الرباط: كرة القدم جزء لا يتجزأ من الحياة. وسنّة الحياة تقول "كما تدين تدان"، أو بعبارة أخرى "يوم لك ويوم عليك"، وهذا ما ينطبق تماما على كرة القدم. في الأمس القريب كان اللاعب الكامروني صامويل إيتو يطير بجناحيه محقا في سماء فريقه برشلونة ويتوعد ريال مدريد بالويل والثبور قبل المباراة التي جمعت بينهما قبل أسبايع والتي انتهت بفوز البارصا بثلاثة أهداف نظيفة وانهزام مذل لنجوم ريال مدريد. إيتو سجل في تلك المباراة هدفين وخرج منها بطلا بعد أن انتقم من فريه السابق ريال مدريد وأفرغ فيه شحنة الحقد الكبيرة التي ظل يحتفظ بها في صدره لمدة سنوات. لم يكن إيتو وقتها سوى تطبيقا لقانون عام في كرة القدم يقول إن أي لاعب حين يواجه فريقه السابق فإنه يلعب مباراة كبيرة وربما يسجل فيها أهدافا كثيرة. أما إذا كان هذا اللقاء مرفوقا بكثير من قصص الحب والكراهية فإن المباراة تكون بالفعل مشهدا مثيرا. إيتو نسي أو كاد تلك المباراة التي تحول فيها إلى نجم. ومرت الأيام متتالية من تحت قدميه قبل أن يلتقي فريقه في بداية السنة الجديدة بفريق فيلاريال ليعاد تطبيق هذا القانون بطريقة مشابهة جدا، لكن هذه المرة كان إيتو وفريقه برشلونة هما حطب نار الهزيمة، وحطب نار الإنتقام.

في فريق فيلاريال لاعب أرجنتيني فذ اسمه رومان ريكيلمي صنع وحده الانتصار الكبير على فريق برشلونة. ولم يكن ريكيلمي في يوم ما سوى لاعبا أساسيا في فريق برشلونة قبل أن يخرج منها حزينا مغبونا وتطوّح به الأقدار في فيلاريال. ولأن ريكيلمي لم يغفر يوما لمسؤولي برشلونة تلك الإهانة التي تلقاها حين خرج من الفريق شبه مطرود حين أعاروه لفريق فيلاريال مثل قطعة أثاث، فإنه أعد لفريقه السابق مباراة جحيمية أبان فيها عن مهاراته الكبيرة ووجه ثلاث صفعات للبارصا في أول أيام السنة الجديدة. في تلك المباراة بدت برشلونة مثل شبح رمادي لا يدري ما يفعل في مباراة ثقيلة مثل الكابوس. بل إن الفريق الكاتالاني أفلت من هزيمة قياسية في تاريخه.

يومها بدا إيتو مثل أي لاعب من الدرجة الثالثة أو الرابعة. لم يفعل شيئا سوى التحرك في الملعب وتطبيق نظريته التي تقول "أنا أجري مثل لاعب أسود". كان على إيتو في تلك المباراة أن يخضع لسنن كرة القدم ويترك لريكيلمي حق الانتقام من البارصا، بعد أن انتقم إيتو سابقا من ريال مدريد. وكما سجل برشلونة ثلاثة أهداف ضد ريال مدريد في مباراة الثأر لإيتو، فإن فيلاريال مرغ أنف البارصا في التراب في مباراة الثأر لريكيلمي وسجل ثلاثة أهداف. وهذه هي كرة القدم.