عبد الله الدامون من الرباط: لا يوجد اليوم في فريق ريال مدريد من هو أكثر سعادة من اللاعب روبيرتو كارلوس. فمنذ مدة طويلة علا وجهه الوجوم وسادت وجهه الابتسامة الصفراء، لكن هاهو اليوم يطلق العنان لفمه كي ينفتح من الشدق إلى الشدق بعد أن جاء إلى الفريق مدرب جديد اسمه فان دير لاي ليكسمبورغو.

لم يكن روبيرتو كارلوس يتوق إلى أكثر من ذلك. فالمدرب برازيلي وسبق له أن درب المنتخب البرازيلي بين سنتي 2000 و 2002، إضافة إلى عدد من الفرق البرازيلية.

روبيرتو كارلوس كان إلى وقت قريب جدا يحس أنه صار خارج الفريق وأن نهاية هذا الموسم ستشهد نهايته أيضا. أما السبب فهو أنه يعتقد، مثل غيره من اللاعبين القدامى في أي فريق، أن النادي أصبح ملكه وأنه يمكن أن يفعل ما يشاء، وهذا بما ما دفعه إلى التآمر، رفقة زمرة من اللاعبين الآخرين، على المدرب السابق خوسي أنتونيو كاماتشو الذي رحل عن الريال بعد شهرين فقط من بداية مهمته.

ليس هذا فقط، بل إن اللاعب سلك وسيلة غير مشرفة بالمرة في محاولة للضغط على النادي لتجديد عقده الذي سينتهي نهاية هذا العام. وهذه الوسيلة هي التلكؤ في اللعب وعدم بذل مجهود يذكر.

صحيح أن اللاعب الذي كان أكثر شبابا قبل سنوات تقدم به العمر الآن وصار مثل أسد عجوز على حافة التقاعد، لكنه في كل الأحوال ارتكب خطأ جسيما عبر التلاعب بعواطف أنصار ريال مدريد الذين أحبوه كثيرا أكثر من غيره من اللاعبين، لكنه في آخر لحظة يكسر الجرة، حتى أن الحديث عن إمكانية انتقاله إلى فريق برشلونة العدو التقليدي لريال مدريد لم يترك بين أنصار الفريق الكثير من الصدى.

روبيرتو كارلوس فعل عكس ما فعله زميله البرتغالي لويس فيغو الذي تضاعفت طاقته هذه الأيام وكأنه يحاول إقناع الفريق بالتجديد له بعد نهاية عقدته نهاية الموسم الجاري. لكن المدرب السابق غارسيا ريمون أدبه كما يجب ووضعه على دفة الاحتياط يتفرج على المباريات كأي شخص عادي.

هكذا إذن، وفي اللحظة المناسبة جدا جاء المدرب البرازيلي إلى ريال مدريد فانفرجت أسارير روبيرتو كارلوس ومعه زميله رونالدو الذي لا يمكن القول أنه يمر بلحظاته الجميلة في الفريق.
ليس هذا فحسب، بل إن روبيرتو كارلوس ورونالدو اللذان كانا يقضيان عطلة رأس السنة في البرازيل عادا إلى مدريد على متن الطائرة نفسها التي جاء فيها المدرب الجديد. فالسعادة حين تأتي فإنها تأتي دفعة واحدة، والمثل يقول: الصدفة خير من ثلاثة مواعيد (ألف ميعاد كثيرة جدا في نظري).

روبيرتو كارلوس قال عند ووصوله إلى مطار باراخاس في مدريد إن المدرب فان دير لاي ليكسمبورغو سيحمل إلى ريال مدريد كرة القدم الحقيقية. ولكي يبعد عنه الشبهات أضاف أنه علم بتعاقد الريال مع المدرب البرازيلي في الطائرة التي كان قادما على متنها من البرازيل. وهذه هي الصدفة وإلا فلا.

هاهو روبيرتو كارلوس يعلن سعادته بالمدرب الجديد ويقول إنه المدرب الأنسب في العالم لريال مدريد وأنه سيحمل إليه كرة القدم الحقيقية والألقاب وما إلى ذلك من وعود. لكنه سيحمل الأهم لروبيرتو كارلوس وهو تجديد عقدته نهاية هذا العام.
لندع سوء الظن إذن وننتظر.