نصر المجالي من لندن: على ما يبدو ان المافيات الروسية التي حققت الملياردات من الدولارات من بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق نقلت صراعاتها ومنافساتها المالية إلى ملاعب كرة إنجلترا، التي ترحب بأي مستثمر جديد في هذه الصناعة العالمية الجديدة التي تحقق أرباحا طائلة للمستثمرين فيها وتديم فعالية أندية كرة القدم من مختلف الدرجات.

وقالت تقارير صحافية بريطانية اليوم أن محادثات سرية شرع بها المليونير الروسي بوريس زينغارافيتش لشراء نادي إيفرتون لكرة القدم، حيث يلعب اللاعب الإنجليزي الفتى الصاعد واين رووني، وهو أصغر لاعب لكرة القدم في العالم إلى الآن (18 عاما). وتقدر صفقة شراء إيفرتون وهو من أندية الدرجة الممتازة بحوالي 20 مليون جنيه إسترليني، وهي على وشك التنفيذ حسب التقارير الصحافية.

يشار إلى أن المليونير زينغارافيتش ، أحد المليونيرات الجدد في روسيا، والذين يطلق عليهم اسم (اليغاروتشيون) نسبة إلى أسماك القرش، التي تلتهم كل شيء، ينافس الملياردير رومان إبراهيموفيتش في مصالح اقتصادية كثيرة اخرها ملاعب كرة القدم الإنجليزية، ولا ممانعة عند حكومة لندن في ذلك، ما دامت هنالك أموالا وهي تراقبها بعناية تامة من دون إخلال بالقوانين المرعية في البلاد.

والصفقة المنتظرة ستمنح المستثمر الروسي 40 بالمائة من اسهم نادي إيفرتون، حسب ما صرح بذلك رئيس مجلس إدارة النادي بيل كين وويرث، وهي ستوقع غدا الإثنين.

ويعيش المليونير الروسي زينغاريتش حاليا في مدينة بطرسبيرغ مع عائلته التي تقدر ثروتها بحوالي 362 مليون جنيه إسترليني ، والصفقة التي ستوقع مع نادي إيفرتون، ستنقذ النادي من مستقبل مالي مظلم كان يعانيه منذ سنين، وكان ممكن أن يواجه انهيارا كبيرا، إذا أراد الحفاظ على نفسه أن يكون من أندية الدرجة الممتازة على الساحة الكروية في إنجلترا، وهو يعاني من ديون مستحقة تقدر بحوالي ما بين 30 و40 مليون جنيه إسترليني.

وعلى الرغم من أن زينغاريتش لا يمكن مقارنته في مجال الثروة مع النظير الروسي رومان إبراهيموفيتش الذي اشترى نادي تشيلسي وهو نادي كرة القدم للنخبة اللندنية الأرستقراطية قبل عامين بـ 60 مليون جنيه، على أنه دفع 200 مليون أخرى من أجل شراء لاعبين جددا ، فإن المنافسة بين رجلي الأعمال ستشد كثيرا في موسم كرة القدم المقبل للأندية الإنجليزية، مضافا إليها منافسة ساخنة من الملياردير المصري محمد الفايد مالك محال هارودز الشهيرة ومالك نادي فولهام الذي تقدم للدرجة الممتازة في الموسم الماضي.

وإذ ذاك، فإن معلومات نشرت اليوم في وسائل الإعلام البريطانية، قالت أن الملياردير إبراهيموفيتش، المطارد من جانب السلطات الروسية بتهم الفساد والاحتيال والغش، امتلك في الأيام الأخيرة، طائرة ،وقالت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية الأسبوعية أن الثري الروسي اشترى أكبر طائرة في العالم من طراز (بوينغ 767 ـ 300 ) التي تتسع لـ 350 راكبا ، لتكون قصرا جويا له لتنقلاته الخاصة، ودفع ثمنها 56 مليون جنيه إسترليني ، إضافة إلى تحسينات أخرى، تجعل منها طائرة كالتي يستخدمها الرؤساء الأميركيون بتحصيناتها الأمنية من الأرض والجو والبحر، وهي الطائرة الشهيرة باسم (إير فورس ون) أي طائرة القوة الجوية الأولى. وهي ما يستخدمها الرئيس بوش في تنقلاته حاليا داخليا وخارجيا.

وأضافت أن الملياردير المطارد رومان إبراهيموفيتش، كان إلى سنوات معدودات من قبل انهيار الاتحاد السوفياتي السابق لم يكن وسيلة للتنقل حول العالم إلا عبر طائرة "إليوشين" التي كان عليها أن تخرج من الخدمة لعدم صيانتها، ولا تجديدات لها، صار اليوم يمتلك افضل طائرة لتنقلاته في العالم متقدما بذلك على ملوك وأثرياء عرفوا الثروات من قبله.

وتقول مصادر البريطانية البريطانية المتخصصة أن طائرة إبراهيموفيتش الجديدة، ستكلفه ما يعادل مائة جنيه إسترليني في كل مرحلة يقطعها في رحلاته الكثيرة المتعددة في أرجاء العالم. وكان الملياردير الروسي الهارب اعتبر من ضمن قائمة أول عشرة مليارديرات في المملكة المتحدة، حيث تقدر ثروته بحوالي 8 مليارات جنيه إسترليني.

وختاما تشير صحيفة (صنداي تايمز) إلى أن اثنين في العالم يتفوقان على الملياردير إبراهيموفيتش في ترتيبات قصره الملكي الطائر، وهما العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، حيث طائرته الملكية من طراز (إيرباص 340 ) وتكلف بناءها حوالي 95 مليون جنيه إسترليني، وسلطان بروناي محمد حسن البلقية الذي طائرته تكلفت قريبا من هذا المبلغ وذلك لغايات ليس الرفاهية بقدر ما هي إجراءات أمنية وخصوصا فيما يتعلق بتنقلات زعيم عربي مثل ملك المملكة العربية السعودية في أرجاء العالم الذي عليه مسؤوليات كبيرة، في تنقلاته داخليا وخارجيا كحارس لمصالح أمته وشعبه.