ملبورن (استراليا): حطم الروسي مارات سافين آمال ليتون هيويت وكل الشعب الاسترالي عندما فاز يوم الاحد ببطولة استراليا المفتوحة للتنس. فاز المصنف الرابع سافين على المصنف الثالث هيويت 1-6 و6-3 و6-4 و6-4 في النهائي رقم مئة للبطولة التي لم يفز بها أي لاعب استرالي منذ مارك ادموندسون عام 1976. وهذه هي المرة الثانية التي يفوز فيها سافين باحدى بطولات التنس الاربع الكبرى بعدما انتزع بطولة امريكا المفتوحة عام 2000.

وسبق ان وصل سافين لنهائي بطولة استراليا عامي 2002 و2004. وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يخسر فيها هيويت في نهائي احدى بطولات التنس الاربع الكبرى بعد هزيمته أمام السويسري روجيه فيدريه في بطولة امريكا المفتوحة العام الماضي. بدأ سافين المباراة متوترا وقدم أداء متواضعا ليفوز هيويت بالمجموعة الاولى 6-1. فاز هيويت بالشوط الاول وكسر ارسال سافين في الشوط الثاني بفضل ضربات خلفية خاطئة لمنافسه الروسي ورفع النتيجة الى 3-صفر عندما فاز بشوط ارساله دون ان يمكن سافين من الفوز باية نقطة. وخسر سافين أول ثلاث نقاط عندما انتقلت اليه ضربة الارسال في الشوط السادس وسدد هيويت ضربة امامية رائعة بعرض الملعب ليتقدم 5-1. وعندما انتقلت ضربة الارسال الى هيويت فانه نجح بهدوء في انتزاع المجموعة الاولى خلال 23 دقيقة فقط ليهتز المكان بتشجيع الاف الاستراليين الذين احتشدوا في الملعب لتشجيع هيويت.

واستعاد سافين مستواه في المجموعة الثانية ليفوز بها 6-3. ونجح سافين في كسر ارسال هيويت للمرة الاولى في المباراة في الشوط الرابع بالمجموعة وسدد ضربة أمامية ماهرة ليتقدم 3-1 ويستعيد ثقته بنفسه. وكان بوسع سافين ان يحصل على نقطة المجموعة عندما كانت ضربة الارسال مع هيويت في الشوط الثامن لكن البطل الاسترالي أنقذها عندما اصطدمت كرته بالشبكة وغيرت مسارها. وعندما انتقلت ضربة الارسال الى سافين فانه لم يدع الفرصة تضيع من يده وسدد كرة أمامية ليفوز بالمجموعة بعد 65 دقيقة. وواصل سافين صحوته ليفوز بالمجموعة الثالثة 6-4. سنحت لسافين فرصتان لكسر ارسال هيويت في الشوط الاول من المجموعة لكن هيويت أنقذهما وحافظ على ارساله. وكسر هيويت ارسال سافين في شوط مثير للجدل.

فقد انفجر هيويت غاضبا عندما سدد سافين -بينما كان الاثنان متعادلين- كرة أمامية على الخط الخلفي. وقال حكم الخط الخلفي انها سقطت خارج الملعب لكن الحكم الرئيسي كارلوس راموس أمر باعادة النقطة. وقال هيويت لراموس "لا تحاول ان تصبح بطلا هنا." ومع استئناف اللعب سدد سافين كرة أمامية خارج الملعب. ثم انتزع هيويت النقطة الاخيرة للشوط الثاني ليتقدم 2-صفر. وبدوره استشاط سافين غضبا بسبب أخطائه وقذف مضربه أرضا بعدما نجح هيويت في الحفاظ على ضربة ارساله وتقدم 3-صفر. وطلب سافين مدربا لتدليك ساقيه ولم يخف غضبه من تضارب قرارات الحكم مع حكم الخط الخلفي في الشوط التالي وتبادل عدة كلمات مع راموس بالاسبانية.

وكافح هيويت لانقاذ نقطة حاسمة في الشوط السادس ووجه اليه راموس تحذيرا لسقوطه في تصرف غير لائق رياضيا عندما أشار باصبعه بعنف نحو حكم الخط الخلفي اثر تسديد كرة أمامية تعادل بها مع سافين في الشوط. لكن سافين فاز بالشوط السادس. وكسر سافين ارسال هيويت في الشوط السابع عندما سدد كرة خلفية عنيفة على الخط الخلفي. وحذر راموس اللاعبين بخصم نقطة اذا تكرر انفلات اعصابهما. ونجح سافين في كسر ارسال هيويت مجددا في الشوط التاسع ليتقدم 5-4 عندما أخطأ هيويت في تسديد ضربة الارسال مرتين في النقطة الحاسمة الثانية. وانتقلت ضربة الارسال الى اللاعب الروسي الشهير بلقب "الاحمر الكبير" ليفوز بالمجموعة خلال أقل من ساعة في حين طلب هيويت مساعدا لتدليك ساقيه استعدادا للمجموعة الرابعة. جاء فوز سافين بالمجموعة الثالثة رغم تأخره 1-4 في البداية حيث سيطر بشكل مفاجيء على مجريات اللعب وفاز بأحد عشر شوطا من الاشواط الخمسة عشر الاخيرة في اللقاء ليتوج بطلا. كسر سافين ارسال هيويت في الشوط الاول من المجموعة الرابعة وحافظ على ارساله ليفوز باللقاء. وسدد سافين 17 من 18 ضربة ارسال لا تصد يوم الاحد في المجموعات الثلاث الاخيرة. وفي المجموعة الرابعة كان الفوز من نصيب سافين في كل النقاط التي تبادل فيها اللاعبان الكرة لفترة طويلة.

وكان هيويت يتطلع للفوز ببطولة استراليا منذ نعومة أظافره عندما قدمه أبواه لرياضة التنس. ولم يكن هيويت ولد عندما فاز ادموندسون -وهو اخر استرالي يحصل على لقب البطولة- على جون نيوكومب في النهائي عام 1976 لكنه شاهد بات كاش وهو يلعب في النهائي عام 1988. وكان هيويت انذاك في السابعة من عمره لكنه قرر ان يكرس حياته ليتقدم خطوة أبعد مما وصل اليه بطل طفولته ويفوز بالبطولة. وقال هيويت الاسبوع الماضي "بالطبع فان بطولة استراليا المفتوحة تعني الكثير بالنسبة لي." لكن سافين حطم اماله. وفاز سافين على هيويت في اخر مرة التقيا فيها في بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي. واجمالا فاز سافين في ست مباريات وخسر خمسا. تأهل هيويت -الذي سبق ان فاز ببطولتي ويمبلدون وامريكا المفتوحة- للنهائي بعد فوزه على المصنف الثاني الامريكي اندي روديك صاحب أسرع ضربة ارسال في العالم 3-6 و7-6 و7-6 و6-1. وجاء صعود سافين للنهائي بعد فوزه على اللاعب الاول على مستوى العالم روجيه فيدريه في مباراة وصفها البعض بانها الافضل في تاريخ بطولة استراليا منذ انطلاقها.