مراد عباس من الجزائر: رحب برطالي محمد، رئيس الجمعية الوطنية للصداقة الجزائرية الإسرائيلية، بالمقابلة التي جمعت بين المصارع الجزائريعمار مريدجه والإسرائيلي فاكس ايهود، في إطار الألعاب الاوليمبية الجارية في أثينا. واستغرب برطالي في اتصال هاتفي مع "إيلاف" اليوم، صمت الحكومة الجزائرية بشأن هذه القضية، التي تعتبر سابقة أولى، تفسر على أنها انطلاقة في عملية التطبيع بالتقسيط على حد تعبير زعيم حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، احد ابرز شركاء التحالف الرئاسي.

وفي المباراة التي جمعت الإثنين بفئة ال 66 كيلو في لعبة الجودو ربح الجزائري على منافسه الإسرائيلي.وفي صدى اللقاء الذي جمعهما اعتبر برطالي صمت الحكومة الجزائرية علامة رضا، بحيث لا يمكن تصور مبادرة المصارع الجزائريشخصية، دون استفسار الجهات الرسمية في الموضوع، خاصة وان الأمر يتعلق بالألعاب الاوليمبية التي تشارك فيها دول وليس أشخاصا.

ومما يزيد في قوة هذا الطرح هو أن دولا مثل إيران أعلنت صراحة رفض مقابلة رياضييها مع نظرائهم الإسرائيليين كما حدث مع الملاكم الإيراني، الذي فضل الإقصاء في الدور الأول على مقابلة احد الملاكمين الإسرائيليين.

وقال برطالي إنه ينتظر من الحكومة الجزائرية الإعلان صراحة عن موقفها بكسر الحظر الرياضي تجاه إسرائيل في كافة الدورات والمحافل الرياضية الدولية وعلى مستوى كافة الرياضات، تمهيدا لكسر الحظر في المجال الاقتصادي كخطوات نحو رفع الحظر الدبلوماسي.
وأعلن انه في حال اعتماد جمعيته التي سلم طلب اعتمادها لدى مصالح وزارة الداخلية في 12 تموز (يوليو) 2003، سيقوم بدور فعال في هذا الاتجاه، وسيزور تل أبيب.

وفي هذا الإطار كشف برطالي، أن موظفين لدى مصالح وزارة الداخلية معنيين بملف اعتماد الجمعيات، أشاروا له صراحة بان الحكومة لا تمانع من إنشاء جمعيات للدفاع عن إقامة جسور الصداقة مع الدولة العبرية.

وفي ما يتعلق بمراحل التطبيع مع إسرائيل، يفضل برطالي أن تكون البداية بتبادل بعثات ثقافية وإعلامية وفنية، وتجارية، تتم مباشرة بين الشعبين الإسرائيلي والجزائري دون وساطات، في إشارة إلى السلع الإسرائيلية التي تدخل حاليا السوق الجزائرية عبر شركات عربية وأوربية أخرى.

ويرى أن المجتمع المدني له الدور الكبير في هذه العملية، ويراهن كثيرا على دور الإعلام والصحافيين في تقريب الهوة الموجودة حاليا بين الجزائر وإسرائيل بسبب المواقف المتصلبة من جانب الحكومة الجزائرية، التي "لا تعبر عن مواقف الشعب الجزائري، الذي لم يستشر حتى الآن في مسألة التطبيع مع الدولة العبرية"، "والدليل على ذلك"، يضيف برطالي، "أن الجمعية وجدت صدى كبيرا لدى الأوساط الشعبية في الجزائر،رغم عدم حصولها على الاعتماد".