عبد الله الدامون من الرباط: انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية على البرازيل في المباراة النهاية لكرة القدم النسائية بأثينا وكان أجمل ما فيها هو أن اللاعبات يعبرن عن فرحهن بتسجيل الأهداف عبر ضرب صدورهن بعضها ببعض.
مباراة النهاية بين النساء لا تختلف كثيرا عن النهاية بين الرجال. النهاية هي النهاية، وتبقى فقط تفاصيل صغيرة مختلة مثل القذف والجري وضرب الكرة بالرأس، أو إيقافها بالصدر, وهذا أهم ما تفلح فيه اللاعبات.
مذيع التلفزيون المغربي نسي نفسه وعلق على لاعبة قذفت الكرة برأسها نحو المرمى مباشرة قائلا: كان من الأولى لها أن توقف الكرة بالصدر أولا. مذيع نبيه.
المذيع المغربي كان صادقا في كلامه إلى حد كبير. فأهم ما تفلح فيه اللاعبات هو إيقاف الكرة بالصدر.
المباراة جرت أمام جمهور معتبر وفضولي. كثير من الرجال يحضرون مباريات النساء للاستمتاع بالعودة عبر آلة الزمن إلى الماضي. إنهم يكتشفون كيف بدأت الكرة وكيف كانت في الماضي فنا وإبداعا وبحثا عن المتعة.
مباراة البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية أدارتها حكم امرأة. ربما كان من الأولى تعيين حكم رجل مادامت النساء تفضلن منح القيادة للرجل. حتى في يوم المرأة العالمي يطلق الرجال الشعارات وتهتف بها النساء بعد ذلك.
اللاعبات البرازيليات والأميركيات قذفن نحو المرمى كثير من دون جدوى. يبدو أنهن فهمن مسألة القذف خطأ. يعتقدن أن القذف يؤدي أوتوماتيكيا إلى تسجيل هدف وكأنهن يفكرن في الحمل.
المباراة تميزت بقلة الاحتكاك بين اللاعبات. لاعبة برازيلية رفضت رفضا قاطعا أن تمسك حكمة الشرط بيدها في انتظار دخولها الملعب. كانت تبتعد كما اقتربت منها الحكمة. النساء يفهمن بعضهن كثيرا، خصوصا لاعبات كرة القدم.
ما يميز مباريات الرجال عن مباريات النساء هو أن المهاجمات لا يرتفعن عن الأرض عندما تأتيهن كرة إلى الرأس. ينتظرنها ويقذفنها نحو المرمى وأرجلهن ملتصقة بالأرض. اللاعبة الأمريكية التي سجلت الهدف الثاني في مرمى البرازيل في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني لم تبحث عن الكرة في الهواء، بل جاءتها حتى رأسها وسجلت إصابة دخلت مرمى الحارسة البرازيلية بغباء.
السمعة البرازيلية الكبيرة في كرة القدم لم تنفع نساءها في شيء. فنساء الولايات المتحدة الأميركية يردن احتكار كل شي، بدء بالحركات النسوية التحررية في القرن التاسع عشر، وانتهاء بكرة القدم النسائية التي نالوا ميداليتها الذهبية في أثينا.