حسناء بنحسي أول رياضية تمنح المغرب ميدالية في ألعاب أثينا الأوليمبية, وهي ثانية ميدالية عربية بعد الذهبية الإماراتية في الرماية.


بنحسي قاتلت بشراسة اليوم وجرت بذكاء كبير حيث كانت خلال الأمتار الأخيرة في الصفوف الأخيرة قبل أن تنطلق وتتجاوز عددا من العداءات حتى كادت تشرف على الفوز بالسباق, وبقليل من الحظ كادت تفوز بالذهبية.


ميدالية بنحسي وضعت حدا للنحس الذي لازم المغرب منذ بداية الأولمبياد حيث تساقط رياضيوه مثل أوراق الخريف وكان آخرهم نزهة بيدوان البطلة الأوليمبية وبطلة العالم مرتين والمرشحة لنيل ذهبية 400 متر حواجز, وقبلها أقصي ملاكموه واحدا تلو الآخر مع أن ميدان الملاكمة تعوّد على خلق المفاجآت حيث غالبا ما تمنح هذه الرياضة ميدالية ما للمغرب بفعل الإصرار الشخصي لملاكمين يقاتلون على الحلبة ويسمع المغاربة فجأة أن ملاكما مغمورا منح المغرب ميدالية.


النحس الذي توقف اليوم بميدالية بن حسي من المرتقب أن يندحر غدا أكثر في سباق 1500 متر حيث ينتظر المغاربة أن يفوز العداء هشام الكروج بالميدالية الذهبية لهذه المسافة, أو يخلق عادل الكوش مفاجأة المفاجآت ويفوز بهذا السباق.


وكان هشام الكروج سعيداً لأنه وجد حليفا في نهاية سباق 1500 متر التي تجري منافساتها الأوليمبية في أثينا. فهذا البطل الأوليمبي عانى الأمرين في عديد من المنافسات حين يتكالب عليه عداؤون كينيون يصل عددهم أحيانا إلى خمسة أو ستة ويفرضون عليه إيقاعا معينا في السباق أو يقفلون عليه الممرات.


في سباق نصف النهاية دخل هشام الكروج في الصف الأول في المجموعة الأولى, ودخل العداء المغربي الآخر عادل الكوش الأول أيضا في المجموعة الثانية.


العداء المغربي الثالث يوسف بابا أقصي وصار على المغاربة أن يخوضوا نهاية هذه المسافة بعداءين فقط.


الكينيون والإسبان سيكونون حاضرين بأكثر من عداء في مسافة صارت منذ سنوات تمارس كما تخاض الحروب. تكتلات، خطط، حصار، كر وفر، مناوشات....


غير أن أهم ما يمارس في هذه المسافة هي الخدع, والحرب خدعة، لذلك فإن أي عداء عالمي يطمح إلى أن يجري رفقة اثنين أو ثلاثة من حلفائه حتى يفرضوا إيقاعا معينا للسباق ويرشوا خطط الآخرين بالماء. لذلك بدا هشام الكروج سعيدا حين تأهل عادل الكوش, وتأسف حين خسر يوسف بابا.


لكن الألعاب الأوليمبية هي أرض الأحلام ومن حق أي رياضي أن يحلم بالطريقة التي يشاء ويحقق حلمه بكل العناء اللازم. لذلك فإن عادل الكوش الذي دخل في الصف الأول في مجموعته ليس مطلوبا منه أن يلعب فقط دور الأرنب ويعبّد الطريق لهشام الكروج الذي يفتقد إلى الحظ والنفس في هذه الألعاب, بل بإمكان الكوش أن يجري كي ينقذ عنقه من لا شيء, ولم لا يجري من أجل الميدالية الذهبية, مادام سوء الحظ يتبع الكروج مثل ظله في الألعاب الأوليمبية, وهو الذي انشغل كثيرا قبل الأوليمبياد في تصوير الإعلانات التجارية وفي بث الشكوى عبر التلفزيون من سوء حظه.


عادل الكوش مؤهل لحصد ميدالية في أثينا مثله مثل الكروج, وربما يأتيك بالميداليات من لم تزود.