طلال سلامة من روما: سمحت قوة الخاطر القيام بأول مباراة لكرة الطاولة "العقلية" بفضل ابتكار عالم أعصاب، في جامعة ماستريخت الهولندية، للعبة فيديو يتحرك أبطالها فيها بواسطة الموجات العقلية للاعبين. ويتنافس اللاعبون عبر تركيز أنفسهم على خواطر معيّنة تتحول، من خلال برمجيات متطوّرة وبمساعدة جهاز الرنين المغناطيسي، الى طاقة حيوية للاعبين، في لعبة الفيديو تمثٌل كرة الطاولة. ويحدد هذا النوع من الألعاب اتجاهاً نحو المستقبل حيث يستطيع فيه المقعدين إعادة اكتساب القليل من الحرية الذاتية بتحريك بعض الأشياء عدا عن كرسيهم، عبر قوة الخاطر.

ولتطبيق الفكرة، أخضع الباحثون بعض الأشخاص إلى جلسات تدريبية لكي يتعلموا على حمل ومواكبة طاقة الخاطر في اتجاه مفيد؛ كما ساهم الرنين المغناطيسي النووي - للصور - في عملية التدريب لأن هذه التقنية تحرٌر فورياً الصور المتعلقة بمناطق العقل المضاءة وتستند كذلك الى آلية التمييز التي يزداد نشاطها كلما ارتفع تدفق الدم في منطقة عصبية معينة. فمجرى الدم يتدفق أكثر الى مناطق الدماغ الأكثر حركة. ولدى مراقبتهم لنتيجة الخواطر الشخصية في الدماغ، تعلٌم الخاضعون للتجربة تغيير كثافة الخاطر، بحسب ذوقهم، مستعملين هكذا التدفق الكهرومغناطيسي للتنافس بينهم في لعبة كرة الطاولة.

ومستقبلاً، قد تستخدم مثل هذه الطاقة لتحريك تلك الأشياء أو الأجسام المفيدة في الحياة اليومية لشخص تعرٌض للشلل السفلي، أو لتحويل الأفكار الى كلمات، عبر أجهزة خاصة متقدٌمة. وتتمحور المشكلة الأعظم في الحياة اليومية حول استعمال جهاز ثقيل مثل الرنين المغناطيسي، لأن نقله من هنا الى هناك هو أمر متعب جداً؛ لكن الباحثون يتفاءلون بأنه، بعد إتمام المرحلة التدريبية، سيكفي فقط التنقل مع جهاز كهربائي يعالج تخطيط العقل، صغير وسهل الإدارة، لتعديل كثافة الخاطر.