عبد الله الدامون من طنجة (شمال المغرب):في الوقت الذي ينتظر وصول العاهل الإسباني خوان كارلوس إلى المغرب بعد غد (الإثنين) فإن الأوساط الرياضية الإسبانية تنظر بقلق بالغ إلى إمكانية تصويت المغرب لفائدة العاصمة البريطانية لندن من أجل استضافة الألعاب الأوليمبية لسنة 2012.

وحسب مصادر صحافية إسبانية فإن العداءة المغربية السابقة نوال المتوكل التي ترأس هيئة التقييم في اللجنة الأوليمبية الدولية أعلنت أن المغرب سيمنح صوته لفائدة لندن التي تعتبر المنافس القوي للعاصمة الإسبانية مدريد لاستضافة هذه المنافسات.

وتلقفت وسائل الإعلام الإسبانية على نطاق واسع خبرا أوردته صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية قالت فيه إن العداءة المغربية نوال المتوكل عبرت علانية عن دعم المغرب لترشيح لندن.

وقالت صحيفة "لاراثون" المقربة من اليمين الإسباني إنه "لو صحت التصريحات المنسوبة إلى نوال المتوكل فإن تصرف جيراننا في الجنوب لن يكون لائقا على الإطلاق".

وأضافت الصحيفة إن التصرف المغربي يعني أن شهر العسل بين المغرب وإسبانيا، والذي ابتدأ منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم آذار (مارس) الماضي، لم يعط النتائج المرجوة منه.

وذكرت الصحيفة بفوز العداء المغربي هشام الكروج بأرفع جائزة في إسبانيا السنة الماضية وهي جائزة أمير أستورياس التي قالت إنها "خلقت الكثير من الحماس بين المغاربة والإسبان.

وقالت الصحيفة إن العداءة المغربية السابقة وأول امرأة عربية حاصلة على الميدالية الذهبية في تاريخ الأوليمبياد سيكون لها ثقلها في هيئة التقييم باللجنة الأوليمبية الدولية وأنه من الممكن أن تلعب دورا كبيرا في ترجيح كفة العاصمة البريطانية على العاصمة الإسبانية مدريد.

واعتبرت "لاراثون" أن التصرف المغربي، لو تم، فإنه يعتبر في حد ذاته مفاجأة كبيرة مادام أن إسبانيا كانت أول بلد أوروبي أعلن دعمه لملف ترشيح المغرب لاحتضان منافسات كأس العالم لسنة 2010 التي فازت بها أخيرا جنوب إفريقيا.

وكان رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسي ماريا أثنار أول مسؤول أوروبي كبير يعلن دعمه لملف ترشيح المغرب لاحتضان المغرب مونديال 2010 خلال لقاء ودي جمعه بالوزير الأول المغربي ادريس جطو بضيعة المسؤول الإسباني بمدينة طليطلة على الرغم من التوتر الذي كانت تعرفه العلاقات بين البلدين.

كما أن رئيس الحكومة الإسبانية السابق فليبي غونزاليث كان ضمن الوفد المغربي في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة جنيف السويسرية في 15 أيار (مايو) الماضي خلال عملية التصويت النهائية على البلد الذي سيحتضن مونديال 2010.

وتتساءل الأوساط الرياضية الإسبانية إن كانت نوال المتوكل "تتحدث من منطق شخصي صرف أم أنها تلقت تعليمات بذلك من جهات عليا".

يذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية عرفت تحسنا كبيرا بعد وصول الاشتراكيين إلى السلطة قبل عشرة أشهر ووصل التعاون الأمني بين البلدين تنسيقا غير مسبوق بعد تفجيرات 16 أيار (مايو) 2003 في الدار البيضاء وتفجيرات 11 آذار (مارس) في العاصمة الإسبانية مدريد.

وعلى الرغم من أن اللجنة الإسبانية الداعمة لترشيح مدريد لاحتضان أوليمبياد 2012 لم تفصح عن رغبتها في وساطة إسبانية وازنة لدى المغرب، إلا أنها تتمنى أن تكون الزيارة التي يبدأها العاهل الإسباني بعد غد إلى المغرب مناسبة لكسب صوت المغرب لصالح مدريد.