عبد الله الدامون من الرباط: خيرباسيو ديفير رياضي إسباني غريب مثل اسمه. حين حصل على الميدالية الذهبية الألى لإسبانيا بكى كثيرا وذرف من الدمع أكثرر ما فعل يوم كان طفلا. السبب ليس فقط تأثره البالغ بهذا الفوز الثمين الذي طرد النحس عن الوفد الرياضي الإسباني في أوليمبياد أثينا, وليست أيضا دموع فرح مائة في المئة، بل هي دموع تجمع الكثير من الأحزان والكثير من الغبن والكثير من الإحباطات.

مباشة بعد فوزه بميدالية ذهبية في دورة سيدني مر ديفير بسلسلة من الإحباطات. في البداية أصيب بتشنج عضلي بالغ في كتفه وبقي أسيرا لأسرّة الأطباء مدة طويلة, بعد ذلك بقليل شنت عليه وسائل الإعلام الإسبانية هجوما عنيفا لأنه ضبط يوما وهو يدخن الحشيش. دافع ديفير عن نفسه قائلا إنها مجرد تجربة عابرة وأنه لم يدخن سوى لفافة واحدة. لم يصدقه أحد وبقي يمثل وجه الشيطان في الرياضة الإسبانية.

لملم خيرباسيو ديفير أحزانه وانزوى إلى تداريبه الخفيفة شيئا فشيئا استعدادا لأوليمبياد أثينا. لكن في عز الأزمة مات أخوه ذي الخامسة والعشرين ربيعا. لكنه واصل إصراره على التألق وفاز بميدالية فضية في بطولة العالم, غير أن ذلك كلفه فقدانه لمنحة رياضية.

توالت على ديفير المشاكل فقرر ترك كل شيء في مدينة برشلونة، عائلته وصديقته ومدربه وأصدقاءه وتوجه إلى العاصمة مدريد كي يتدرب بعيدا عن أجواء الإحباطات.

وصل ديفير إلى أثينا وهو يحس بالفخر ويقول "مجرد المشاركة في الوفد الرياضي الإسباني في دورة أثينا يعتبر نجاحا لي". لكنه في كل الأحوال لم يكتف بنجاح المشاركة, بل فاز بأول ميدالية ذهبية في الجمباز الاستعراضي وطرد عن إسبانيا نحس القحط في هذه الدورة. فهذا الشاب الأرجنتيني (24 عاما) الذي هرب والداه من الدكتاتورية العسكرية للجنرال فيديلا, قفز فوق جميع إحباطاته وصار بين عشية وضحاها رمزا إسبانيا تتغنى به وسائل الإعام الإسبانية ونسي الجميع لفافة الحشيش التي جعلوا منها قضية. أما هو فيهدي فوزه إلى أسرته وصديقته ومدربه, وهم الذين تركهم يوما في برشلونة وهاجر إلى مدريد بحثا عن أجواء أفضل.