الرباط: منذ وصول المدرب البرازيلي فانديرلاي ليكسمبورغو إلى ريال مدريد حقق ست انتصارات من خمس مباريات. إنه رقم كان يبدو مستحيلا قبل وصول هذا المدرب الذي منح الفريق طعم الإحساس بالانتصار بعد أن كاد يتعود على طعم الهزيمة. ريال مدريد قبل وصول المدرب ليكسمبورغو كان على بعد ثلاثة عشر نقطة من خصمه التقليدي برشلونة الذي كاد يحسم فوزه بالبطولة. لكن الثلاثة عشر نقطة تقلصت الآن إلى سبع نقاط فقط، وصار على الفريق الكاتالاني أن يقاتل في كل مباراة من أجل الاحتفاظ بفارق النقاط السبعة في انتظار الوصول إلى الأنفاس الأخيرة من الليغا.

برشلونة فريق ظمآن إلى الألقاب التي لم يفز بأي واحد منها منذ خمس سنوات. وهذا ما يجعله يعتبر كل مباراة من مبارياته في البطولة عبارة عن مباراة سد، لأن أي تقلص في فارق النقاط السبعة يمنح ريال مدريد نفسا جديدا من أجل اللحاق به وتحول أفراحه إلى أتراح. وعلى الرغم من تغير نتائج ريال مدريد إلا أن طريقة لعبه لم تتغير كثيرا. فمازال هناك الكثير من الارتباك والخلل بين صفوفه وعدم الإقناع في مستواه العام. لكن ذلك لا يمنع مسئولي الفريق من الرضا على عطاء ليكسمورغو الذي يعتبر الانتصار أهم من اللعب الجميل. ويقول ليكسمبورغو أنه منح اللاعبين معاناة أكبر لكي يقودهم نحو الفوز. فتداريبه صارت أكثر قسوة واللاعبون صاروا يدرّون عرقا أكبر في الميدان.

لم يسبق للمدرب البرازيلي أن درب فريقا أوروبيا من قبل. لذلك كان وصوله إلى العاصمة الإسبانية تحديا كبيرا سيقوده إما إلى المجد أو إلى الانحطاط. فتدريب ريال مدريد صار مثل حكم دولة عظمى، وكل من يفشل في ذلك يجب أن يعتبر فشله ذلك بداية لنهايته. غير أن ليكسمبورغو المعروف بسخونة دمه وتفجير مشاعره في الملعب جاء إلى ريال مدريد بعقلية الانتصار. وهذه العقلية هي التي جعلته يقنع النجم البرازيلي روبينهو بالمجيء إلى الفريق الموسم المقبل. وربما يأتي أدريانو أيضا، على الرغم من أن أنتر ميلان يعارض ذلك بكل السبل. وإذا تحقق مجيء هؤلاء فإن الفريق سيصبح برازيليا في الموسم المقبل. المال هو الذي يحكم في النهاية. وفريق ريال مدريد يدور حول المال ويعتبر أن أي لاعب في العالم لن يقاوم إغراء المجيء إلى العاصمة الإسبانية. هكذا تصبح البطولة الإسبانية أكثر تشويقا كل أسبوع. وهكذا يختلط المال بالرياضة وبالسياسة في صراع العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، لأن الفوز بلقب ما بالنسبة لأي منهما، لا يعتبر فوزا رياضيا فقط، بل أكثر من ذلك بكثير.