عبد الله الدامون من الرباط: اللاعب الدنماركي توماس غرافيسن الذي تعاقد أخيرا مع ريال مدريد يشبه كاسحة ألغام عملاقة، لذلك فإن أبرز ما ميز وصوله هو أنه حط في مطار عسكري في ضواحي العاصمة مدريد على متن رحلة خاصة بين إنجلترا وإسبانيا.

رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريث لا يفرق بين المطارات العسكرية والمدنية في حالات الطوارئ.
لذلك حين اشتدت به النكبات قرر اللجوء إلى سوق الشتاء واشترى لاعبا في لمح البصر وجاء به في رحلة خاصة ونزل في مطار عسكري وحمل على الفور إلى العيادة الخاصة لريال مدريد وهناك أجرى فحوصات طبية وقدم بعد ذلك للجمهور ثم تقرر أن يشارك في مباراة اليوم ضد ريال ساراغوسا. وهذه هي السرعة وإلا فلا.

لا يؤمن فلورينتينو بيريث بأن في العجلة الندامة، أو بالقول المأثور بأن العجلة من الشيطان. فالشيطان في رأيه هي تلك النقاط السبعة التي تفصله عن غريمه برشلونة والذي ينبغي اللحاق به في كل الأحوال ومهما كان الثمن.

كان رئيس ريال مدريد يؤمن دائما أن التعاقد مع لاعبي وسط الميدان هو من علامات الضعف. لذلك ظل يتعاقد مع المهاجمين النجوم ويتناقش في التعاقد مع آخرين في الموسم الذي يليه بينما يلتهم أكلة البطاطس بالبيض التي يعشقها كأنه موظف بئيس.

بل إن فلورينتينو كان يعتبر شراء لاعبين في وسط الموسم، أي في سوق الشتاء، علامة نحس. لذلك لم يسبق له منذ أن تولى مسؤولية الفريق أن اشترى لاعبا في كانون الثاني (يناير). لكن للظروف أحكامها. فالفريق صار ألعوبة في يد الصغار والكبار ويتلقى الهزائم في الداخل والخارج فكان لابد من وضع حد لكل هذا المزاح.

منذ مجيء الإيطالي أريغو ساكي إلى القلعة البيضاء بصفته مديرا فنيا تحركت أشياء كثيرة في الفريق. فبعد وصوله ببضعة أيام جاء بالمدرب البرازيلي فانديرلاي ليكسمبورغو الذي لم يذق في مباراتين مع فريقه الجديد طعم الهزيمة أو التعادل. وبعد ذلك جاء ما كان ينقص الفريق وهو لاعب قوي في وسط الميدان يمكن أن يصفف العشب بأسنانه حين لا يجد شيئا يفعله.

وعموما فإن ريال مدريد أصبح يخيف هذه الأيام خصمه العنيد برشلونة. لذلك فإن رئيس النادي الكاتالاني لابورتا بدأ يفتش في مذكراته القديمة عن رقم هاتف الهولندي دايفدس لاعب أنتر ميلانو الإيطالي لكي يعيده إلى الفريق، والسبب هو أن دايفدس يشبه بدوره كاسحة ألغام أو دبابة مصفحة.

وهكذا تتسابق الفرق وتتنافس فيما بينها لشراء اللاعبين كما تتنافس الدول والحكومات في شراء الأسلحة.