حاورها بشار دراغمه من رام الله: في خطوة فلسطينية بدت غريبة، تمكنت تلك المرأة الفلسطينية الليبرالية من الوصول إلى موقع قيادي، وأصبحت رئيسة لبلدية رام الله، هي لم تخف أن ليبراليتها هي من قادتها إلى هذا المنصب، ولم تنكر أيضا أن حركة حماس هي من قدمت لها الدعم لتصبح رئيسة لبلدية رام الله، وحسب قولها فأن حماس دعمتها لكي لا تفوز حركة فتح، إنها السيدة

جانيت ميخائيل
أول امرأة فلسطينية تصبح رئيسة لبلدية. وفي حوارها مع إيلاف كشفت عن سر نجاحها، والأسباب التي أوصلتها إلى هذا المنصب.

كيف تقدم جانيت ميخائيل، نفسها للقارىء العربي عبر إيلاف، ما هي بطاقتك التعريفية؟

أنا سيدة فلسطينية من مدينة رام الله، شمالي الضفة الغربية، عمري 60 عاما، وأنتمي للديانة المسيحية، بدأت عملي مدرسة، ومن ثم أصبحت مديرة لمدرسة ثانوية لمدة 20 عاما، وعملت في العديد من المجالات الأخرى، وأبرزها المجال الاجتماعي، وقد تقاعدت من عملي وخضت انتخابات بلدية رام الله باسم قائمة quot;رام الله للجميعquot; التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

أنت اول إمرأة تصل إلى منصب رئاسة بلدية في مدينة فلسطينية باعتقادك ما سر هذا الوصول؟

أعتقد ان السر في ذلك هو وعي الناس، ونضوج الأفكار لديهم، في مدينة رام الله تحديدا، وأعتقد أن هناك رغبة لدى الناس في التجديد، وكذلك فأنا شخصية معروفة جدا في رام الله، إضافة إلى نجاحي في المدرسة التي كنت اعمل بها، وكذلك برنامج الكتلة التي ترشحت باسمها وهي رام الله للجميع، حيث قدمت الكتلة وعودا للناس تحقق لهم الكثير من المتطلبات والأمنيات، وأبرزها المساواة والعدل.

دعينا نتعرف على الطريقة التي انتخبت فيها لرئاسة البلدية وتحديدا من الذي قدم لك الدعم؟ أي الأحزاب قادك لهذا المنصب؟

بداية أؤكد أنه لم يكن هناك أي تحالفات، والمواطن إنتخب قائمة رام الله للجيمع، لكن أنا لم انتخب لرئاسة البلدية من قبل المواطن، وإنما من قبل أعضاء المجلس البلدي الذين نجحوا في هذه الانتخابات، حيث فازت كتلة رام الله للجميع بستة مقاعد، وحصلت حماس على ثلاثة مقاعد، ونظرا لأن حركة حماس لا يمكن أن تدعم حركة فتح، فأنها فضلت التصويت لصالحي، كوني سيدة معروفة، وقد أعلنت حماس ذلك من خلال مؤتمر صحافي.

كأول تجربة لك في هذا المنصب، نود التعرف على مخططك للمرحلة القادمة، وما الذي تريدين عمله خلال السنوات الأربع لتوليك منصب رئاسة البلدية؟

سأعمل لكي تكون البلدية مفتوحة للجميع، وسأبذل ما أستطيع من اجل التغيير في رام الله، ليتمكن المواطن من الحصول على كامل حقوقه وفي نفس الوقت تأدية واجباته المترتبة عليه، ومساعدة المجلس البلدي المنتخب في تطبيق قراراته، وسأعمل أيضا على تشجيع الاستثمار، لرفع مستوى الحياة الإقتصادية، وكذلك وضع خطة لتحسين بيئة المدينة، حتى يستطيع المواطن العيش في بيئة نظيفة.

في المجتمع الشرقي مثل فلسطين هناك تصور لدى الكثير بأن المرأة لا يمكنها أن تكون في موقع قيادي، ما هو ردك على ذلك؟

لا أعتقد أن هذا الأمر واضح في فلسطين، وتحديدا في مدينة رام الله، وربما تتواجد هذه الفكرة في بعض المناطق في فلسطين، لكن في رام الله الشريحة الكبرى هي من ذوي الثاقفة والعلم، لكن كون الناس انتخبت قائمتي وهي تعرف أني إمراة فهذا دليل ثقة.

هل تعتقدي أن المرأة الفلسطينية حققت نجاحات وتمكنت من الوصول إلى هدفها؟

نجاحي كرئيسة بلدية أعطي المرأة الفلسطينية دفعة للأمام، وأعطاها دعم كبير، فقد بات يوجد نساء في البلديات وفي المجلس التشريعي، وهناك دعم للمرأة في جميع النواحي، لكن كل ذلك لا يعني أن المرأة حققت كل ما تصبوا إليه.

عندما تم انتخابك لمنصب رئاسة البلدية ركزت وسائل الإعلام المحلية والدولية في نشر الخبر على أن إمرأة ليبرالية هي من فازت بمنصب رئاسة البلدية هل تعتقدي أن ليبراليتك هذه هي من أوصلتك لرئاسة البلدية؟

من الممكن ان تكون أوصلتني على هذا المنصب، وما أود توضحيه هو أنني فعلا ليبرالية لكنني محافظة على الآداب والأخلاق العامة وأدعم المرأة الفلسطينية من أجل ان تكون إمرأة صالحة وفي نفس الوقت محافظة على العادات والتقاليد.

هل تعتقدي ان الطائفة المسيحة حصلت على حقها من خلال انتخابات بلدية رام الله؟

أعتقد أن الطائفة المسيحية لم تتقدم للانتخابات بطريقة سليمة، ويمكن أن يكون السبب في ذلك وجود نوع من الإحباط لدى الجميع، كونها المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات منذ العام 1976، لكن في المستقبل أعتقد أنه سيكون هناكمشاركة واسعة للطائفة المسيحية.

هل لك أن تحدثينا عن تجربتك في الأيام الأولى لتوليك هذا المنصب؟

انا استلمت هذا المنصب منذ بضعة أيام، لكنها كانت كافية لإعطائي خبرة واسعة، بسبب علاقتي الطيبة مع الجميع، ووجدت في هذه الأيام دعما من المواطن، أعطاني دفعة للأمام، ووجدت ان العمل يسير بصورة جيدة، لكنه يحتاج على تحسين وتطوير، من جهتي بدأت أشعر بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقي، وفي فترة العيد خرجت إلى الشوارع للتعرف على المشاكل التي يواجهها الناس.

ميخائيل في حفل تعيينها
ما هو السبب في تأخير البت في قضية انتخابات رام الله خلافا للبلديات الأخرى، هل كان هناك خلافات، ولماذا تأخر تشكيل المجلس البلدي؟

لم يكن هناك خلافات، إنما الكوتا النسائية هي التي أخرت إعلان النتائج، فالقانون يؤكد على وجود ثلاث نساء في المجلس، حتى لو تقدم عليهن الرجال، لكن هناك ثلاث نساء نجحن دون نظام الكوتا، وقد أدى عدم فهم البعض لهذا القانون لتأخير إعلان النتائج، بالرغم من وضوح القاعدة وإمكانية إخراج النتائج من خلال برنامج بسيط على الكمبيوتر.

إلى أين تطمح جانيت ميخائيل الوصول؟

طموحي فقط لرئاسة بلدية رام الله وقد حققت هذا الطموح