عادل درويش من لندن: يواجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عاصفة جديدة من الإنتقادات والاتهامات بالمحسوبية ومحاباة الاصدقاء، ووضع المعرفة الشخصية قبل الكفاءة بعد تعيين صديقه، السفير البريطاني في باريس، في منصب رفيع في الامم المتحدة بناء على توصيات من لندن.

فقد تلقى السير جون هولمز، سفير بريطانيا في العاصمة الفرنسية وصديق بلير استضافة مع اسرته في العطلة مرتين، وتلقى تزكية من حكومته ادت لتعيينه في منصب منسق عام الأمم المتحدة لغوث الحالات الطارئة.

وكانت حكومة بلير عينت السير جون سفيرا لبريطانيا في البرتغال، بعد ان كان شغل منصب كبير السكرتاريا الخاصة لرئيس الوزراء في الرقم 100 داوننج ستريت لكل من جون ميجور ثم بلير - وهو منصب موظف دولة تابع للتاج وليس سياسيا ضمن الحكومة المنتخبة. وبعد تعيينه سفيرا استضاف بلير واسرته حيث اقام رئيس الوزراء وزوجته شيري، مع السفير في اجازة في مقره الرسمي في لشبونة عام 2000.

وكان السير جون اشترك في مفاوضات السلام في ايرلندا الشمالية والتي انتهت باتفاقية الجمعة العظيمة عام 1998، والتي يعتبرها بلير الجوهرة في تاج حكومته بعد انهاء ثلاثة عقود من العنف والارهاب في الستر.

ورغم ان المصادر الدبلوماسية البريطانية تصر على ان السير جون يمتلك الكفاءات والمؤهلات والخبرة المطلوبة لشغل المنصب الدولي، بعد ان خدم في المفوضية السامية البريطانية في دلهي، الا ان نواب المعارضة ومنتقدي بلير يتهمون الحكومة بالعمل على تعيين اصدقاء رئيس الوزراء حيث اشاروا الى سجل طويل من اتهامات بالمحسوبية وتوزيع المناصب على الاصدقاء والمعارف؛ خاصة بعد ان قال مصدر من وايتهول - مقر كبار موظفي الدولة حيث توجد معظم الوزارات - ان السير جون عديم الخبرة بمسائل الطوارىء وغوث اللاجئين في المناطق المنكوبة بكوارث طبيعية او من صنع الأنسان، وهو صميم عمل المفوضية التي سيرأسها.

واضاف المصدر بان الأمر يشكل quot; فضيحة تصدم المشاعر، فالرجل مؤهله الوحيد انه من محاسيب بلير..انهما يقضيان الاجازات سوياquot;.

والمعروف ان المنسقيين السابقين للمفوضية، والتي تضم 1100 موظف وتبلغ ميزانيتها السنوية 65 مليون جنيه (127 مليون و500 الف دولار). واللذان خدما قبل السير جون هولمز، وهما جان ايجيلاند، وكينزو اوشيما، كان لهما خبرة سنوات طويلة في تنسيق حملات الغوث والإنقاذ وتوصيل المؤن في حالات الطوارىء، بينا يفتقر السير جونز لهذه الخبرة.

وقد تزعم حزب الأحرارالديموقراطيين المعارض جوقة ادانة حكومة بلير حيث قالت لين فيذارستون، المتحدثة باسم الحزب في شؤون دعم اعالي البحار، انه من المؤسف ان يتولى صديق لبلير هذا المنصب الحساس مما لن يساعد المنظمة في مهمتها.

وكان بلير قام، في الشهر الماضي، بتعيين السير نايجل شينوالد، كبير مستشاريه للشؤون الخارجية، سفيرا للبلاد في واشنطن، وهو من المناصب التي تعتبر جائزة للدبلوماسيين، بينما ستتولى مستشارة بلير للشؤون الأوروبية، كيم داروك ، منصب سفير بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبي.