بهاء حمزة من دبي:مجددًا تقدم التجمعات الرياضية العربية دليلا دامغا ليس فقط على فشلها الذريع في التقريب بين الاشقاء الذي بات من المستحيلات وانما حتى على انها مناسبات متجددة للتشاحن وافراغ كميات هائلة من مشاعر البغض والكراهية التي يحلو للبعض ان يجملها بكلمات مثل تلك التي قالها صبحي عبد السلام اداري فريق الزمالك للسلة المشارك في بطولة دبي الدولية لكرة السلة المقامة حاليا في دبي حينما اكد على ان المعركة الحامية التي ندت لها جباه كل المصريين الموجودين في الملعب عقب انتهاء مباراة الزمالك وفاست لينك الاردني مساء امس لا تفسد "العلاقة الحميمة التي تربط شعبي الإمارات ومصر". ولا ادري ما الذي يمكن ان يفسد العلاقات بين شعوب العالم اذا لم تكن المشاجرات والبيات في اقسام الشرطة والترحيل الفوري والتشهير المتبادل هو الذي يفسدها.

المهم ان بطولة دبي تحولت الى ساحة معارك ليس فقط باحداث مباراة الزمالك وفاست ولينك وانما قبلها بالمشاجرات التي حفلت بها مباراة المنتخب الإماراتي وفريق الحكمة اللبناني التي تحولت الى (حلبة ملاكمة) شارك فيها لاعبو الفريقين اضطر معها رجال الشرطة للتدخل و فك الاشتباك بين اللاعبين لتتوقف المباراة أكثر من نصف ساعة بعدما أبدى لاعب الامارات خليفة الشيبة استياءه من خشونة لاعب الحكمة جان فارس وتلاسن معه بالكلام لكن زميله جو غطاس أشعل الموقف عندما احتك بخليفة ليختلط الحابل بالنابل وسط مشهد مؤسف قبل أن يتدخل إسماعيل القرقاوي رئيس اتحاد كرة السلة الإماراتي لاعادة المياه إلى مجاريها وتصفية النفوس ومعه رئيس نادي الحكمة هنري شلهوب الذي رفض قرار الجهاز الإداري بالانسحاب.

وازدادت الاحداث اشتعالا في مباراة امس بين الزمالك الذي لم يظهر لاعبوه منذ بداية البطولة بمستواهم المعروف ولقوا هزيمتين مما جعلهم يدخلوا مباراة فاست لينك متحفزين،وهو التحفز الذي تحول الى غضب من تكرار اخطاء الحكم البولندي السيء الذي ادار المباراة واخرها الخطأ الذي وقع فيه بالغاء سلة للاعب الزمالك أحمد عادل بحجة أن (الساعة) اعلنت نهاية المباراة قبل أن تنطلق الكرة من يد اللاعب المصري دون ان يلجأ لحكام الطاولة للتأكد من قراره الذي اكد بعض الخبراء ومنهم غسان سركيس مدرب الاتحاد الحلبي ومدرب الحكمة والرياضي سابقا خطأه.

وما أن هم الحكم البولندي بالفرار من الملعب حتى لحق به لاعبو الزمالك وتدخلت الشرطة لحمايته لتشهد صالة النادي الاهلي كل اشكال العنف والضرب التي انتهت بعدة اصابات في صفوف افراد الشرطة ولاعبي الزمالك استدعت نقل نقل لاعب الزمالك أحمد عادل إلى مستشفى راشد مباشرة بعد الأحداث حيث ظل تحت المراقبة حتى الفجر ليلتحق بالبعثة بمقرها بفندق برانسيس بالقصيص واصابة عشرة من افراد الشرطة الاماراتية فضلا عن اعتقال ثمانية لاعبين من الزمالك في مركز شرطة القصيص قبل اطلاق سراحهم بعد تدخل السفارة والقنصلية المصرية بشرط ترحيلهم الفوري من الامارات مع تأكيد مسؤولو السلة الاماراتية على انهم سيخاطبون الاتحاد المصري لتوقيع عقوبات على لاعبي الزمالك الذين لن تجري دعوتهم الى اي بطولة تقام في دبي بعد الان.

وهكذا تسيل من جديد ليس فقط دماء اللاعبين العرب بايدي اشقائهم العرب وانما تسيل كذلك كل معاني الاخوة والترابط العربي الذي يتأكد يوما بعد يوم انه لم يعد سوى حبر على ورق زكلمات لا معنى لها في خطابات الزعماء العرب.