عبد الله الدامون من الرباط: عندما تنتهي الألعاب الأوليمبية بأثينا بعد أيام قليلة سيجد أكثر من خمسين ألف شخص أنفسهم من دون عمل، أو على الأقل، سيجدون أنفسهم من دون العمل التطوعي الذي مارسوه لمدة تقارب الشهر.
ففي كلا ملاعب أثينا ومرافقها الرياضية وقراها الأوليمبية يوجد أكثر من خمسين ألف شخص من اللجنة التنظيمبية الذين تطوعوا للقيام بهذا العمل خلال الألعاب.
إنهم أشخاص يمكن رؤيتهم بسهولة. يرتدون زيا موحدا وفي جعبتهم كل المعلومات تقريبا التي يريدها زوار ورياضيو أثينا هذه الأيام.
عند الإعلان عن طلب متطوعين تقدم اكثر من 170 ألف شخص لاجتياز الاختبار. في النهاية تم اختيار خمسين ألف ومنح كل واحد منهم ثلاثة قمصان بيض، سروالان زرقوان، أربعة جوارب، قبعتان ومزادة. ومن أجل تحفيز المتحمسين منهم تم إهداءهم ساعة "سواتش" ثمينة غير قابلة للبيع.
متطوعو أثينا ليسوا يونانيين فقط. إنهم من مختلف الجنسيات ومن كل القارات، واعتمادهم تم بناء على معرفتهم للغات.
يشتغل المتطوعون ثماني ساعات في اليوم، وأحيانا أكثر. في أثينا صار يطلق عليهم "الكائنات المبتسمة". فهم دائمو الابتسام حتى عندما ضربت الهزة الأرضية الخفيفة أثينا خلال الألعاب. لكنهم أيضا كائنات ذكية. فهم يتوفرون على سكن وأكل مجاني ودائمو المتابعة للمنافسات الرياضة من دون أن يؤدوا فلسا واحدا, أي أنهم في كل الأحوال سياح من النوع الرفيع. سياح يقضون أمتع شهر في حياتهم من دون أن يضعوا أيديهم في جيوبهم.
التعليقات