عبد الله الدامون من الرباط:
لم يواجه العداء المغربي في المسافات المتوسطة هشام الكروج ضغطا نفسيا مثل الذي يواجهه هذه الأيام وهو يستعد لخوض منافسات أوليمبياد أثينا.
فهذا البطل العالمي الذي حصد الكثير من الألقاب العالمية وسيطر على منافسات الملتقيات الدولية في المسافات المتوسطة لعدة سنوات لا يطمح اليوم سوى إلى الحصول على لقب أولمبي يرصع به هامة إنجازاته بعدما تعذر عليه ذلك في المرتين السابقتين حيث فشل في سيدني وأتلانتا.
شام الكروج الذي يلاحقة نحس الألعاب الأوليمبية سيشارك في مسابقتين لألعاب القوى في أثينا وهما مسافتي 1500 متر و5000 متر بدءا من اليوم (الجمعة).
لكن أعوص مشكلة يعانيها الكروج هو الاهتزاز النفسي الذي يسبق منافسات يعرف أنها لن تكون سهلة نظرا للإخفاقات السابقة في دورتي سيدني وأتلانتا، كما أنه يمر بفترة مرتبكة على المستوى البدني أيضا.فقبل بضعة أسابيع خلق هشام الكروج مفاجأة مدوية حين حل ثامنا في مسافة 1500 متر في ملتقى روما الذي فاز به عداء مغربي مغمور هو رشيد عزمي الذي هاجر إلى دولة البحرين وتجنس بجنسيتها وفاز بالسباق تحت رايتها، وبعد ذلك بقليل فشل الكروج في الفوز بالسباق نفسه في ملتقى دولي آخر مما جعله عرضة للهواجس النفسية وأضرب تماما عن الإدلاء بأي حديث صحافي، وربما ساءت حالته النفسية كثيرا بعد هذين السباقين حين توقف عن التدريب وتفرغ لتصوير إعلانات لفائدة إحدى شركات الحليب والجبن, وحين خرج بعدهما للحديث إلى وسائل الإعلام ظهر وهو يهاجم بلدان الخليج التي "تسرق العدائين المغاربة"ثم تحول بعد ذلك إلى مهاجمة الصحافة المغربية التي قال إنها تهاجمه وتساير مصالح الصحافة الفرنسية.
ما يحتاجه الكروج اليوم إذن هو الهدوء النفسي الذي افتقر إليه في الأسابيع الماضية.فهذا البطل الذي لم يصل بعد الثلاثين من عمره، يوزع اهتمامه بين الكثير من الأشياء ويتكلم في أشياء أكثر حتى يبدو منظرا وليس عداء.وفي كثير من الأحيان يخلق لنفسه أعداء وهميين فيبدو وكأنه يصارع طواحين الهواء وهو ما يؤثر سلبا على عطاءاته.
الكروج يحتاج اليوم إلى التفرغ إلى مهمته كعداء وليس منظرا للرياضة المغربية أو مكلفا بالرد على كل ما يقال ضده.صحيح أنه ينزعج كثيرا حين يوصف بأنه يعشق المال، أو حين يوصف بأنه يصور لقطات إشهارية أكثر مما يتدرب، أو أنه بدأ يحس بغرور مرضي سيؤثر على ما تبقى من مسيرته، أو غيرها من الأقاويل التي تلاحقه كثيرا هذه الأيام.لكنه بصفته عداء عالميا كبيرا كان من الأولى له أن يرمي كل ذلك خلف ظهره ويجري، ليس وراء المال كما ينعتونه، بل وراء آخر أحلامه وهي الميدالية الأولمبية في أثينا.فليس وراء أثينا سوى السراب.