء الحظ وحده رماهم خارج هذا الإنجاز التاريخي الذي كانوا يتوقون إليه في أول مشاركة آسيوية لهم، وهذا كلام صحيح إلى حد ما، لولا أن اليابان هي التي فازت، وهي التي وصلت إلى مباراة نصف النهاية.