عبدالله زقوت : قد تكون هذه فرصة الصين للفوز بلقب كأس آسيا الثالثة عشرة لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها، و هي تلعب على أرضها ووسط جماهيرها، لتعوض بذلك إخفاقها في الحصول على اللقب الآسيوي قبل عشرين عاماً في سنغافورة حين سقطت في النهائي أمام السعودية .
و تملك الصين مقومات عدة ، تمكنها من تحقيق الفوز ، رغم أنها تواجه حامل اللقب منتخب اليابان الذي تأهل بشق الأنفس إلى قبل نهائي و نهائي البطولة ، و قد يكون الطموح الذي يحمله لاعبوا التنين الصيني حافزاً قوياً ، بعد أن فرضوا أحقيتهم ووجودهم في الكأس الحالية . و تأهلت الصين إلى نهائي البطولة للمرة الثانية في تاريخها عد عام 1984 م ، إثر فوزها (الثلاثاء ) على منتخب إيران ، بركلات الجزاء الترجيحية ،.

وبالفعل بدأت الجماهير الصينية، تعد العدة للاحتفال بفريقها الكروي ، الذي بقى على تتويجه (90) دقيقة ستجعله يحمل الكأس للمرة الأولى في تاريخه ، إن وفق لاعبوه في تجاوز الساموراي الياباني الذي بدا خجولا للغاية في المستوى و الأداء خلال البطولة الحالية . و لعل الصين التي تكفلت بإخراج العديد من المنتخبات القوية ومنها العربية ، تبدو الأوفر حظاً ، كونها تلعب على أرضها و بين جماهيرها التي أظهرت حماساً نادراً في المباريات الأخيرة ، و لم تفقد الأمل في منتخب بلادها . و بعد أن كان لاعبوا الصين ، و مدربهم الهولندي " أري هان " ، يتحدثون عن لقب آسيا على أنه مجرد أمل ، فقد أصبح من حقهم أن يعتبروا هذا الأمل واقعاً لا يفصل بينهم و بينه إلا الفوز على اليابان ، و هو يضاهي الفوز بالبطولة بحد ذاتها .
و تأهلت اليابان إلى نهائي البطولة، بشق الأنفس، بعدما نجحت بالفوز على منتخب العرب الوحيد في نصف النهائي ( البحرين ) بنتيجة (4/3 ) في الوقت الإضافي ، في مباراة سرقت من البحرين .

غير أن اليابان ( حاملة اللقب ) تريد أن تسير على خطى منتخبات كوريا الجنوبية ، و إيران ، و السعودية و الفوز بلقب البطولة لمرتين متتاليتين ، لكنه سيصطدم بطموح الصينيين المتعطشين لأول لقب في تاريخهم . و تحمل لقاءات الصين، و اليابان طابع المنافسة و العداء في نفس الوقت ، بحكم العلاقة المتأزمة بين البلدين ، و العداء الغير مسبوق ، لدرجة أن الجماهير الصينية منذ بداية البطولة ، دأبت على تشجيع الفرق المنافسة لليابان .
و بعد خروج المنتخبات المشاركة في البطولة ، الواحد تلو الآخر ، أصبح اللقب محصوراً بين الصين ( المضيفة ) ، و اليابان ( حاملة اللقب ) في لقائهم يوم السبت المقبل على استاد العمال في بكين .

ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخلو النهائي الآسيوي ، من منتخب عربي بعد تمني الجميع أن يوفق أي من المنتخبات العربية المتطورة كالبحرين ،و الأردن أو صاحبة التاريخ كالسعودية ، و العراق ، و الكويت ، و الإمارات أن يكون للعرب طرف في نهائي عام 2004 م ، لكن البحرين اكتفت بالدخول في المربع الذهبي و الخروج منه أمام اليابان في مباراة يعرف الجميع فحواها ، لكن هذا هو حال حال كرة القدم و عالمها الغريب العجيب .